شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة جديدة لتبادل الآراء حول المنتجات الاستهلاكية

0

إيمان بوسعيد: لقد ولى زمن كان المرء يقتني فيه منتجا ما لمجرد أن اللوحة الإعلانية الخاصة به جذبت انتباهه أو لأن الوصلة الإشهارية المبثوثة على شاشة التلفزة استهوته. فقد بات المرء يلجأ إلى شبكة الإنترنت لاستطلاع مختلف الآراء والتقييمات بشأن منتج ما قبل اقتنائه.

وهكذا غيرت شبكات التواصل الاجتماعي بشكل واضح من أنماط استهلاكنا وأصبحت آراء وتقييمات رواد شبكة الإنترنت رهانا كبيرا للعلامات التجارية.

والواقع أن شبكة الإنترنت، ولا سيما منصات التواصل الاجتماعي، تفيض بالمعطيات، بما يشمل آراء المستهلكين وتوصياتهم بشأن منتج أو خدمة ما، وهو ما يطلق عليه، في قاموس التسويق، “Electronic Word of Mouth” (تداول البيانات بين الناس على شبكة الإنترنت).

هذا، الاتجاه يتوافق تماما مع الواقع الحالي، إذ أصبح المستهلكون مرتبطين بشبكة الإنترنت بشكل مفرط وأكثر إلماما بما يدور حولهم، وأصبحت أنماط الإشهار التقليدية تبدو غير كافية لاجتذاب الناس. وهكذا باتت المواقع الإلكترونية المعتمدة على تقاسم الآراء والتقييمات (مثل Trustpilot وYelp وTripAdvisor وغيرها) والمدونات والمنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي هي القنوات الجديدة للمستهلكين.

غير أن الأمر لا يقتصر على استطلاع الآراء والتقييمات. فبعد استخدام المنتوج، يتقاسم المشتري أيضا رأيه ويصبح بدوره مشاركا في تقييم قيمته.

هذه المجموعات، سواء كانت مغلقة أو مفتوحة، تنشط أساسا على (الفيسبوك)، حيث ت نشر أسئلة من قبيل: هل لديك أسئلة حول منتوج ما؟ هل تريدون خططا جيدة لقضاء العطلة؟ عندئذ تتناسل آراء وتعليقات لا حصر لها.

ويتنوع مضمون القائمة التي يعرضها رواد (الفيسبوك) ما بين نصائح وأسماء أفلام وكتب وأدوية وعناوين، حسب المدينة أحيانا. “جربت كذا في مدينة الرباط .. الدار البيضاء .. مكناس …!”، “شاهدت الفيلم كذا وأنصحكم بمشاهدته!”، “قراء كتب”، “مسافرات”، والقائمة تطول!

“سؤالي للأشخاص الذين انتقلوا من مدينة إلى أخرى، بماذا تنصحون فيما يتعلق بجمع الأمتعة وشحنها حتى لا تتعرض للتلف؟ إذا كنتم قد تعاملتم مع شركات تتكفل بهذا الأمر، حبذا لو تزودونني ببياناتها”، تتساءل واحدة من رواد صفحة “J’ai testé !” (جر بت كذا) على (الفيسبوك).

شخص آخر من رواد الصفحة مهتم أكثر بالعثور على “مقهى في حي المعاريف يقدم (بيصارة) لذيذة في وجبة الإفطار”.

في مجال آخر، في مجموعة “Voyageuses” (مسافرات)، تتقاسم امرأة، في هذه الظرفية المطبوعة بتفشي الجائحة، تجربة سفرها ذهابا وإيابا بين بروكسيل وفاس. نكتشف معها كيف أصبحت الظروف صعبة بعض الشيء، لا سيما الإجراءات الجديدة التي اتخذتها المطارات لاحتواء فيروس كورونا.

ومن المواضيع الأكثر طرافة، يسأل شاب مقبل على الزواج عن أتعاب العدول. فيرد عليه أحدهم: “600 درهم وكوب شاي!”.

من الواضح إذن أنه في عصر الرقمنة، انتقل تداول المعلومات والأخبار بين الناس، وهو أقدم أداة تسويق، إلى “السرعة الرقمية” ليصبح ، أكثر من ذي قبل، معيار شراء حاسم للمستهلك.

وبلغة الأرقام، يستطلع ما يناهز 4 من كل 10 مستهلكين الآراء المدلى بها حول منتج ما على شبكة الإنترنت قبل الانتقال إلى موقع بيع المنتوج ويط لع 60 في المائة من المشترين على 3 آراء على الأقل بشأن المنتج، وفقا لدراسة أنجزتها (Trustpilot) سنة 2018.

وهكذا فالرهانات كبيرة للعلامات التجارية، إذ باتت الآراء والتقييمات المقدمة على شبكة الإنترنت أداة تسويق يتعين استثمارها، غير أنها في الوقت نفسه فرصة تنطوي على إيجابيات وسلبيات، فبقدر ما يمكنها أن تعزز من سمعة الشركة المعنية، فإنها قد تضر أيضا بصورتها على شبكة الإنترنت.

الحدث. و م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.