“جائحة” فيروس كورونا تخيم بظلالها على الحياة العامة في بلجيكا

0

إبراهيم الجملي: شوارع فارغة، محلات تجارية مغلقة، ووجوه متوجسة، هو المشهد السائد اليوم بشوارع العاصمة البلجيكية بروكسيل، القلب النابض للاتحاد الأوروبي، بعد أن خيمت “جائحة” وباء فيروس كورونا بظلالها على البلاد، شأنها شأن معظم البلدان الأوروبية التي أصابتها لعنة “كوفيد-19”.

فالواضح، أن تبعات التفشي غير المسبوق لهذا الوباء العالمي أضحت أكثر تجليا في مظاهر الحياة العامة، كما أن السلطات والمواطنين على حد سواء، أضحوا يستشعرون الخطر الداهم الذي يمثله “كوفيد-19″، والأرقام خير دليل على ذلك: إصابة 689 حالة مؤكدة بالعدوى وتسجيل أربع حالات وفاة في البلاد.

فعلى الرغم من بزوغ أشعة يوم مشمس قل نظيره في هذا البلد الأوروبي، إلا أن الخوف من الفيروس القاتل أجبر الناس على أن يظلوا قابعين في منازلهم طوال اليوم.

ويأتي ذلك بُعَيدَ يومين من حمى تهافت غير مسبوقة على المتاجر الكبرى، رغم تأكيد السلطات البلجيكية وبعض إدارات المتاجر على ضرورة تجنب هذا السلوك غير المبرر، وتحديدها عدد المقتنيات في قطعتين من كل صنف.

فلقد شهد اليومان الماضيان إقبالا منقطع النظير على اقتناء مواد الاستهلاك اليومي، والمنظفات والمواد المطهرة، حتى أن رفوف الكثير من المتاجر أضحت خاوية على عروشها، وذلك على الرغم من طمأنة السلطات للمواطنين وحثهم على التزود العقلاني بالمواد الاستهلاكية.

وكانت السلطات البلجيكية قد أعلنت عن إغلاق المدارس والأماكن العمومية، وتعليق جميع الأنشطة الترفيهية، والرياضية، والثقافية، سواء كانت عامة أو خاصة و”مهما كان حجمها”، بهدف الحد من انتشار الفيروس.

ويشمل هذا الإجراء، المفروض على كامل التراب البلجيكي، المقاهي، والمطاعم، والنوادي الرياضية، ودور السينما، وقاعات العرض، والحفلات الخاصة وجميع الأماكن العمومية.

أما على مستوى المؤسسات الأوروبية، فقد قرر البرلمان الأوروبي تعليق جميع أنشطته، حيث أكد رئيسه دافيد ساسولي في تصريح له أن أوروبا “تعيش أسوأ أزمة لها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”.

وأكد ساسولي الذي عزل نفسه في منزله خشية إصابته بالعدوى، بعد عودته من إجازة قضاها في بلده إيطاليا، أن أوروبا مطالبة اليوم بمواجهة هذه الفاجعة بالمزيد من التضامن والتضحيات.

أما المفوضية التي أعلنت عن إنشاء صندوق استثماري بقيمة 25 مليار يورو للتغلب على الأزمة الناتجة عن هذا الوباء، فقد حدت من أنشطتها وطالبت موظفيها غير الضروريين بالاكتفاء بالعمل عن بعد.

نفس الإجراء اعتمده مجلس الاتحاد الأوروبي، لاسيما بعد قراره المتعلق بإجراء اجتماعات وزراء الدول الأعضاء عن طريق تقنية الفيديو.

وداخل منظمة حلف شمال الأطلسي، حيث تم تأكيد إصابة أحد الموظفين بالعدوى، فقد تقرر تعليق رحلات العمل، وكذا الزيارات الجماعية لمقر المنظمة، وتشجيع الموظفين على العمل عن بعد.

ومع تحول أوروبا إلى “البؤرة” الرئيسية للوباء، بحسب منظمة الصحة العالمية، تخوض الأنظمة الصحية لبلدان القارة اختبارا عسيرا، في الوقت الذي تسارع فيه عدد من البلدان إلى تحصين حدودها ضد أي تسرب محتمل للوباء.

هكذا، وبعد العزلة التي فرضها العالم على أوروبا، أصبح هذا المشهد السريالي يذكر بسنوات الماضي الأسود الذي عاشته القارة العجوز خلال القرنين الماضيين، حيث توالت الحروب والأوبئة التي أودت بحياة الملايين. فهل ستتمكن أوروبا من الخروج من هذه الأزمة كسابقاتها ؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.