فيلم” أنعاق” الوثائقي يشد الأنظار يالعاصمة الدنماركية

0

  تم مساء أمس الجمعة بكوبنهاغن عرض الفيلم الوثائقي المغربي “أنعاق”، وهو إنتاج باللغة الأمازيغية يتطرق إلى فترة من تاريخ الهجرة المغربية، وذلك بحضور العديد من الفاعلين الجمعويين ومهاجرين من أجيال مختلفة. وشد هذا الفيلم، ومدته أكثر من 65 دقيقة (أنتج سنة 2017)، أنظار الجمهور الذي عاش لحظات من الشوق والحنين للوطن، من خلال الأغاني المصاحبة ومشاهده التي تؤرخ لفترات من تاريخ المغرب. ويلخص “أنعاق”، وهو مصطلح يشير بالريفية إلى الهجرة القسرية، الألم والشوق والاغتراب، والمعاناة المرتبطة بظاهرة الهجرة. ويحاول هذا الفيلم الوثائقي تتبع جذور الهجرة المغربية نحو الجزائر، وهي فترة غير معروفة لدى العموم.
وقام مخرجا الفيلم، محمد بوزية وقاسم أشهبون، مع استحضار ذكريات الماضي وقصص حقيقية تتناوب مع مشاهد محاكاة وبعض الصور التي أتاحها المركز السينمائي المغربي، بمحاورة ثلاثة باحثين في التاريخ لتوضيح شهادات سبعة مهاجرين سابقين سافروا إلى الجزائر، قبل أن يتوجهوا إلى أوروبا.
ويشير الفيلم الوثائقي، على الخصوص، إلى أن أولى الهجرات المغربية إلى الجزائر بدأت بعد الاحتلال الفرنسي في سنة 1830 بسبب سنوات من الجفاف والندرة، وكذا الآفاق الواعدة للعمل مدفوع الأجر.
ويعتبر أن الهجرة المغربية كانت ظاهرة فردية وأصبحت مكثفة، مشيرا إلى قطع العديد من المغاربة من منطقتي الريف وسوس مسافات طويلة من أجل الوصول إلى البلد المجاور ليستقروا هناك، قبل طرد 45 ألف أسرة مغربية من الجزائر بعد المسيرة الخضراء سنة 1975 واسترجاع المغرب للأقاليم الجنوبية.
ورغم أن الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي يبدو قصيرا، فإنه يحاول أن يسلط الضوء على الهجرة المغربية في أوروبا، مع تقديم شهادات هامة حول مراحل دقيقة تتعلق بهذه الظاهرة.
وهو ما ينطبق على حالة محمد ديراري (97 عاما) الذي توفي بعد وقت قصير من تقديم شهادته، حيث حكى بعض فصول رحلته إلى الجزائر خلال ثلاثينيات القرن الماضي من أجل العمل في مزرعة يشرف عليها مستعمرون.
وانضم بعد سنوات إلى قوات فرانكو للمشاركة في الحرب الأهلية الإسبانية، قبل أن يعود إلى الجزائر مع والده، ويغادر البلاد خلال سنة 1979 من أجل مواصلة هجرته إلى أوروبا.
وجرى بعد عرض الفيلم نقاش معمق بين مخرجي الفيلم والجمهور، حيث اعتبر قاسم أشهبون أن هذا العمل الوثائقي، الذي يعد أحد إنجازات مؤسسة “حوار” (تأسست سنة 2011 في هولندا)، يهدف إلى المساهمة في أرشفة ذاكرة الهجرة وبمثابة التفاتة شكر وتقدير للمهاجرين الأوائل الذين قدموا الكثير لمناطقهم الأصلية ولبلدهم بشكل عام.
وأكد أحمد الهمس، من مجلس الجالية المغربية بالخارج، أن عرض هذا الفيلم الوثائقي يندرج في إطار الجهود التي يبذلها المجلس من أجل الحفاظ على العلاقات بين مغاربة العالم والوطن الأم من خلال إعادة النظر في أجزاء من تاريخ الهجرة.
واعتبر محمد بوزية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التصوير استمر لنحو خمس سنوات في أوروبا والمغرب، وتم على الخصوص في مدن الرباط ومكناس والحسيمة والناظور ووجدة والدريوش.
وأضاف أن الفيلم، الذي تم تقديم عرضه ما قبل الأول في المكتبة الوطنية للمملكة المغربية في أبريل الماضي، قد أدرج مؤخرا ضمن برنامج مهرجان أكادير الدولي للسينما والهجرة.
وأشار إلى أنه سيعرض هذا الإنتاج في العديد من المهرجانات الدولية، خاصة في لاهاي وأرنيم بهولندا (يناير المقبل) وأنتويرب ببلجيكا (فبراير المقبل).
يذكر أن هذا اللقاء نظم من قبل المنتدى الدنماركي المغربي بالتعاون مع مؤسسة “حوار” ومجلس الجالية المغربية بالخارج، وجمعية المستثمرين المغاربة في الدنمارك، والجمعية المغربية للثقافة والاندماج.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.