الهندسة المعمارية الداخلية: ثلاثة أسئلة للمهندس والمصمم هشام لحلو

0

يستعرض المهندس المعماري الداخلي والمصمم الفرنسي من أصل مغربي، هشام لحلو، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، التطورات التي تشهدها مهنة الهندسة المعمارية الداخلية بالمغرب والسبل الكفيلة بتطويرها.

1. ما هي مهام المهندس المعماري الداخلي، وهل تشهد هذه المهنة تطورا بالمغرب ؟

تكمن مهمة المهندس المعماري الداخلي في إضفاء لمسة جمالية على كافة الفضاءات الداخلية مع الالتزام بمعايير الجمال المكاني، وكذا إنجاز تصاميم معمارية بغاية ضمان راحة المكان اعتمادا على الأضواء، والديكورات، وترتيب الأثاث وحجم كل فضاء، بالإضافة إلى إمكانية إنجاز الديكور والتصميم.
ويستطيع على سبيل المثال تغيير مكان الجدار الفاصل بين الغرف أو توسيع الممرات، أو إحداث غرفة إضافية. فهو يتدخل في الأشغال الهيكلية، ويتكلف بالديكور أيضا، كما تتجلى مهمته في تصميم الفضاء الداخلي كاملا والتفكير في طريقة استغلاله.

قطاع الهندسة المعمارية الداخلية يعرف ازدهارا مستمرا في المغرب منذ عدة سنوات، لاسيما في عصر الرقمنة الذي يتميز بتفوق القطاعات الإبداعية نسبيا على المجالات التقليدية.
2. أين يمكن تصنيف الهندسة المعمارية الداخلية المغربية على الساحة العربية والعالمية ؟

لطالما حظيت الهندسة المعمارية الداخلية المغربية بمكانة خاصة في إفريقيا. فالمغرب تمكن بفضل تاريخه وأسلوب عيشه ومطبخه وصناعته التقليدية، من فرض نفسه في مجال الهندسة الداخلية، ويعتبر على هذا الأساس من ضمن الدول الأكثر دينامية داخل القارة في هذا الميدان.

يتميز المغرب بتنوع وثراء ثقافي وحضاري كبير ضارب في القدم، ما يجعل منه نموذجا متفردا يلهم كبار المصممين العالميين ويجذبهم لإقامة مشاريعهم بالمغرب.

3. برأيكم، كيف يمكن تحفيز تنمية هذا القطاع بالمغرب ؟

تجدر الإشارة أولا إلى أن المملكة تزخر بكفاءات وطنية ناجحة ومتميزة في مجال الهندسة المعمارية، غير أن هذه الكفاءات غير مستغلة بالشكل المطلوب.

أعتبر أن الوسيلة الأكثر نجاعة لتشجيع تحرير وتطوير هذه المهنة تكمن في منح الفرصة للمهندسين المغاربة، لاسيما في سياق الأزمة الصحية، حيث يتعين وضع الخبرات المغربية في هذا المجال في صلب الاهتمام.
من جهة أخرى، تحد مسألة عدم خضوع هذا القطاع لإطار منظم وافتقاده لتمثيلية (فيدرالية، أو تجمع أو جمعية…) من تطوره. هناك عدد كبير من الأشخاص الذين يزاولون مهنة مهندس معماري داخلي دون توفرهم على شهادات، ما يفتح الباب أمام المنافسة غير الشريفة ويسيء لهذه المهنة.

وأثير هنا النموذج التونسي على سبيل المثال، باعتباره نموذجا إفريقيا منظما بشكل جيد في ما يخص الهندسة الداخلية، فهو يتوفر على غرف نقابية للمهندسين المعماريين الداخليين في كل جهة، ما يعتبر أمرا مثيرا للاهتمام.

وأؤكد من جهة أخرى على أن الهندسة المعمارية الداخلية تعتبر منظومة متكاملة، فالمهندس حين استدعائه لإنجاز مشروع ما، يلتقي بمالك المشروع الذي يقدم له مختلف انتظاراته. ويتعين عليه بموجب ذلك الالتزام بتفاصيل المشروع الذي ينجزه من البداية إلى النهاية.

ويتطلب هذا من المهندس المعماري الداخلي الكثير من الإبداع والإلمام بآخر توجهات السوق، والتوفر على مهارة وخبرة كافيتين، فضلا عن الأخذ بعين الاعتبار مختلف الإكراهات التقنية والمالية والاستراتيجية المرتبطة بالمهنة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.