طانطان: تقديم الترجمة العربية لكتاب “فنون وأعراف البيضان”

0

التأم، مساء أمس الخميس بطانطان، باحثون وكتاب ونقاد من أجل تقديم ومناقشة الترجمة العربية لكتاب “فنون وأعراف البيضان- الترغيب في الصحراء” للباحثة الفرنسية الراحلة أوديت دو يبيغودو.

ورصدت الكاتبة عبر الكتاب حياة بدو الصحراء/ البيضان بين سنتي 1934 و1960، مدعمة بصور ورسوم إيضاحية من إنجاز المؤلفة إلى جانب زميلتها ماريون سينونيس.

وقال أحمد البشير ضماني، مترجم ومعرب الكتاب، في كلمة خلال اللقاء الذي نظمه مركز الدراسات والأبحاث الحسانية بالعيون بتنسيق وشراكة مع (جمعية أصدقاء متحف الطنطان)، إن الباحثة الفرنسية أعجبت بعادات البيضان “في تكيفهم مع شظف العيش في ظروفها الطبيعية القاسية وبراعتهم في تلطيف وجودهم إلى حد جعل مجتمعهم لا يقل سعادة عن أي مجتمع آخر قدر له العيش على أراض أقل وعورة وأكثر خصوبة وثراء”.

وأضاف ضماني، في تقديمه للكتاب، أن دويبيغودو “أبهرتها موهبة أهل الصحراء في تحويل أبسط أشياء الحياة اليومية إلى تحف فنية رائعة والشاعرية التي ينظرون بها إلى الوجود وعقلانية تدبيرهم لشح الموارد والأريحية التي بها يمنحون الضيافة للغريب، فأخذت على عاتقها أن تلتقط بواسطة الرسم والكتابة ملامح هذا المجتمع”.

وأوضح أنه بالقدر الذي انبهرت فيه الباحثة بمجتمع البيضان خلال الرحلات التي قادتها إليه في ثلاثينات القؤرن الماضي، بالقدر الذي اكتشفت شيئا فشيئا زيف الدعاية المساندة للاستعمار والإيديولوجيا التي تقف خلفها.

من جانبه، أكد الباحث في التراث الأدبي والجمالي الصحراوي، إبراهيم الحيسن، على القيمة المعرفية الكبيرة لهذا الكتاب باعتباره من أحد أهم المؤلفات الإثنولوجية التي أنجزت في القرن العشرين حول الصحراء الأطلسية، الممتدة من السفوح الجنوبية لجبلي باني والأطلس الصغير حتى الضفة اليمنى لنهر السنغال ومن ساحل المحيط الأطلسي إلى منطقتي أزواد وإكيدي وحمادة درعة.

وأبرز أن الكتاب يقدم تفاصيل دقيقة عن جوانب مختلفة من حياة البيضان وعاداتهم وثقافتهم في الصحراء، ويأتي مدعما برسوم وصور إيضاحية.

وأشار، من جهة أخرى، إلى أن هذا اللقاء يدخل في إطار السعي إلى تعضيد الاهتمام بالثقافة الحسانية في مختلف أوجهها لاسيما من خلال ترجمة المزيد من الاصدارات الخاصة بمجتمع البيضان لتوسيع المعرفة بهذا المجال وتقريبها من القارئ.

والكتاب، الذي ظهر سنتي 2002 و2006 عن دار النشر “إبيس بريس” قبل أن يطبع حلة جديدة بعنوان “فنون وأعراف البيضان” من قبل دار نشر الفنك بالدار البيضاء سنة 2009، عبارة عبارة عن مذكرات سفر وتجميعا لسلسلة مقالات تحليلية نشرتها الكاتبة الفرنسية الراحلة بأحد وسائل الإعلام.

يذكر أن الترجمة العربية (477 صفحة) لهذا الكتاب قد صدرت سنة 2017 ضمن منشورات مركز الدراسات الصحراوية في الرباط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.