كريمة الريحاني : سيدة المهمات الصعبة

0

خالد التوبة: عندما تستعصي عليهم الأمور، وفي الوقت الذي يتعذر الحصول على النتائج المرجوة رغم الحرص على جميع التفاصيل الدقيقة؛ لا يجد المقاولون أو صناع القرار أو الرياضيون من مستوى عال بدا من المناداة عليها لفك الطلاسم المستعصية. سر نجاح كريمة الريحاني في ذلك هو الإعداد الذهني.

ويبدو أن كريمة الريحاني، مؤسسة “ريسيكوتشينغ” لديها الكثير من الأنشطة التي تعمل على تدبيرها في آن واحد؛ هي مدربة، ومساعدة نفسية، وخبيرة في التحليل الانتقالي والذكاء العاطفي والتهييء الذهني بالنسبة للرياضيين.

تكوينها كان بمدينة وجدة، وتنشط برنامجا على قناة تلفزية بطنجة، وآخر على أمواج إذاعة بالدار البيضاء، كل ذلك في غمرة الإعداد لندوة دولية بالعاصمة الاقتصادية. في خضم هذه الانشغالات العديدة جاء التصريح الذي خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. ويبدو أن كريمة، كما تحب أن ينادى عليها، تجيد باقتدار الاشتغال على أكثر من جبهة.

ورغم ذلك فإن زبناءها لا يوجدون دائما على مقربة منها. فكريمة قدمت خدماتها لرياضيين صينيين وبلغار، وخصوصا للاعب التكواندو التونسي ياسين الطرابلسي، الذي حصل على الميدالية البرونزية في بطولة العالم لسنة 2013، والذي يوجد ضمن قائمة أفضل 16 لاعب تكواندو على مستوى العالم، وأحرز لقب بطولة العالم لـ2017 بكوريا الجنوبية، عندما كانت كريمة معه كمعدة ذهنية.

وعندما لا تكون موجودة مع زبنائها، فإنها حاضرة في وسائل الإعلام تعمل على تحليل النفسية الحديدية لبدر هاري، والأنا المتضخمة لزلاتان إبراهيموفيتش، أو القوة الناعمة لمهدي بنعطية والطبع الحذر والمتطلب لهيرفي رونار.

يقودنا هذا إلى القول بأن كريمة، المعروفة بكونها أول معدة ذهنية بالمغرب، تجد في هذه المقاربة التبسيطية ومشاطرة معارفها شغفا حقيقيا، وبالنسبة إليها فإن “الكفاءة المكتسبة تستوجب التقاسم”.

أم لطفل، تحيطه بالرعاية اللازمة، كريمة الريحاني تجد أيضا الوقت والطاقة لضمان حركة جمعوية متواصلة، خصوصا في إطار الودادية المغربية للمعدين الذهنيين، التي تنظم جمعها يوم 8 مارس، وهو تاريخ يعكس التزاما تجاه قضية المرأة.

هكذا، قد يتحول العمل الشاق المضني بالنسبة للبعض إلى شغف وهوية بالنسبة لكريمة. “مجال السوسيولوجية المجتمعية دائما ما كان يستهويني، والاقتراب من الإنسان وفهم ميكانيزمات تصرفاته كان يسترعي انتباهي منذ ريعان الشباب”، تحكي هذه الخبيرة التي ترجع جذور حكايتها مع هذا المجال إلى شغفها برياضة التنس وحلم طفولي بالتمكن يوما ما من الانضمام إلى النجوم العالميين لهذه الرياضة”.

“منذ ذلك الحين، كان حلمي أن أصبح معدة ذهنية للرياضيين من مستوى عال”، تواصل كريمة، التي تعتبر أن الثقة بالنفس والعزيمة هما أفضل محرك لأي إنجاز.

وبالنسبة للذين يعرفونها عن كثب، فإن مفاتيح النجاح تكمن في داخلها وفي خصالها الإنسانية بالدرجة الأولى، وفي استعدادها لإسداء الخدمة وتعاطفها واحترامها للاختلاف.

وفي هذه الأيام التي تحتفل فيها النساء بيومهن العالمي، تحرص كريمة، المدافعة الشرسة عن الكفاءات المغربية وخصوصا النسوية منها، على تكريم المرأة المغربية، بوصفها كائنة معطاءة في بيتها، وطموحة في عملها، وركيزة يعتمد عليها في العديد من المجالات. وبصفتها سيدة مغربية مثابرة، فإن هذه الخبيرة لا تخفي طموحها المتمثل في المضي قدما بالنهوض بالإعداد الذهني بالمغرب، لكي تصبح ثقافة رياضية في المواكبة الذهنية للرياضيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.