بمدينة طنجة، أقيمت بفضاء حدائق المندوبية بساحة 9 أبريل، حيث ألقى المعفور له محمد الخامس خطابه الشهير، تظاهرة احتفالية، حضرها إلى جانب مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، يونس التازي والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ورؤساء وأعضاء المجالس المنتخبة الجهوية والإقليمية والمحلية وشخصيات قضائية وعسكرية وعلمية وأكاديمية، إضافة إلى أفراد أسر المقاومين وأعضاء جيش التحرير وممثلي الجمعيات المدنية.
بعد مراسيم رفع العلم الوطني، تم افتتاح معرض للصور التاريخية للزيارة الملكية الميمونة إلى طنجة برا، ولعدد من الأنشطة واللقاءات التي عقدها أفراد العائلة الملكية بحاضرة البوغاز، تأكيدا على التلاحم الوثيق بين العرش العلوي والشعب المغربي، كما تم وضع إكليل زهور عند النصب التذكاري لهذه الزيارة.
في كلمة بالمناسبة، استحضر السيد الكثيري معاني ودلالات هذه الزيارة التاريخية، التي شكلت انعطافة حاسمة في كفاح الشعب المغربي من أجل تحقيق الحرية والاستقلال، وبعدها التاريخي لتحقيق وحدة المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، معتبرا أن المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، حرص على أن تكون الزيارة عن طريق البر انطلاقا من “المنطقة السلطانية” ومرورا ب “المنطقة الخليفية” وصولا إلى “المنطقة الدولية”، محطما الحدود الوهمية التي رسمها المستعمر، في تعبير رمزي وتأكيد واضح لسيادة العرش على جميع مناطق البلاد، وبرهانا على السيادة الوطنية والوحدة الترابية.
وبعد تذكيره بالأنشطة الملكية والأميرية المكثفة والنوعية بطنجة وبتداعياتها داخليا وخارجيا، شدد على أن الزيارة كانت “نموذجا حيا لما يميز ويطبع الأمة المغربية من تلاحم تاريخي وطيد استطاع أن يبرز إلى الوجود واحدة من أروع الملاحم”، معتبرا أن الزيارة كانت محطة وضاءة لكسب راهن الحرية والاستقلال والوحدة الترابية.
وبمقر عمالة إقليم تطوان، أقيم حفل لتخليد الذكرى الـ 69 للزيارة الميمونة لجلالة المغفور له محمد الخامس للمدينة سنة 1956، معلنا عن استقلال شمال المملكة ووحدة شمال الوطن وبجنوبه.
وقال مصطفى الكثيري، في كلمة خلال الحفل الذي حضره عامل إقليم تطوان عبد الرزاق المنصوري ورؤساء المجالس المنتخبة وعدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين والأمنيين والقضائيين والفاعلين بالمجتمع المدني، إن زيارة تطوان كانت “عربون وفاء وتكريم من المغفور له محمد الخامس لسياسييها ومفكريها ومثقفيها ووطنييها ومناضليها ومقاوميها، رجالها ونسائها، على الأدوار الرائدة التي اضطلعوا بها والتضحيات الجسام التي استرخصوها على درب الحرية والوحدة الوطنية”.
وشدد السيد الكتيري على أن تخليد ذكرى هذين الزيارتين هو مناسبة لاستحضار ملف القضية الوطنية الأولى وضرورة التعبئة المستمرة واليقظة المستمرة لأسرة المقاومة وجيش التحرير وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس لمواصلة التحديث والتنمية وصيانة الوحدة الترابية وتحصين المكاسب الوطنية.
وتم بالمناسبة توزيع مساعدات عينية وتكريم ثلة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمدينتي طنجة وتطوان، فيما قدم ممثل الجمعيات الممثلة لأسرة المقاومة كلمات لاستحضار الأبعاد الوطنية والإنسانية والسياسية والوشائج المتينة التي تجمع أسرة المقاومة بالعرش العلوي المجيد.
الحدث:ومع