طنجة تحتصن لقاء حول “المغرب أو فن العيش المشترك في أرض الإسلام”

0

انعقد امس  الأربعاء بمدينة طنجة لقاء حول “المغرب، أو فن العيش المشترك في أرض الإسلام”، بمشاركة ثلة من الخبراء والباحثين والجامعيين.

ويندرج اللقاء، المنظم بمبادرة من جامعة عبد المالك السعدي بشراكة مع أكاديمية المملكة وجامعة محمد الخامس بالرباط وجمعية الصويرة موكادور، ضمن الملتقيات التمهيدية للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المرتقبة في أكتوبر المقبل بمدينة مراكش.

في كلمة بالمناسبة، أكد رئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، أن احتضان طنجة لهذا الملتقى له دلالة حضارية خاصة ومميزة؛ إذ مثلت المدينة دائما فضاء رحبا للقيم الإنسانية الكبرى، وشكلت حاضنة للمبادئ الكونية النبيلة التي نختزلها في العيش المشترك الذي يطبعه التسامح والتضامن والتعاون والتكامل بين الأديان والثقافات، معتبرا أن طنجة مؤهلة لتكون دائما رمزا من رموز فن العيش المشترك، الأمر الذي يمكن ملامسته خلال التجول بأحياء وشوارع هذه المدينة التاريخية، حيث تنصهر كل الأديان والثقافات في بوتقة الثقافة المغربية الأصيلة.

واعتبر السيد المومني أن “المملكة المغربية، كما تؤكد ذلك الدراسات التاريخية والأبحاث الأكاديمية، تمثل نموذجا حيا لحضارة عريقة وراسخة استطاعت أن تسلك طريق الانفتاح والاحترام المتبادل والتسامح والتعاضد بغض النظر عن العرق أو الجنس أو المعتقد انتصارا للقيم الكونية والأخلاق الإسلامية النبيلة ولتاريخ المملكة المغربية المجيد”، مضيفا أن “المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يجسد التقاليد الوطنية العريقة، وهي نتاج مختلف الحضارات والثقافات العربية والإسلامية والأمازيغية واليهودية والمتوسطية والأفريقية”.

وقال السيد المومني إنه “من واجبنا جميعا، بكل اختلافاتنا وتنوع لهجاتنا وطرق تفكيرنا، أن نستثمر هذا المناخ الإيجابي لبناء اقتصاد قوي ومثمر يمكن من خلق الثروة وتوفير فرص العمل وتحقيق السعادة للجميع في إطار المحبة المتبادلة والاحترام والعيش المشترك والتآلف والتآزر”. مضيفا أنه “لا يمكن للمملكة المغربية اعتبارا لتراثها الإنساني ولتاريخها التليد، إلا أن تضل منارة للقيم الكونية الكبرى وموطنا للسلم والأمان والمساواة”.

من جهته، أشار رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، فريد الباشا، إلى أن هذا الملتقى التمهيدي للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الرامية لمناقشة قضايا ذات صلة بالاقتصاد العالمي والتنمية الدولية، هو فرصة لتسليط الضوء على تعددية وتنوع هوية مغرب مفتوح على كل الاحتمالات، منوها بأن أي مشروع تنموي لا يمكن أن ينجح إلا بتكريس قيم السلام والتسامح والتعايش وقبول الآخر في اختلافه.

وأكد السيد الباشا أن التعددية وتوطيد الحوار بين الأديان جعل المغرب نموذجا في ترسيخ قيم التسامح والتعايش والعيش المشترك، مؤكدا على ثراء تراث المملكة الحضاري والثقافي.

بدوره، قال الرئيس المؤسس لمركز الدراسات والبحوث في القانون العبري بالمغرب، عبد لله أوزيتان ، “لقد اجتمعنا هنا في طنجة لنؤكد من جديد عزمنا والتزامنا بتعزيز قيم التسامح والتعايش والعيش المشترك”، مضيفا أن “لا شيء في العالم يمكنه أن يضع على الهامش هذه الدينامية وهذا النهج الذي يعزز الإنسانية بكل تنوعها”.

وتابع أنه “في مقاربتنا لفهم الأشياء، نسلط الضوء على هذا الاحتفال بالإنسانية وبهذه الهوية، التي ليست نتاج قبول حتمي أو حتى حسابات استراتيجية معينة، ولكنها ببساطة ممارسة مشروعة لتاريخنا الذي يعود إلى آلاف السنين”، مضيفا أن “المغرب، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يعتبر مثالا لترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك وأرضا للحوار بين الأديان”.

أما رئيس فيدرالية اليهود السفارديم بكندا، أفراهام العرار، فأشار إلى أن السفارديين عاشوا في ظل الإسلام لفترة أطول من المسيحية، وطوروا أدوات ولغة وأسلوب حياة، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لاستخدام هذه الأدوات، لبناء جسور حضارية بين المجتمعات اليهودية والمسلمة.

وأكد السيد العرار أن المغرب، تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك، كان دائما أرضا للتسامح الديني والعيش المشترك، مذكرا بأن اليهودية عنصر أساسي وفريد من مكونات الهوية التعددية للمغرب، التي صهرت على مدى ألفي عام.

وقال “نحن السفارديم يجب أن نستعيد تاريخنا المجيد الذي بدأ في الأندلس من خلال بناء تحالفات مع المؤسسات المغربية، مثل مركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري وجامعة محمد الخامس في الرباط وجامعة عبد المالك السعدي، والعمل مع أكثر من 5000 ناد للتعايش والتسامح، والتي تم إحداثها في ربوع المملكة من أجل تعايش حقيقي بين بعضنا البعض”.

وبالنسبة للأستاذ الجامعي لحسن أولحاج، لا تزدهر الشؤون الاقتصادية إلا في بيئة يسودها التسامح والتعايش السلمي، متوقفا عند مفهوم التسامح الذي يتجلى على الصعيدين الديني والأخلاقي.

وتميز الملتقى، الذي انعقد بحضور ممثلي ولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ومجلس الجهة والمجلس العلمي المحلي ورؤساء مؤسسات جامعية ومجالس منتخبة، بتقديم عرض موسيقي للفنان هشام دينار، تناول موضوع العيش المشترك.

الحدث:وم ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.