ثلاثة أسئلة لخالد الدرقاوي نائب عميد كلية علوم التربية

0

عبد الإله الدغوغي: في مواجهة جائحة (كوفيد-19)، تواصل الحكومة المغربية اتخاذ المزيد من التدابير لضمان استمرارية التعليم خلال الموسم الدراسي 2019-2020، وطمأنة آباء وأمهات التلاميذ والطلاب.

في هذا الحديث، يجيب نائب عميد كلية علوم التربية في جامعة محمد الخامس بالرباط، السيد خالد الدرقاوي، على ثلاثة أسئلة طرحتها عليه وكالة المغرب العربي للأنباء، بخصوص القرارات التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بشأن استئناف الدراسة الحضورية بالنسبة لجميع التلاميذ في شهر شتنبر المقبل وإجراء الامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا حضوريا في يوليوز المقبل.

1- كيف تقيمون قرار الوزارة الوصية بشأن الموسم الدراسي 2019-2020 ؟

أعتقد أن قرار وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بشأن تأجيل عودة التلاميذ للأقسام الدراسية إلى غاية شهر شتنبر المقبل وتحديد مواعيد الامتحانات هو قرار صائب. فهذا القرار يندرج في إطار المشاورات مع المعنيين والفاعلين في النظام التعليمي الوطني. وبالتالي، فنحن نرحب بالجهود الكبيرة التي تبذلها كافة مكونات نظام التعليم والتكوين بغية ضمان استمرارية الدراسة.

فالهدف الأساسي من هذا القرار الصائب هو ضمان الأمن الصحي لتلاميذنا وطلابنا، وكذا الأطر التربوية والإدارية والتقنية.

2- بعد هذا القرار، كيف يمكننا مواكبة هؤلاء التلاميذ من حيث علم النفس التربوي ؟

للإجابة على هذا السؤال الثاني، من المهم معالجته من ثلاث زوايا.

أولا: الأسرة تضطلع بدور رئيسي في الاستقرار النفسي للطفل، فهي تسمح بإقناع الطفل بالمكوث في المنزل واحترام كافة التدابير التي تتخذها الحكومة. كما تسهل مواكبة الآباء خلال التعليم عن بعد التعلم من خلال سدّ كل الثغرات التي قد يواجهونها.

ثانيا: الأساتذة يسهرون، بدورهم، على تدريس التلاميذ مع مراعاة حالتهم النفسية ومساعدتهم على مواجهة تحدي الخوف. وهذا الأمر يحتاج للقدرات التربوية للمعلمين، بالإضافة إلى المهارات المنهجية اللازمة. ولتحقيق ذلك، يعد توافر الوسائل التعليمية التكنولوجية المبتكرة أمرا ضروريا لإنجاز مهامهم في أفضل الظروف.

ثالثا وأخيرا: الإدارة التربوية ملزمة بتزويد أعضاء هيئة التدريس بجميع الوسائل اللازمة لضمان الاستقرار النفسي للتلاميذ.

وفي ظل هذه الظروف، من المرجح أن توفر الحالة النفسية المستقرة للتلاميذ فرصا للبحث بالنسبة للباحثين في المجال البيداغوجي، وديداكتيك اللغات، وعلم النفس، والتكنولوجيا التربوية. ومن هذا المنطلق، كانت كلية علوم التربية رائدة في هذا المجال بإحداث خلية للدعم النفسي تروم تلبية احتياجات المواطنين المغاربة بشكل عام، والتلاميذ والطلاب بشكل خاص. وكانت النتائج الأولى لهذه المبادرة واعدة ومشجعة للغاية بالنسبة لكلية علوم التربية التي تسعى للانفتاح على بيئتها الاجتماعية-الاقتصادية والأكاديمية.

3- هل سيكون هناك تأثير على تعلم التلاميذ وتدريسهم ؟

في انتظار نتائج تقييم التعليم عن بعد، لا يمكننا إلا أن نرحب بالجهود الكبيرة التي تبذلها الوزارة الوصية، وهيئة التدريس، وأسر التلاميذ من أجل إنجاح هذا التحدي الوطني في فترة الأزمة الصحية هاته.

فالآلية التربوية والتكنولوجية والتقنية الذي تم إرساؤها مكّنت التلاميذ، في وقت قياسي، من مواصلة نشاطهم الدراسي في ظروف مواتية. كما ستتيح هذه الآلية، في المستقبل، وضع أسس للتفكير في المنصات التكنولوجية المخصصة للتعليم عن بعد، وبالتالي تشكيل مكمل أساسي للدراسة الحضورية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.