العيون – الساقية الحمراء: سحر التقاء البحر بالصحراء

0

توفيق البوشتاوي: تظل المتعة والهدوء وسحر المناظر الخلابة من بين خصائص السياحة في جهة العيون – الساقية الحمراء، التي تعد قطاعا غنيا بالعديد من المؤهلات التي تشكل رافعة مهمة للمشاركة في النهوض بهذه الجهة المنخرطة في مسار التنمية المستدامة والمتناغمة .

وشهد هذا القطاع، خلال السنوات الأخيرة، انتعاشا كبيرا لفائدة مشاريع منجزة أو في طور الإنجاز ومن أجل تشجيع تراث يضم العديد من الإمكانيات السياحية، مثل المواقع الأثرية القديمة والمناظر الطبيعية الصحراوية والشواطئ العذراء والموروث الثقافي الغني الذي يعكس تقاليد وعادات هذه المنطقة من المملكة .

الاستفادة من عرض غني ومتنوع

في سنة 2017، سجل عدد ليالي المبيت المعلن عنها في مختلف الفنادق المصنفة بالجهة ارتفاعا بنسبة 7 في المئة مقارنة بسنة 2016، حيث بلغ عدد الوصولات 34 ألفا و209 بالفنادق المصنفة، ما يوازي 77 ألفا و509 ليالي في المجموع، أي بمعدل ليلتين كمدة إقامة .

ومع المناظر الطبيعية الصحراوية والتراث الثقافي الغني المميز للساكنة المحلية، بإمكان جهة العيون – الساقية الحمراء أن تشكل وجهة سياحية أخرى بامتياز. ومن هذا المنظور، تم تنظيم المنتدى الأول للتبادل بين مهنيي القطاع السياحي في العيون ونظرائهم في جزر الكناري من أجل تعاون محتمل في هذا المجال .

واعتبر مسؤولو القطاع أن جهة العيون – الساقية الحمراء، بمؤهلاتها المتعددة وديناميتها في مجال التنمية المستدامة، بإمكانها أن تنفتح على أنواع مختلفة من السياحة (صحراوية وشاطئية وروحية وحرارية وبيئية)، مبرزين في هذا الصدد الإجراءات المتخذة لتنويع عرض المنتوجات السياحية في إطار رؤية للتنمية المستدامة، ترتكز على خلق الثروة واحترام البيئة .

وبالفعل، أضحت الجهة تتوفر على العديد من المشاريع السياحية، التي تواكبها استراتيجية ترويجية ستعمل على إحداث مناصب شغل جديدة، خاصة في قطاع الأنشطة التقليدية، والمساهمة في النهوض بمستوى عيش الساكنة المحلية .

ومن خلال هذه الإجراءات، يتوقع المسؤولون عن القطاع الوصول إلى تثمين أفضل للمؤهلات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة، وإرساء ظروف مواتية لقدوم مستثمرين محتملين ممن يرغبون في الاستقرار بالمنطقة .

تخصيص 116 مليون درهم لتطوير القطاع

ويضم المخطط الجديد للتنمية السياحية بالجهة، الذي يندرج في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، ما مجموعه 26 مشروعا بكلفة إجمالية تبلغ حوالي 116 مليون درهم .

وتتميز جهة العيون – الساقية الحمراء بتنوعها الثقافي والطبيعي، فضلا عن مؤهلاتها العديدة التي من المرجح أن تزيد من قدرتها في مجال الجذب السياحي .

وبالفعل، فإن امتداد الساحل البحري على مئات الكيلومترات يوفر شواطئ ذات جودة وبيئة مواتية لتطوير السياحة الترفيهية والسياحة الساحلية، كما أن الخصائص الصحراوية بالمنطقة تشجع على سياحة المغامرات والرياضات الميكانيكية ..

وبهذه الخصائص، تعد الجهة نقطة التقاء بين البحر والصحراء، فضلا عن أنها تزخر بمناظر طبيعية غنية تتكون من العديد من الواحات، من بينها واحة “لمسيد” وسبخة “الطاح” و”تازغا”، فضلا عن الكثبان الرملية .

كما تحتوي الجهة على مواقع ذات أهمية إيكولوجية، لا سيما بحيرة “النعيلة”، المصنفة كمحمية طبيعية وموقع ذي أهمية بيولوجية . بالإضافة إلى مواقع ذات أهمية تاريخية مثل حصن “كازامار”، والنصب التذكاري “سانت إكزوبري” بطرفاية، و”منارة” بوجدور .

وتحرص الساكنة المحلية على حماية التراث الثقافي اللامادي الذي يعد عاملا مهما في النهوض بالقطاع السياحي، حيث يتم في هذا الصدد تنظيم فعاليات وأنشطة سنويا لتثمين هذا التراث الثقافي والحضاري .

العيون، بوابة الصحراء

وتضم الجهة طاقة إيوائية تبلغ ما مجموعه 2256 سريرا توفرها 47 مؤسسة فندقية، حيث تتركز معظم الفنادق بالجهة في مدينة العيون التي تضم لوحدها 1647 سريرا .

ويتوفر مطار الحسن الأول بالعيون، المفتوح أمام حركة النقل الجوي الدولي، على مرافق مجهزة وحديثة يمكن أن تستوعب جميع أنواع الطائرات . كما يعمل حاليا على تأمين وجهات تربط بين العيون والدار البيضاء عبر أكادير وبين الدار البيضاء والداخلة عبر العيون، بالإضافة إلى رحلات نحو جزر الكناري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.