ثلاثة أسئلة للفنانة الفرنسية-المغربية أنيلور بانون

0

أطلقت الفنانة الفرنسية-المغربية، أنيلور بانون، رهانا مجنونا يتمثل في إرسال منحوتة تشاركية إلى القمر.

وكالة المغرب العربي للأنباء اهتمت بمشروعها وأجرت معها حوارا غايته كشف سر “فيتاي” (الحياة)، هذه الزهرة الحية التي تمنحها المنحوتة للبشرية جمعاء.

وتتجسد “فيتاي” في شكل شرنقة تنغلق نهارا وتتفتح مساء، لتكشف عن ظلال شخصيات منمقة ترمز للإنسانية. حيث تبدو نقطة مضيئة مرئية في أوقات محددة من كوكب الأرض عن طريق جهاز تلسكوب.

وستأخذ “فيتاي” التي تعد عملا تشاركيا، معها بصمات مليون يد من أيدي أبناء الأرض، والتي ستنقش عليها.

– لماذا اخترت القمر وليس ركنا من الأرض لتثبتي به عملك؟

القمر هو فضاء عالمي بامتياز. بهذه الروح، أقوم بتجميع مليون بصمة من بصمات الأيدي حول العالم، والتي تعود لأشخاص مجهولين ومشاهير أيضا: فائزون بجائزة نوبل للسلام، علماء الفيزياء الفلكية… منقوشة على المنحوتة، على اعتبار أن اليد ترمز إلى الالتفاتة، الهبة والمشاطرة.

لقد صممت منحوتتي لتنفتح وتغلق وفق وتيرة النهار والليل، فقط بفضل تغيرات الطاقة الشمسية. ولتثبيتها، شرعت في البحث عن مكان يعكس الفلسفة العالمية والإنسانية للمشروع. كنت بحاجة إلى مكان يتحدث إلى الجميع بنفس الكيفية، إلى كافة الأجيال، وجميع الثقافات. في الواقع، كان علينا الصعود لنلتقي على نحو أفضل. من وجهة نظري، القمر هو أفضل مكان للتحدث إلى البشرية جمعاء. مكان ساحر وموحد يحررنا من الأغلال الألفية. لقد تأكد لي من خلال نقاشات جمعتني في الولايات المتحدة مع مهندسي وكالة “ناسا” أن هذا المشروع على القمر ممكن حقا.

– على ماذا يقوم مشروع “فيتاي” من الناحية التقنية؟

لقد جرى تصميم هذا المشروع، الذي أطلقته منذ 7 سنوات، على شكل زهرة تغلق خلال النهار وتتفتح في المساء. لقد تم انتقاء مواد تتوفر فيها خاصية ذاكرة الشكل، النيتينول والكابتون للكورولا المشكلة للتاج، من أجل تصنيع هذه الزهرة الفضائية. فهي لديها خاصية التكيف مع البيئة القمرية، كما أن النيتينول ليديه خاصية التفاعل مع درجة الحرارة. هذا الأمر يسمح لـ “فيتاي” بالتفتح والانغلاق ببساطة وفقا لتغيرات درجة الحرارة على سطح القمر.

في هذا المشروع، اجتمع العلم والفن من أجل منح الحياة لعمل فني يدعو إلى السلام. لطالما ألهمتني فكرة أينشتاين “الفن والعلم هما أكثر رسل السلام فعالية”.

– هل فكرت في الحزمة المالية التي ينبغي رصدها لمشروع بهذا الحجم؟

لقد انصب اهتمامي أولا بكيفية إنجاز العمل تقنيا. حيث ساهم الكثير من الناس بجهودهم ومواهبهم في نجاح المشروع. لقد سهل مهندسو الفضاء، والملاحة الجوية، والفيزيائيون الفلكيون الرائعون اجتياز المراحل الأولى بنجاح: عمليات المحاكاة الأرضية، الاختبارات في طبقة ستراتوسفير، ثم القيام مؤخرا بالإرسال، وذلك بفضل مشاركتنا في رحلة على متن “سبيس إكس”، قصد اختبار “فيتاي” في الجاذبية الصغرى بالمحطة المدارية الدولية. لقد تم تنفيذ التجربة بنجاح من قبل رائد الفضاء الفرنسي المنتمي لوكالة الفضاء الأوروبية، توماس بيسكي.

أنا مقتنعة بأن شراء مقعدنا، مقابل 1,5 كلغ فقط، على متن إحدى المهام العلمية المقبلة إلى القمر سيجد تمويله بفضل الزخم الإيجابي والاهتمام الذي يحظى به هذا العمل الفني.

نحن أيضا بصدد تحضير حملة تمويل جماعية خلال الخريف المقبل لهذه الغاية. يمكن لأي شخص أن يكون جزءا من هذه المغامرة الفنية والإنسانية العظيمة، تاركا بصمة يده على “فيتاي”، لكي نتحد جميعا بنفس الزخم الحيوي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.