هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس بفتح أبواب أوروبا أمام ملايين اللاجئين ردا على الانتقادات الأوروبية للهجوم التركي الجاري حاليا في شمال شرق سوريا.
وصرح أردوغان خلال خطاب ألقاه في أنقرة “أيها الاتحاد الأوروبي، تذكر: أقولها مرة جديدة، إذا حاولتم تقديم عمليتنا على أنها اجتياح، فسنفتح الأبواب ونرسل لكم 3,6 مليون مهاجر”.
وأضاف “لم تكونوا يوما صادقين. الآن يقولون إنهم سيجمدون ثلاثة مليارات يورو (وعدوا بها تركيا في إطار اتفاق حول الهجرة). هل احترمتم يوما وعدا قطعتموه لنا؟ لا”. وقال الرئيس التركي “بعون الله سنواصل طريقنا لكننا سنفتح الأبواب” أمام المهاجرين.
وسبق أن لوح أردوغان الشهر الماضي بفتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين الساعين للوصول إلى أوروبا، في حال عدم حصول أنقرة على مزيد من الدعم الدولي. وقال أردوغان في حينه “سنضطر إلى فتح الأبواب. إما أن تعطونا الدعم، وإن لم تعطونا، آسف، ولكن هذا ما نستطيع تحمله”. وتساءل “هل نحن فقط من سيتحمل عبء اللاجئين؟”.
وتستقبل تركيا 3,6 مليون لاجىء سوري على أراضيها. وتراجع تدفق المهاجرين من تركيا إلى أوروبا بشكل كبير بعد الاتفاق المبرم بين أنقرة والاتحاد الأوروبي في 2016.
والخميس، استدعت الخارجية الفرنسية سفير تركيا في باريس إثر العملية العسكرية التي بدأتها أنقرة على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمال سوريا، بحسب مصدر دبلوماسي. وقال المصدر إنه “تم استدعاء السفير التركي بعيد الظهر” إلى وزارة الخارجية الفرنسية.
وأكد السفير إسماعيل حقي استدعاءه، وقال “تم استدعائي، وسأتوجه (إلى الوزارة) لاحقا”.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا الخميس إلى “أن تنهي في أسرع وقت” هجومها في سوريا، منبها إياها إلى “خطر مساعدة ’داعش‘ (تنظيم ’الدولة الإسلامية‘) في إعادة بناء خلافته”. وقال ماكرون “أدين بأكبر قدر من الحزم الهجوم العسكري الأحادي الجانب في سوريا وأدعو تركيا إلى إنهائه في أسرع وقت”.
وانتقدت دول أوروبية بشدة التوغل التركي الأربعاء ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية والمدعومة من الغربيين، لأنها كانت القوة الرئيسية التي حاربت جهاديي تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ودعت العديد من الدول العربية والغربية تركيا بوقف هجومها على شمال شرق سوريا، معربين عن خشيتهم من أن تؤدي العملية العسكرية التركية إلى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة.
وأبدت دول أوروبية عدة بينها فرنسا خشيتها من احتمال أن يسهم الهجوم في انتعاش تنظيم “الدولة الإسلامية” مع انصراف المقاتلين الأكراد إلى مواجهة تركيا.