بـ”فاس كينارا” : نسائم المطبخ المغربي تعبق جاكرتا

0

فاطمة الزهراء الراجي: بالضاحية الجنوبية للعاصمة الإندونيسية (جاكرتا)، ووسط مبان شاهقة وأخرى مكتظة، تجذبك نسائم تحمل من ريح وذاكرة الوطن الشيء الكثير. أكثر من التفاتة لمدينة يحفظ التاريخ اسمها عن ظهر قلب، يعج مطعم “فاس كينارا” بتفاصيل مرهفة عن المطبخ والمعمار المغربي.

للوهلة الأولى، وقبل البحث عن قائمة الطعام، يخيل للزائر أنه بفاس، الرباط أو مراكش، زخرفة متقنة من المعمار المغربي الأصيل، مرفقة بأوان وموسيقى من أعماق وطن زاخر بأصالته وتاريخه. أما قائمة الطعام فتلك حكاية أخرى، إلى جانب الأطباق المغربية ذائعة الصيت، قائمة طعام هندية وأخرى عربية ودولية.

عن هذا المشروع يقول عبد الله الداودي، أحد أعضائه المؤسسين، إن الفكرة جاءت “من رغبتنا في وضع بصمة مغربية في مجال مقاولات المطاعم بجاكرتا، وتعزيز حضور ثقافة وطننا الأم عبر مطبخه ذائع الصيت”.

وأضاف السيد الداودي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخدمة التي يقدمها “فاس كينارا” لا تقتصر على قائمة الطعام، بل تضم عرضا متكاملا للنمط المغربي الأصيل في الطبخ والموسيقى وهندسة الديكور، مع الحرص على إرضاء مختلف الأذواق والجنسيات.

وتابع بالقول “على الرغم من أن المطعم هندي-مغربي لكن الأطباق المغربية تتربع على قائمة الطعام، حيث إن للأطباق الرئيسية والمقبلات وأصناف الحلوى زبائن من جنسيات مختلفة”.

وأوضح أن قائمة الطعام المسماة “قافلة التوابل” تضم إلى جانب الأطباق المغربية، أطباقا هندية، بحكم أن المطعم هندي في الأصل، إلى جانب أطباق من شمال إفريقيا وأخرى شرق أوسطية وأطباق عالمية.

وأشار إلى أن فريق العمل يتكون من 75 عاملا، على رأسهم ثلاثة طهاة محترفين، الأول مغربي، والثاني باكستاني يشرف على الأكل الهندي، فضلا عن طاه سويسري يتكفل بالأطباق الأوروبية والعالمية.

ويتوفر “فاس كينارا”، حسب المتحدث، على شبكة كبيرة تلبي حاجيات المطعم من مواد أولية وأوان تقليدية من المغرب وأوروبا وماليزيا التي تستقطب نسبة مهمة من السياح العرب.

وأكد أن الروح المغربية زادت من نسبة الإقبال على هذا المطعم الذي يتواجد بجاكرتا منذ 14 سنة، مشيرا إلى أن هذا الإقبال لا يقتصر على المغاربة والعرب فقط، بل جنسيات عديدة من دول جنوب شرق آسيا كاليابان والصين وكوريا.

وعن تجربته الشخصية كمهاجر مغربي بإندونيسيا، قال إن شقيقته وزوجها دعماه كثيرا في البداية وشكلا عامل دفع بالنسبة له، وحافزا للاستقرار بهذا البلد الشرق آسيوي منذ عام 2000″.

وأعرب السيد الداودي عن أمله في جعل “فاس كينارا” علامة للمطبخ والتقاليد المغربية بإندونيسيا، و”أن نصير من رواد المطبخ العربي في جاكارتا، فضلا عن الترويج للهندسة المعمارية المغربية”، مبرزا أن فريق المطعم يحرص في هذا الإطار على تعزيز الجانب الترويجي بالاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، بجانب الجودة والدقة.

وأضاف السيد الداودي، وهو خريج أكاديمية الفنون الجميلة ببروكسيل ومعهد “كنت” للفن والتصميم بإنجلترا، وأب لطفلين، أنه وبعد 18 سنة في إندونيسيا، “أعتبر أني خضت تجربة اندماج ناجحة في هذا المجتمع، تجربة التقيت خلالها بجنسيات من بقاع العالم كافة”، مؤكدا أن “الإندونيسيين شعب لطيف، منفتح على الآخر”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.