الكاتب والروائي المغربي مبارك ربيع .. المؤهل المبدئي لكتابة الرواية هو الغوص في التفاصيل وإغنائها بالخيال الرمزي

0

قال الكاتب والروائي المغربي مبارك ربيع، مساء أمس السبت، بالقاهرة، إن المؤهل المبدئي لكتابة الرواية، هو الغوص في التفاصيل وإغنائها بالخيال الرمزي اللامتناهي.

وأضاف مبارك ربيع خلال تقديم شهادته ضمن إحدى ندوات “ملتقى القاهرة السابع للإبداع الروائي العربي”، في دورته السابعة، “في الإبداع الروائي، أجدني وجها لوجه أمام اللانهائي بمحدوديته المطلقة، لأنه ينمو وفق رؤى غارقة في أزمنة لا محدودة”.

وسجل أن الإبداع في الرواية، “لا محدود بتعدد ممكناته، مما يفرض صعوبة الاختيار والحسم بما في ذلك الدخول في مغامرة تقييمية ذاتية، أمام الوفرة الغامرة المتوافدة”.

ومهما تكن العملية الإبداعية في طبيعتها، يردف مبارك ربيع، “فإنني أكون عمليا أمام مفهوم ما أسميه بالتركيب الروائي موضوعاتيا وفنيا، إنه ما يدعو خبرة في غابر طفولة أو أقاصي موطن أو متنائي حلم ومجنح خيال، إلى أن تتلاحم وتتنامى في لحظة ما، أي أنه يجعلها موجودة أمامنا على نحو ما توجد الأشياء”.

هذه الأشياء، يقول مبارك ربيع، “تحقق سؤال كيف تقول ؟ لا مجرد ما تقول، وهو ما يبدو موفيا بمقتضى مزيج مفهومي الابداع والصناعة، باعتبار الصانع هنا فنانا وليس مجرد حرفي تقليدي”.

ويؤكد الروائي المغربي أنه في ضوء هذه المفارقات إزاء ممارسة ذاتية تنجز بالضرورة ضمن شروط حدية، “يطرح السؤال عن مدى تحرر المبدع والروائي بوجه خاص في عمليته الإبداعية، ليس بمعنى الحرية بالضرورة ولكن بمعنى اللاخضوع أو اللاتبعية ازاء النافل والدخيل من إكراهات وجاذبيات محيطية وباطنية”.

ذاك اللاخضوع، يقول الروائي المغربي في شهادته “هو في النهائية ما يملأ الذات في عمق تجربتها الفنية بمزيج مشاعر إزاء التطلع والإمكان، متراوحة على الدوام، ما بين أوج عظمة ومنتهى عجز وقصور ما بين اكتمال ونشدان”. ومبارك ربيع من مواليد سنة 1935 بإقليم سطات، اشتغل بالتعليم الابتدائي ابتداء من سنة 1952. انضم إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1961 وحصل على الإجازة في الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع سنة 1967، ثم على دبلوم الدراسات العليا في علم النفس سنة 1975، كما أحرز على دكتوراه الدولة سنة 1988. تولى مهمة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية – بنمسيك سيدي عثمان. يتوزع إنتاجه بين القصة القصيرة والرواية والمقالة الأدبية والبحث في علم النفس والتربية. من أعماله القصصية، “سيدنا قدر” 1969 و”دم ودخان” 1975 و”رحلة الحب والحصاد” 1983 و”البلوري المكسور” 1991.

أما أعماله الروائية، فهي “الطيبون” 1972 و”رفقة السلاح والقمر” 1976 و”الريح الشتوية” 1977 و”بدر زمانه” 1984 و”برج السعود” 1990، و”درب السلطان” في ثلاثة أجزاء 1999-2000

وخلال هذا اللقاء الذي أداره الروائي الفلسطيني يحيى يخلف، قدم روائيون عرب من قبيل المصريين خليل الجيزاوي وبهاء عبد المجيد والكردي السوري هوشنك أوسي، شهاداتهم عن الإبداع الروائي، وكيف ينمو خيال الحكي ليرسم طريقه الذي لا ينتهي غاصا في الملل أحيانا، وفي البهجة والفرح في أحايين أخرى.

واعتبروا أن الكتابة الروائية، تخلق مآلات وحيوات متعددة لاقتحام العالم من زواياه المختلفة، تبث الفرح وتمارس الحرية وتحمي الهوية وتنتصر للانسان وللذات.

وتتواصل فعاليات ملتقى القاهرة الدولي للإبداع الروائي العربي الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة بمشاركة أكثر من 250 ناقدا وروائيا عربيا وأجنبيا من ضمنهم عدد من النقاد والروائيين والادباء المغاربة.

ويتناول الملتقى عددا من الإشكاليات المتعلقة بفن الرواية العربية من خلال عدة محاور الرئيسة منها “التقدم المذهل في علوم الاتصالات والرواية”، و “تحول أدوات الاتصال إلى مادة روائية” و “تأثير البنية المعلوماتية على البناء الروائي”، و “الرواية وتداخل الأنواع” و “ملامح التجريب في الرواية العربية الحديثة” و “الرواية التفاعلية” و “الرواية العربية في عصر الصورة /رواية الغرافيك” و “مستقبل السرد” و “تأثير وسائط الاتصال الحديثة على رواية الخيال العلمي والفانتازيا”.

ويتضمن الملتقى تنظيم موائد مستديرة تتناول كل واحدة منها قضية من القضايا الإشكالية مثل “الفنون في الرواية العربية” و”النقد وتحولات السرد في الرواية العربية” و”أسئلة الحاضر والمستقبل في الرواية العربية الحديثة”و”تحولات اللغة السردية في الرواية العربية الحديثة” و”الرواية التفاعلية”.

وستتوج الدورة بالإعلان عن الفائز بجائزة القاهرة للإبداع الروائي العربي.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.