مساهمات وزارة الثقافة في مشاريع تثمين التراث بجهة بني ملال-خنيفرة فاقت 20 مليون درهم

0

قال المدير الجهوي لوزارة الثقافة والاتصال (قطاع الاتصال) حسن هرنان، اليوم الخميس خلال افتتاح ملتقى حول “التراث العمراني والمعماري.. التاريخ والأنماط والخصائص”، إن مساهمات الوزارة في برامج ومشاريع النهوض وتثمين التراث بجهة بني ملال-خنيفرة، فاقت 20 مليون درهم. وأوضح السيد هرنان، خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى المنظم على مدى يومين في إطار الاحتفاء بشهر التراث الذي تشرف عليه وزارة الثقافة والاتصال، أن مساهمة الوزارة في إطار شراكات مع عدد من الجماعات الترابية وشركاء آخرين في مجال حماية التراث وصيانته وتثمينه على صعيد الجهة، تشمل اتفاقيات الشراكة التي وقعتها، مؤخرا، مع جهة بني ملال-خنيفرة، والمتمثلة في ترميم وصيانة مجموعة من المآثر التاريخية.

ومن بين هذه المآثر “القصبة الإسماعيلية” بتادلة، و”القصبة الزيدانية” بإقليم الفقيه بن صالح، و”دار مولاي هشام” بدمنات بإقليم أزيلال، و”قصبة موحى وحمو” و”القنطرة الإسماعيلية” بخنيفرة.

وأضاف هرنان أن المشاريع التي تدخل في إطار إعادة الاعتبار للتراث الجهوي، تشمل أيضا موقع “فزاز” بإقليم خنيفرة الذي سيعرف انطلاقة مجموعة من الحفريات والأبحاث الهادفة إلى تثمينه كتاريخ وتراث معماري هام، بالإضافة إلى مشروع تثمين التراث المنجمي بـ “جماعة الحمام” بإقليم خنيفرة بشراكة مع “شركة المناجم”، ومهرجان “عبيدات الرمى” في إطار تثمين التراث اللامادي، وإحياء مهرجان ببني ملال للحكي والحكواتيين.

من جهة أخرى، أبرز المدير الجهوي أن رهانات السياسة الحكومية، التي تسعى الوزارة لترجمتها من خلال العديد من البرامج والمشاريع المتعلقة بالنهوض وتثمين التراث، تتمثل في”جعل التراث رافعة من رافعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا”.

وأضاف هرنان أن هذه السياسة الحكومية ترتكز على تصور يعتبر التراث “كيانا حيا” يتعين العمل على إدراجه ودمجه في الدورة الاقتصادية بالمدينة والإقليم والجهة، مضيفا أن ذلك سيساهم في تطور الصناعة الثقافية بصفة عامة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للجهة بصفة خاصة.

في سياق متصل، أوضح المحافظ الجهوي على التراث الثقافي السيد محمد شكري بنفس المناسبة، أن اختيار موضوع “التراث العمراني والمعماري” موضوعا لهذا الملتقى، يندرج في إطار الاهتمام الذي ما فتئت توليه وزارة الثقافة للتراث “باعتباره من مقومات الهوية المغربية، وأحد الأبعاد والمكونات الأساسية للتنمية”، مضيفا أن مسعى المنظمين يتمثل في “إبراز القيمة التاريخية والحضارية والثقافية لهذا التراث من جهة، ودوره كرافعة للاقتصاد والتنمية من جهة أخرى”. ويتضمن برنامج الندوة ثلاث جلسات، تتمحور حول “جوانب من تاريخ العمران والعمارة بجهة بني ملال-خنيفرة”، و”التراث العمراني والعمارة بين التخطيط والتأهيل”، و”التراث المعماري بالأطلس الكبير المركزي.. التاريخ، الوظائف والتحولات”.

وتهدف الندوة لفحص تاريخ العمران والعمارة ببلاد تادلة والجبال المجاورة منذ القدم وحتى اليوم، من خلال أسئلة تتمثل في “جدل العمران والعمارة وعلاقتهما مع المجال، والتأثيرات التي يمكن ملاحظتها في عمران وعمارة الجهة، وخصوصيات المجال العمراني والعمارة ببلاد تادلة”.

ويتضمن شهر التراث، الذي يتواصل إلى غاية 11 ماي المقبل، العديد من البرامج والندوات والتظاهرات والمعارض بكل من أقاليم بني ملال وخريبكة والفقيه بن صالح وخنيفرة وأزيلال، ويشمل تنظيم لقاءات تواصلية حول “المخازن الجماعية بالأطلس الكبير المركزي”، وزيارة ميدانية وتحسيسية لموقع النقوش الصخرية تيزي نتيرغيست، وورشات التوثيق الفوتوغرافي للتراث المعماري للمدينة العتيقة أبي الجعد، وندوات حول “التراث الشفاهي بالأطلس الكبير الأوسط” و”مشروع ترميم القصبة الزيدانية”. كما يتضمن إقامة الدورة الأولى للتراث العمراني المعماري، وعروض فنية تراثية، ومعرض للأدوات التراثية والإثنوجرافية، والصور القديمة واللوحات التشكيلية، وورشات للرسم بالصومعة المرابطية، وزيارة علمية لموقع “فازاز” التاريخي بإقليم خنيفرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.