تولي المديرية العامة للأمن الوطني اهتماما خاصا إلى عملية التحقق من الوثائق، والتي تعتبر عملية دقيقة تمكنها من ضمان صحة الوثائق والمستندات بفضل عدد من الاختبارات التقنية الرامية إلى الكشف ومحاربة التزوير والحد من استعماله.
وبالفعل، يقوم خبراء المديرية العامة للأمن الوطني المتخصصين باختبارات تقنية دقيقة على وثائق الهوية والمستندات محل النزاع، خاصة بطائق التعريف الوطنية وجوازات السفر والتأشيرات، بالإضافة إلى الأوراق النقدية، وهو ما يمكن من التأكد من صحتها أو بالمقابل من معرفة طريقة تزويرها وتزييفها.
كما يقوم الخبراء أيضا، في إطار المهام الموكولة إليهم، باختبارات مقارنة ودراسة خطوط الكتابة والتوقيعات، حيث تتيح خلاصات الاختبارات تحديد الخصائص الرسومية التي تفيد بتطابق أو اختلاف أنماط الكتابة، وهو عمل دقيق اختارت المديرية العامة للأمن الوطني إبرازه إلى المواطنين من خلال تهيئة ورشة خاص بأيام الأبواب المفتوحة التي تنعقد بطنجة إلى غاية 6 أكتوبر الجاري.
في هذا السياق، يشرح ضابط الشرطة الممتاز ياسين الفقصي بمصلحة الوثائق المزورة أن هذه الأيام المفتوحة مناسبة للمديرية العامة للأمن الوطني لتسليط الضوء على كافة مصالح الأمن الوطني، موضحا أن رواق الخبرة على الوثائق يمكن من إطلاع المواطنين على مختلف أدوات الحماية من التزوير التي تتضمنها الوثائق الإدارية والأوراق المالية.
وأضاف أن الرواق يشكل فرصة لمصلحة الوثائق المزورة لتعريف زوار الأبواب المفتوحة بالمؤشرات الأولية التي قد تمكنهم من التعرف على الوثائق والأوراق المالية المزورة، لافتا إلى أنه غالبا ما يتم اللجوء إلى خدمات المصلحة للقيام بخبرات في إطار أبحاث تجريها الشرطة القضائية.
من جانبه، اعتبر عميد ممتاز للشرطة، فتاح عبد الحق، رئيس أمن مطار أكادير المسيرة، أن الدور الأساسي للرواق يتمثل في تحسيس المواطنين بأهمية مكافحة التزوير واستعماله، وذلك من خلال إطلاعهم على الأجهزة المتطورة التي تستعملها المديرية العامة للأمن الوطني على مستوى مراقبة الحدود.
وذكر بأن المديرية العامة للأمن الوطني اعتمدت نظاما للتدبير المعلوماتي للنقاط الحدودية، وهي تقنية متقدمة تمكن من التحقق من وثائق السفر، مشيرا إلى أن التحقق من الوثائق يتم أيضا عبر اللمس وتغيير زاوية النظر، سواء باستعمال العين المجردة أو بالتكنولوجيات المتطورة.
ويندرج تنظيم أيام هذه الأيام من الأبواب المفتوحة ضمن استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني للانفتاح على محيطيها، ولتمكين المواطن من الاطلاع على آليات التحديث المعتمدة لضمان أمن المواطنين والممتلكات وحفظ النظام العام.
كما تجسد هذه الدورة إرادة المديرية العامة للأمن الوطني لترسيخ القرب من المواطن، ولتسليط الضوء على الجهود المبذولة على مختلف المستويات الأمنية، وكذا سعيها لتقديم خدمات ذات جودة رفيعة تستجيب لتطلعات السكان في مجال الأمن، وفقا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وسيتم تقديم 8 عروض بشكل مباشر، توضح أساليب وتقنيات التدخل المعمول بها من لدن وحدات التدخل كتقنيات الحماية المقربة وسياقة الدراجات وشرطة الخيالة والكلاب المدربة للشرطة والدفاع الذاتي وإدارة الأزمات.
أما على مستوى الورشات التفاعلية والتحسيسية، سيكون الزوار على موعد مع 7 ورشات حول مواضيع على صلة مباشرة بالمواطن، من قبيل تزوير المستندات والأوراق النقدية، والجرائم الالكترونية والرسم التقريبي، بالإضافة إلى فضاء للتوعية والترفيه مخصص للجمهور الناشئ، بالإضافة إلى 7 ندوات تناقش مواضيع أمنية راهنة.