أكد الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، المكلف بالتعاون الإفريقي، محسن الجزولي، ضرورة تعزيز التعاون المغربي الأرجنتيني والارتقاء به الى مستوى العلاقات الممتازة التي تربط بين البلدين.
وأوضح الجزولي، الذي حل ضيفا على اللقاء الدوري الذي نظمه أمس الخميس ببوينوس أيريس، قطب وكالة المغرب العربي للأنباء بأمريكا الجنوبية، أن التعاون بين المغرب والأرجنتين يتعين تعزيزه بالنظر الى جودة العلاقات الثنائية، مضيفا أن المبادلات الحالية ليست في مستوى وجودة العلاقات بين الرباط وبيونوس أيريس.
ومن أجل بلوغ هذا الهدف، دعا إلى عمل مشترك حول عدد من المحاور من بينها الاستثمارات والمبادلات التجارية والعلاقات بين أوساط الأعمال بالبلدين.
وبرأي الجزولي، الذي ترأس الوفد المغربي المشارك في المؤتمر الثاني رفيع المستوى للأمم المتحدة حول التعاون جنوب-جنوب المنعقد بالعاصمة الأرجنتينية، فإن بين البلدين العديد من القواسم المشتركة، على الخصوص الثقافة التي تحتل مكانة هامة في العلاقات الثنائية.
و بهذا الخصوص، قال الوزير المنتدب، الذي أجرى محادثات مع نائب وزير الخارجية الأرجنتيني غوستافو رودولفو زلوفينين على هامش مشاركته في هذا المؤتمر الدولي، “نعي تماما الغنى الثقافي للبلدين والتبادلات الثقافية التي يمكن تفعيلها”، موردا أيضا نموذج قطاع الرياضة كرافعة لتعزيز العلاقات الثنائية.
وبشأن التعاون، أكد أنه يجري استكمال العديد من الاتفاقات بين المغرب والأرجنتين على الخصوص القضائية منها، مشددا على ضرورة “المضي بعيدا” في هذا السياق بتوسيع التعاون في مجال الفلاحة وتربية المواشي، وأيضا في القطاع الطاقي كالمجال النووي والطاقات المتجددة.
وبحسب الجزولي، فإن مختلف الزيارات التي أجراها مسؤولون أرجنتينيون رفيعو المستوى الى المغرب تبرز “علاقات القرب” التي تربط بين البلدين.
وبخصوص التعاون جنوب-جنوب، أكد أن المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يلعب دورا هاما في هذا المجال على الخصوص في افريقيا، القارة التي تنتمي إليها المملكة، مذكرا في هذا السياق بأن جلالة الملك أجرى نحو خمسين زيارة لبلدان افريقية تم خلالها توقيع عدد هام من الاتفاقيات.
وتشمل هذه الاتفاقيات، يوضح الجزولي، مشاريع التعاون التقليدية (القضاء والمالية والطيران..) ومشاريع أخرى ملموسة بشكل أكبر كما هو الشأن بالنسبة لمشروع أنبوب الغاز الذي سيربط بين المغرب ونيجيريا والذي يعتبر “مشروعا حقيقيا للتعاون حيث (سيسهم) في تكريس التنمية”.
وأضاف أن المغرب يعي ضرورة تعزيز التعاون جنوب-جنوب، مشددا على وجود حاجة ماسة لمواكبة تنمية القارة الافريقية التي من المتوقع أن يصل عدد سكانها نحو 5ر2 مليار شخص، من ضمنهم مليار شاب، في أفق 2050.
وحذر من أن “عدم مواكبة مضطردة للتنمية بافريقيا ستجعلنا في سنة 2050 أمام كارثة انسانية حقيقية” إلى جانب جميع المشاكل التي قد تتسبب فيها كالهجرة والارهاب والتداعيات السلبية المرتبطة بانعدام التنمية، مشددا على موقف المغرب الداعم للوعي بضرورة مواكبة وتعزيز التعاون جنوب-جنوب.
وتابع أن أمريكا الجنوبية، بدورها، بحاجة إلى النمو وتعزيز التعاون، موضحا أن الأرجنتين تلعب دورا رائدا ضمن هذه الدينامية، كما هو الشأن بالنسبة للمغرب الذي يلعب دورا هاما بافريقيا.
وفي ما يتعلق بمشاركة المغرب في المؤتمر الثاني رفيع المستوى للأمم المتحدة حول التعاون جنوب-جنوب (20-22 مارس الجاري)، ذكر أن هذه التظاهرة تشكل “لحظة فريدة للتعاون جنوب-جنوب حيث مختلف الوفود المشاركة يمكن أن تبلور حصيلة للسنوات الأربعين الماضية وعلى الخصوص تصور آليات تعاون تمكن بلدان الجنوب من معالجة بعض التحديات التي تواجهها”.
ويندرج هذا الموعد في إطار اللقاءات الدورية التي دأب قطب الوكالة بأمريكا الجنوبية على تنظيمها من أجل خلق فضاء لمناقشة مختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية التي تشمل مختلف المجالات.
ويعمل قطب الوكالة بأمريكا الجنوبية، الذي يتخذ من العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيريس مقرا له، على تنظيم لقاءات بشكل دوري، بحضور مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية، تستضيف فعاليات وشخصيات من مشارب شتى، لا سيما من عالم السياسة والثقافة والاقتصاد والإعلام والرياضة، لتسليط الضوء على مواضيع تكتسي طابع الراهنية، وأخرى تهم مختلف أوجه العلاقات المغربية الأمريكية اللاتينية.
الحدث/ و م ع