اختتام مهرجان الثقافة العيساوية بالدار البيضاء علي إيقاعات ناس الغيوان وفرق عيساوية مغربية

0

أسدل الستار، مساء أمس السبت، على فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الثقافة العيساوية بالدار البيضاء (18 / 20 أبريل الجاري )، بتقديم طبق فني من الأغاني الراقية شاركت في إحيائها مجموعة ناس الغيوان وثلة من الفرق العيساوية المغربية.

وقدمت المجموعة الأسطورية ناس الغيوان بقيادة عميدها عمر السيد، في اليوم الأخير من هذه التظاهرة المنظمة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، باقة من الأغاني من ريبرتوارها الغني الذي يمتد على مدى أزيد من أربعين سنة.

وكانت أقوى لحظات حفل الاختتام عند اعتلاء مجموعة ناس الغيوان منصة قصر المشور وتقديمها بعض من أشهر أغانيها في تفاعل كبير مع الجمهور ، الذي ردد هذه الأغاني الخالدة التي بصمت تاريخ الأغنية المغربية.

وأتحفت ناس الغيوان الحضور بأداء جميل لأشهر أغانيها منها على الخصوص، “الله يا مولانا” و”يا بني الإنسان” و”اهل الحال” و”حلاب”، وذلك للمكانة المتميزة، التي تحظى بها المجموعة، منذ سبعينيات القرن الماضي.

فأغنية “الصينية” بأبعادها الرمزية، وإيقاعها الطروب كانت من ضمن هذه الأغاني التي تم التجاوب معها بقوة، حيث غصت جنبات منصة قصر المشور بجمهور كبير حج للاستمتاع بالفن المغربي الأصيل.

والحضور نفسه سجلته مجموعة من الفرق العيساوية من كل من مكناس وفاس والرباط، مما جعل محبي هذا اللون التراثي يتمايلون مع إيقاعاتها الرائعة، ويرددون أغانيها.

وقد شنفت هذه الفرق أسماع الحاضرين بأجمل القصائد المشتقة من التراث الروحي المغربي الغني، حيث تم التغنى بخير البرية سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .

ويتعلق الأمر بكل من الفرقة النسائية بنات عيساوة من مكناس برئاسة أمل العبدلاوي، وفرقة من الرباط برئاسة علال شمان، وفرقة اهل التوات برئاسة محمد السملالي، وفرقة احمادشة برئاسة عبد الرحيم العمراني.

وبهذه المناسبة، أكد عمر السيد ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية مثل هذه المبادرات التي تولي أهمية قصوى للتراث والجذور المغربية، مشددا على أنه لا يمكن تطوير المجال الفني المغربي والحفاظ على طابعه وهويته دون الاهتمام بالتراث.

ومن جهته، عبر المدير الفني للمهرجان عبد الحميد السباعي في تصريح مماثل، عن ارتياحه للنجاح الكبير الذي حققته الدورة الثانية من المهرجان الدولي للثقافة العيساوية بالدار البيضاء.

وأشار إلى أن برنامج النسخة الثانية كان غنيا ومتنوعا جمع بين عقد لقاءات روحية وموائد مستديرة حول عدد من المواضيع منها “حوار الأديان، حوار الثقافات: إشتراك عالمي”، وتنظيم منتدى للنقاش حول “المقاربة الصوفية في أخلاقيات التعليم”، فضلا عن أمسيات موسيقية تشطها ثلة من الفنانين من كل من تونس والجزائر بالإضافة إلى المغرب.

وأضاف أن هاته التظاهرة الفنية، التي نظمتها جمعية فاس سايس (فرع الدار البيضاء)، تميزت بكونها اشتملت على برنامج متنوع من التراث العيساوي، نشطته ثلة من الأسماء البارزة في هذا المجال.

ومن جهتها عبرت رئيسة فرقة بنات عيساوة، أمل العبدلاوي، عن سعادتها للمشاركة في هذه التظاهرة العيساوية إلى جانب ثلة من الفنانين المغاربة المختصين في هذا اللون الغنائي، مشيرة إلى أن هذا المهرجان من شأنه العمل على إبراز هذا التراث والحفاظ عليه.

تجدر الإشارة إلى أن عدد زوار الدورة الأولى من المهرجان الدولي للثقافة العيساوية، بلغ، حسب المنظمين، ما يقرب 5000 زائر، ومشاركة العديد من الفاعلين المحليين والدوليين المشهود لهم بالعطاء الكبير في المجالات الفنية والثقافية والعلمية.

وتعد جمعية فاس سايس، التي تأسست سنة 1986، عضوا في المنظمة العالمية لرسل السلام، وهي هيئة تابعة للأمم المتحدة. وتهدف الجمعية إلى المساهمة في التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في منطقة فاس على وجه الخصوص وفي المغرب بشكل عام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.