اعمارة: اللقاء التنسيقي والتأطيري للموسم الشتوي 2019-2020 يعد محطة مهمة لاتخاذ الاستعدادات اللازمة قبل بدء الموسم الشتوي

0

قال عبد القادر اعمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، اليوم الجمعة بميدلت، إن اللقاء التنسيقي والتأطيري للموسم الشتوي 2019-2020 يعد محطة مهمة من أجل التحضير واتخاذ الاستعدادات اللازمة قبل بدء الموسم الشتوي.

وذكر اعمارة، خلال افتتاح أشغال اللقاء التنسيقي والتأطيري للموسم الشتوي 2019-2020، الذي عرف حضور عامل إقليم ميدلت، السيد مصطفى النوحي، والعديد من المسؤولين المركزيين والجهويين والاقليميين بالوزارة، أن ذلك “يدل على عزمنا لتقديم خدمة عمومية جيدة بإيجاد الحلول المناسبة لمجمل التساؤلات التي تهم مجال الاستدامة الشتوية”.

وأوضح الوزير أن هذه التساؤلات تتعلق باستغلال وضمان استمرارية حركة السير والسلامة الطرقية بصفة عامة، والموسم الشتوي بصفة خاصة.

وأكد أن هذه التساؤلات ترتكز حول محورين يتعلقان بـ”ما هي أهم النقائص التي تم تسجيلها قبل وخلال وبعد الموسم الشتوي الفارط؟”، و”ما هي الاستراتيجية التي يجب اعتمادها من أجل تكريس ضمان الاستدامة الطرقية، خاصة أن المواسم المنصرمة عرفت ظروفا مناخية استثنائية من حيث تهاطل الأمطار وتساقط الثلوج؟”.

وأبرز أن الشبكة الطرقية الوطنية تتعرض لعدة ظواهر طبيعية، حيث إن الطرق المشيدة بشمال المملكة على سلاسل جبال الريف تتعرض لانزلاقات التربة وعدم استقرار المنحدرات، مضيفا أن الشبكة الطرقية في وسط المملكة على مستوى الأطلسين الكبير والمتوسط تعرف، خلال الفترة من نونبر ومارس من كل موسم شتوي، تساقط الثلوج وتكون الصقيع على طول يناهز 5 آلاف كلم.

واعتبر أن هذا الأمر يتسبب في عرقلة حركة السير على هذه المحاور، خاصة بالنسبة للشاحنات ذات الوزن الثقيل، مضيفا أن بعض المحاور الطرقية في جنوب المملكة تعرف انقطاعات متكررة طول السنة، وناجمة عن ظاهرة زحف الرمال، مما يعيق تنقل الأشخاص والبضائع.

وشدد على أن هذه الظواهر تشكل إكراها حقيقيا لاستدامة حركة السير والسلامة الطرقية، مما يحتم وضع استراتيجية ملائمة من أجل حكامة وتدبير جيدين للموارد البشرية والوسائل اللوجستيكية.

وأكد أن التغيرات المناخية التي شهدها المغرب خلال السنوات الأخيرة تترتب عنها انقطاعات متكررة للطرق بسبب تساقط الثلوج والفيضانات، الشيء الذي يلحق أضرارا للساكنة والاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن الوزارة تضع مستعملي الطريق في صلب اهتماماتها على مستوى الاستدامة الطرقية.

وذكر ببعض الممارسات الجيدة التي تتبعها الوزارة التي تتعلق، على الخصوص، بالتحضير القبلي للموسم الشتوي الذي يتم غالبا في شهر يونيو من كل سنة، وذلك من خلال عقد عدة اجتماعات تحضيرية وتزويد المصالح الخارجية بمختلف الوثائق ومناهج العمل، وكذا إصلاح آليات التدخل.

كما يهم الأمر تموضع الآليات في النقط الحساسة، وتعبئة ما يزيد عن 953 آلية وشاحنة، ضمنها 23 حاملة للآليات و106 وحدة لإزاحة الثلوج، وتعبئة 10 قناطر للإغاثة (5 منها في طور الاستغلال) وفرق محترفة للتدخل في حالات الانقطاعات الطويلة الأمد.

ويتعلق الأمر أيضا بإخبار مستعملي الطرق عن طريق بلاغات تبث على قنوات الإذاعة والتلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي للوزارة ولوحات التشوير المتغير، إضافة إلى رقم الديمومة الخاص بمديرية الطرق لإخبار مستعملي الطريق عن حالة الطرق والذي يشتغل بصفة دائمة طيلة أيام الأسبوع، وكذا نظام الإخبار “أنفوروت” للإخبار الآني عن الحوادث التي تقع على الطرق، وتطبيق “طريقي”، وتطبيق معلوماتي “ميتيوروت” من أجل تزويد مصالح الوزارة بتوقعات أحوال الطقس وبالتالي تمكين المسؤولين من الاستباقية في التدخلات.

