اجتماع تشاوري عربي بالقاهرة يبحث سبل مواجهة المخططات الإسرائيلية في القارة الإفريقية

0

بدأت اليوم الأربعاء بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، أشغال اجتماع تشاوري عربي لمدراء إدارات الشؤون الافريقية بوزارات الخارجية بالبلدان العربية ، خصص لبحث سبل مواجهة المخططات الإسرائيلية في القارة الإفريقية.

ويأتي هذا الاجتماع، الذي يستمر على مدى يومين، من أجل تنسيق العمل لمواجهة المخططات الإسرائيلية في القارة الإفريقية التي تستهدف القضية الفلسطينية والقضايا العربية، وبحث آليات التعامل مع مستجدات تدق ناقوس الخطر تتعلق بالتنامي المستمر للتواجد الإسرائيلي في القارة الإفريقية، والذي يسعى إلى تحويل العمق الاستراتيجي والحيوي للدول العربية بما تدعمه من روابط تاريخية وثقافية وعلاقات اقتصادية مهمة، إلى خطر كامن على الأمن الإفريقي العربي.

وبحسب وثيقة للجامعة العربية، فإن من المؤشرات الخطيرة لتنامي التواجد الإسرائيلي في إفريقيا، تطبيع العلاقات التشادية الإسرائيلية من خلال زيارة الرئيس التشادي لإسرائيل في نونبر 2018، وقيام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بزيارة لتشاد في يناير 2019 ، وافتتاح إسرائيل لأول مرة سفارة لها في كيغالي برواندا لتكون هي السفارة ال 11 لإسرائيل في إفريقيا، وقيام رئيس ليبيريا في فبراير الماضي بزيارة إلى تل أبيب، فضلا عن السلوك التصويتي للدول الافريقية على القرارات الفلسطينية في الأمم المتحدة حيث لوحظ ازدياد أعداد الدول التي تنحى باتجاه الامتناع عن التصويت بشكل عام وبعضها معارضة لتلك القرارات التي تدعم الحق الفلسطيني وتدين انتهاكات إسرائيل.

وأضافت الوثيقة، أنه على ضوء هذه التطورات المثيرة للقلق، لما تمثله القارة الإفريقية من مجال حيوي استراتيجي للمصالح العربية والأمن القومي العربي ، شكل مجلس الجامعة العربية في دورته ال 149 لجنة وزارية عربية (السعودية، فلسطين، السودان، لبنان، ليبيا) لمواجهة المخططات الإسرائيلية في القارة الإفريقية ، مشيرة إلى أنه مع تواصل تنامي التواجد الإسرائيلي في القارة، برزت الحاجة إلى تطوير أدوات التحرك العربي للتصدي للتمدد الإسرائيلي واستعادة قوة الشراكة العربية الإفريقية.

وتتضمن خطة العمل لمواجهة المخططات الاسرائيلية في القارة الإفريقية، بحسب الوثيقة، بالخصوص، قيام اللجنة الوزارية العربية بزيارات دورية إلى دول القارة السمراء لإبراز الاهتمام العربي بالقارة، واقتراح توصيات لتفعيل دور المؤسسات المالية العربية الخاصة بإفريقيا (المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، والصندوق العربي للمعونة الإفريقية) كإطار عربي جماعي لتعزيز التعاون والتنمية وإحداث تأثير ملموس في العلاقات العربية الإفريقية.

كما تتضمن الخطة قيام اللجنة الوزارية بطرح مشروع إنشاء مجلس عربي إفريقي على جدول أعمال القمة العربية-الإفريقية المقبلة وذلك من خلال تأسيس آلية تجمع بين سفراء الدول العربية والدول الإفريقية في دولة الاعتماد ، تعقد اجتماعا دوريا لبحث المسائل المشتركة وتنظيم فعاليات لتعزيز التعاون العربي-الإفريقي، وكذا ضرورة تدعيم أوجه التعاون بين الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي في مختلف المجالات وتنظيم نشاطات مشتركة، إضافة إلى دعوة الدول الأعضاء بالجامعة العربية إلى تقديم المزيد من الدعم والخبرات للدول الإفريقية، فضلا عن دعوة الدول العربية إلى التركيز على التمدد الإسرائيلي في إفريقيا داخل الاتحاد الإفريقي.

وأكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة سعيد أبو علي، خلال الجلسة الافتتاحية، أن هذا الاجتماع يأتي من منطلق “الحرص العربي على تمتين العلاقات مع الدول الافريقية، وتعزيز الروابط العربية الافريقية وخدمة المصالح والقيم المشتركة، والوفاء للتاريخ الطويل والنضال المشترك لتصفية الاستعمار ومحاربة الاضطهاد والتميز العنصري” .

وأضاف أن الاجتماع يأتي في إطار تأكيد الالتزام العربي بمواصلة الجهود وتنسيق التحركات وتبادل الأفكار والرؤى حيال التطورات والمستجدات التي تمر بها القضية الفلسطينية، كما يأتي استمرارا لعدد من الاجتماعات المنعقدة للجنة الوزارية على مستوى المندوبين الدائمين والوزراء والتي اتخذت جملة من القرارات منها عقد هذا الاجتماع على مستوى المدراء العامون للشؤون الافريقية بوزارات الخارجية العربية بهدف وضع آليات تنفيذية لخطة العمل ووضع البرامج اللازمة للتعامل مع محاولات الاختراق الاسرائيلي المستمرة للساحة الافريقية التي شهدت في الفترة الاخيرة تطورات هامة، مما شكل تهديدا للقضية الفلسطينية والأمن القومي العربي.

وأشار الى أنه خلال الآونة الاخيرة برزت مؤشرات جديدة عديدة للتنامي الملحوظ في العلاقات الافريقية–الاسرائيلية ، لافتا أن الدول العربية لديها علاقات ممتدة وأدوات متعددة التأثير للدفاع عن المصالح العربية في القارة الإفريقية والتصدي للمخططات الاسرائيلية التي تستهدف هذه المصالح ، والإضرار بالعلاقات العربية الافريقية التاريخية وموروثها الحضاري التضامني العريق في هذا الفضاء الجغرافي الواحد الذي يجمع الشعوب الافريقية مع الجزء الأكبر من الأمة العربية ما يستلزم تنسيق الجهود العربية وتوظيفها بشكل جماعي من أجل تحقيق الهدف المنشود.

الحدث/ و م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.