الروائي محمد الاشعري: “يتعين أن تتوافر في العمل الروائي المقومات الجمالية المستندة إلى معرفة وتجربة غنية في الحياة”

0

شدد الروائي محمد الأشعري ، خلال لقاء مفتوح معه، أمس الجمعة بالمركز الثقافي “الأشجار العالية”، على ضرورة أن تتوافر في العمل الروائي “مميزات فنية وجمالية مقنعة ومبدعة”، وفي نفس الوقت أن يستند إلى معرفة وتجربة غنية في الحياة.

وأوضح الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر 2011 ) ، خلال هذا اللقاء الذي أداره الروائي عبد الكريم جويطي حول رواية الأشعري الجديدة “العين القديمة” ، أن الهواجس التي تنشغل بها كتاباته خصوصا الروائية منها، تتمثل في “إشكالية التحول أو التغيير المعاق، والوقوف في منتصف الطريق، والانشداد إلى الماضي أكثر من الارتماء في أحضان المستقبل…”.

وأضاف الأشعري أن شخصيات روايته الجديدة تتحرك بين زمنين ومشاعر متناقضة، تتوزع بين “التفاؤل والانبهار من جهة والحذر والخوف والتوجس من جهة ثانية..مما يجعل هذه الشخصيات في الرواية والحياة معا دائمة التوق للقضاء على وحش يتهددها، ويحتل تفاصيل حياتها ليخرب إقبالها على الحياة والإيمان بها…”.

ولمواجهة محاولات وقف نهر الحياة ، تقترح الرواية “خيار الاحتفاء بالحياة، والانخراط فيها، بطريقة مقبلة على الملذات والمتع وعلى الجمال الموجود فيها قبل أن يكون موجودا في الكتابة أو الفن…”.

ولاحظ وزير الثقافة سابقا أن الكتابة الروائية في المغرب تعرف تطورا على الأقل من الناحية الكمية، بمعدل يفوق 250 رواية في السنة، غير أنه نبه إلى ضرورة استحضار أن الرواية هي أيضا “جهد فكري وجمالي ومعرفي، وليست فقط نسج حكايات سريعة وأحيانا ساذجة، بل تفكير في نص قلق مليء بالتساؤلات…”.

واعتبر من هذا المنطلق أن هذه الطفرة التي تعرفها الرواية المغربية اليوم هي “طفرة مهمة، يجب أن يتم تشجيعها حتى نتمكن من أن نصل إلى إنتاج عدد أكبر من الروايات المتميزة كل سنة، على أن يواكب ذلك حركة نقدية متابعة”، مضيفا أن القراءات والمكتبات تضطلع بأدوار أساسية كي تصبح الرواية “وسيلة من بين وسائل فهم المجتمع، وتحقيق الحرية”.

يذكر أن الروائي والشاعر محمد الاشعري، الذي رأى النور في زرهون سنة 1951، قد نشر مجموعة قصصية بعنوان “يوم صعب” وأربع روايات هي “جنوب الروح” و”القوس والفراشة” التي فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية (2011) وترجمت الى عدة لغات.ثم “علبة الأسماء” وأخيرا “ثلاث ليال”.

وكان الأشعري قد بدأ نشر قصائده في مطلع السبعينات، وصدر ديوانه الأول “صهيل الخيل الجريحة” سنة 1978، وصدر له العديد من الكتب الشعرية ترجم العديد منها إلى لغات عديدة.كما سبق للأشعري أن ترأس “اتحاد كتاب المغرب”، وتحرير عدد من الملاحق والمجلات الثقافية، قبل أن يتقلد مسؤولية قطاع الثقافة من سنة 1998 إلى 2007.

ونقرأ على غلاف رواية “العين القديمة”، ” بين حياة واقعية وأخرى متخيلة، من القهر في قرية صغيرة، إلى حياة جديدة في الدار البيضاء، ثم الهجرة والتصالح مع العالم، فالعودة إلى كازا التي لا يشفى منها أحد، تدور أحداث رواية “العين القديمة….”.

الحدث/ و م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.