وأشار إلى أن التقرير الذي أعدته مديرية الطرق للموسم الشتوي 2018-2019 كشف عن انطلاق الموسم الشتوي فعليا بتاريخ 26 أكتوبر 2018 وانتهى في شهر أبريل 2019 مع تسجيل فترات عرفت تساقطات مطرية وثلجية قصيرة الأمد.

وأكد أن طول الشبكة الطرقية، التي تعرضت لانقطاع بسبب تساقط الثلوج، بلغ ما مجموعه 3 آلاف و603 كلم، مقابل 4 آلاف و140 كلم الذي يمثل متوسط الست سنوات الأخيرة، ومجموع ساعات انقطاع الطرق بسبب الثلوج بلغ 3041 ساعة، مقابل 15 ألف و435 ساعة بالنسبة للموسم الشتوي 2017/2018.

واعتبر الوزير أن هذا المجموع يظل جد منخفض، مقارنة بمعدل ساعات الانقطاع المسجلة خلال المواسم الشتوية الأربعة الأخيرة والبالغ 9220 ساعة، مضيفا أن الوزارة تتدخل لفك العزلة عن ساكنة المناطق القروية والجبلية، حيث قامت خلال الموسم الشتوي الماضي بالتدخل في حوالي 373 كلم من الطرق غير المصنفة.

وذكر بتوصيات ورشات الموسم الشتوي الماضي وبعقد عدة اجتماعات عمل قصد تفعيل هذه التوصيات إلى إجراءات ملموسة لتحقيق تدبير أمثل للخدمة الشتوية.

وفيما يتعلق بالتحضير للموسم الشتوي 2018-2019، أكد الوزير أن المهمات التفقدية التي باشرتها مصالح مديرية الطرق، خلال شهري شتنبر وأكتوبر من هذه السنة، وشملت 22 مديرية معنية بتساقط الثلوج، مكنت من إعداد مخطط عمل.

وأوضح أن هذا المخطط يرتكز على سبعة محاور تهم تنظيم عمل فرق الديمومة الخاصة بالموسم الشتوي، وتوفير وسائل التواصل الداخلي والخارجي، وتحضير وتدبير وسائل التدخل، و الموارد البشرية المكونة لفرق إزاحة الثلوج وخاصة سائقي الآليات، ونسبة التزود بالمواد الاستهلاكية، والحواجز وملاجئ الوقاية من الثلوج، وتأهيل الشبكة الطرقية لبداية هذا الموسم.

واعتبر أنه من الضروري “مواصلة المجهودات المبذولة من أجل تحسين استراتيجيتنا المتعلقة بالخدمة الشتوية”، وذلك نظرا للانتظارات المتزايدة لمستعملي الطريق والطلبات الملحة للشركاء.

من جهته، أشاد عامل إقليم ميدلت، السيد مصطفى النوحي، باختيار مدينة ميدلت من أجل انعقاد اللقاء التنسيقي والتأطيري للموسم الشتوي 2019-2020.

وأبرز السيد النوحي أن إقليم ميدلت يعرف بتضاريسه وجباله، مشيرا إلى أن الاشكاليات التي سيناقشها هذا الاجتماع تشكل صلب اهتمامات سكان الإقليم، خاصة على مستوى الاكراهات المتعلقة بالطرق والتأثيرات التي تتسبب فيها الثلوج.

كما نوه بالعمل الذي تقوم به مصالح وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء من أجل خدمة السكان في المناطق الجبلية، وعلى الخصوص، في فترة الشتاء.

ويعد اللقاء التنسيقي والتأطيري للموسم الشتوي 2019-2020 محطة مهمة من أجل التحضير واتخاذ الاستعدادات اللازمة قبل بدء الموسم الشتوي، وذلك بهدف ضمان ديمومة حركة السير، خلال هذه الفترة من السنة، في أحسن الظروف.

وينظم هذا الاجتماع سنويا في إطار السياسة الاستباقية التي تنهجها الوزارة قصد مواجهة الظروف المناخية الاستثنائية الناتجة عن التحولات المناخية التي يعرفها المغرب خلال السنوات الأخيرة.

وعرف هذا اللقاء تقديم حصيلة شاملة للعمل المقدم خلال الموسم الشتوي المنصرم قصد تسليط الضوء على نقاط القوة والإجراءات التي يجب اتخاذها، بالإضافة إلى تقديم ومناقشة مخطط العمل الخاص بالموسم الشتوي الحالي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.