مجموعة “موكسوس” تتحف جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بمختارات من “باروك” الأمازون البوليفي

0

أتحفت المجموعة الموسيقية البوليفية “موكسوس”، مساء أمس السبت، جمهور الدورة الـ 24 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، بمختارات من الأغاني المستمدة من موسيقى “باروك” الأمازون البوليفي.

وشنفت مجموعة “موكسوس”، التي قدمت عرضها في حديقة “جنان سبيل” البهية، مسامع الجمهور من مختلف الأعمار والمشارب، بموسيقى أصيلة تتوغل إلى عمق الروح وتلامس ألحانها دواخل قلب الإنسان.

ولقد تمكن هؤلاء الموسيقيون الشباب، الذين يعدون بمثابة الورثة الحقيقيين لموسيقى “الباروك” التي رأت النور في البعثات اليسوعية إبان القرنين السابع عشر والثامن عشر على الأراضي الاستوائية البوليفية، من إتحاف الحضور بعرض متفرد يعد بمثابة “حج داخلي” لموسيقى “الباروك”.

وقد تخرجت مجموعة “موكسوس” من المدرسة الموسيقية بقرية “سان إكناسيو”، التي تعد مهمة يسوعية بالأمازون البوليفية التي احتفظت إلى يومنا هذا بالتقاليد الثقافية والدينية الموروثة عن اليسوعية منذ تأسيسها سنة 1689 م.

ويعد الموكسوسيون شعبا محليا يعيش في ضواحي “ريو ماموري” التي تعتبر المنبع الأصلي لـ “ريو مدايرا” بشمال بوليفيا، حيث يتكلم هذا الشعب لغة قريبة من لغة الأوراكس، وهو خاضع للأنكاس الذين أخرجوا الإسبان من بلادهم سنة 1564. وبعد قرن من الزمن، وبالرغم من ذلك، احتضن الشعب المذكور اليسوعيين وأصبح كاثوليكيا.

يشار إلى أن البرمجة الموسيقية للمهرجان ستجمع هذه السنة بين أزيد من عشرين بلدا: من التضامن الدولي مع غوران بيرغوفيتش ورسائله إلى سراييفو، إلى النسيج الموسيقي المنظم من طرف الأستاذ جوردي سافال في عرضه “ابن بطوطة، رحالة الإسلام”، إلى غوسبيل دو سوفيتو من جنوب إفريقيا في”إلى قلب إفريقيا الصوفية”، مع مجموعة متندوني مولد زنجبار، ومجموعة مصر العليا وغناء الخضر الصوفي من السنغال، والبرمجة الموسيقية لشتات طائفة السيفراد إلى المعبد اليهودي “صلاة الفاسيين”.

وتروم هذه الدورة العمل على استدامة روح المدينة، وذلك بفضل التقاطعات الموجودة بين مختلف العادات الثقافية التي تشكل بوتقة تاريخ المغرب، ولكن أيضا الحرفية التي تعد أصل النسيج الاجتماعي الذي يؤلفها.

ماب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.