معرض للصور الفوتوغرافية في المسجد الكبير في سانت إتيان يلقي الضوء على الحضور المسيحي في المغرب

0

تم افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية يلقي الضوء على الحضور المسيحي في المغرب، أمس الأحد في المسجد الكبير محمد السادس في سانت إتيان ، وذلك في إطار الأنشطة المخلدة للدورة ال36 لأيام التراث الأوروبي.

و يقدم المعرض المنظم بالتعاون مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية و المؤلف المصور فابريس فيرير ، والذي يأتي بعد ذلك الذي أقيم في عام 2017 حول الوجود اليهودي في المغرب ، للزوار ، من خلال 66 صورة فوتوغرافية قديمة وجديدة بالأبيض و الأسود وبالألوان ، لمحة عن حضور المسيحية في المغرب عبر الزمن.

ويضم المعرض صورا للكاتدرائيات و الكنائس في المدن المغربية مثل الرباط و الدار البيضاء و طنجة ، وكذلك للمدارس الكاثوليكية ، بالإضافة إلى مخطوطات يعود تاريخها الى القرن العشرين.

و بهذه المناسبة ، أكد محمد رفقي ، الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ، أن هذا المعرض هو شهادة على الثراء الثقافي الذي يعد جزء ا لا يتجزأ من الهوية الوطنية المغربية ، مشير ا إلى أن هذا الحدث يبين أنه يمكن للمعتقدات أن تشكل محركا لاشاعة السلام و الاستقرار في البلدان.

و قال إن المغرب يعد نموذجا في هذا الإطار ، و يمثل ثراء تاريخيا حقيقيا ، مبرزا الدور الرئيسي الذي يضطلع به المسجد الكبير محمد السادس في ما يتعلق بتعزيز التعايش من خلال استلهام النموذج المغربي في مجال تدبير الشأن الديني.

من جانبه ، قال مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية ، محمد الفران ، إن المغرب كان دائم ا فضاء لتلاقح الثقافات و الحضارات و أرض الانفتاح والحوار بين الأديان ، مشيرا إلى أن هذه التعددية مكفولة من قبل مؤسسة امارة المؤمنين التي تضمن حرية المعتقد و تسمح بتناغم و انسجام التعددية الثقافية للمملكة. بدوره ، أشار رئيس اتحاد المساجد في فرنسا ، محمد موساوي ، إلى أن مؤسسة إمارة المؤمنين مكنت من تجنيب الحقل الديني الحساس جميع الاضطرابات السياسية ، معتبرا أن هذه المؤسسة سمحت بضمان السلم الديني في المغرب.

أما الأمين العام للتعليم الكاثوليكي في المغرب ، الأب مارك بوكرو ، الذي شارك في هذا الحدث كممثل للكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو ، رئيس أساقفة المغرب ، فقد شدد على الدور الهام للتعليم من أجل ترسيخ و تعزيز قيم التسامح و احترام الآخر ، مذكرا بأن كل قيم التسامح هذه كانت حاضرة بشكل بارز في خطاب جلالة الملك محمد السادس و قداسة البابا فرانسيس خلال زيارته الأخيرة للمغرب.

وأكد أسقف سان ايتيان ،سيلفان باتايل ، أن هذا المعرض يعرض صفحة من هذا التاريخ العظيم للعلاقات بين المسلمين و المسيحيين منذ أكثر من ألف عام.

من ناحية أخرى ، ركز مدير الشؤون الثقافية في المسجد الكبير محمد السادس، يوسف عفيف ، على دور الثقافة في تعزيز هذه القيم ، مشير ا إلى أن إدارة مكان العبادة الاسلامي الذي يندرج في إطار تراث مدينة سان اتيان ، تعتزم إقامة مركز ثقافي قريبا بجانب المسجد.

و تميز افتتاح هذا المعرض بحضور العديد من الشخصيات السياسية و الدينية، منها بالخصوص عميد الجامع الكبير محمد السادس العربي مرشيش ، و رئيس مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف حميد حماني ، وأمين مكتبة جامعة القرويين ، عبد الفتاح بوغشوف، ومسؤولين محليين و عدد كبير من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالمنطقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.