المعرض الدولي للنشر والكتاب.. ندوة تستكشف الرصيد الوثائقي الثمين الذي تضمه المكتبات التراثية المرموقة في المغرب وإسبانيا
نظم المعهد الثقافي الإسباني “سيرفانتيس”، اليوم الجمعة بالرباط، ندوة حول موضوع “المكتبات التراثية بإسبانيا والمغرب من أجل دراسة تاريخ مشترك”، ضمن فعاليات الدورة الـ 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، سلطت الضوء على الرصيد الوثائقي والببليوغرافي الثمين الذي تضمه المكتبات التراثية المرموقة في البلدين.
شارك في هذا اللقاء كل من رئيسة قسم المخطوطات بالمكتبة الوطنية الإسبانية، ماريا خوسيه روسيو زامورانو، ومحافظ خزانة القرويين، عبد الفتاح بوكشوف، ولويسا مورا فياريخو، المسؤولة عن المكتبة الإسلامية “فيليكس ماريا باريخا” بمدريد، ورئيس قسم التعاون بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، ادريس الشلواطي.
وكان اللقاء مناسبة للتوقف عند تاريخ تأسيس المكتبة الوطنية الإسبانية، واستعراض ما تضمه من مخطوطات بالعربية (مصاحف ووثائق علمية مختلفة) والتي يناهز عددها 1200 مخطوطا عربيا، وهو ثاني رصيد للمخطوطات العربية في إسبانيا من حيث العدد بعد ذلك الذي تضمه مكتبة الإسكوريال، والذي يبلغ حوالي 2000 مخطوط عربي.
كما تم التطرق للمخطوطات العربية التاريخية التي تحتفظ بها المكتبة الإسلامية “فيليكس ماريا باريخا”، التي تعود للقرن 16 والتي تشهد على تاريخ المسلمين خلال تلك الفترة.
وعلى مستوى المغرب كان اللقاء فرصة لاكتشاف غنى التراث المخطوط من نصوص تراثية تعود للحقبة الأندلسية، في كل من المكتبة الوطنية للمملكة المغربية وخزانة القرويين بفاس، ولابراز دور هذا الإرث التاريخي المشترك في تعزيز الروابط الثقافية بين إسبانيا والمغرب.
وقالت رئيسة المكتبة بالمعهد الثقافي الإسباني “سيرفانتيس” بالرباط، كارمن روسيل بيلسا، إن أهمية هذا اللقاء تكمن في استعادة الذاكرة المشتركة من خلال الروابط الثقافية التاريخية بين المغرب وإسبانيا، والاطلاع على التراث الوثائقي التاريخي الكبير الذي يجمع بين البلدين، والتعريف به لدى الباحثين والمهتمين، لكي يتسنى لهم استغلاله في مختلف المشاريع البحثية.
وأضافت روسيل بيلسا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اللقاء جاء كذلك استجابة للاهتمام المتزايد من طرف الباحثين والمهتمين بدراسة وبحث العلاقات الثقافية بين المغرب وإسبانيا، بالتراث الوثائقي التاريخي الثمين ، من أجل نقل التاريخ المشترك للأجيال الصاعدة.
يذكر أن الدورة ال29 للمعرض الدولي للكتاب والنشر المنظمة إلى غاية 19 ماي الجاري، تعرف مشاركة 743 عارضا يمثلون 48 بلدا مع برنامج ثقافي يتضمن عددا كبيرا من الأنشطة بمشاركة كتاب ومفكرين ومبدعين وشعراء مغاربة وأجانب.