اليوم الدولي للسلام: دعوة للعمل لإعادة إطلاق أهداف التنمية المستدامة من أجل عالم أفضل

0

يمثل اليوم الدولي للسلام، الذي يحتفل به العالم في 21 شتنبر من كل سنة، مناسبة متجددة لتسليط الضوء على المسؤولية الفردية والجماعية في تعزيز السلام وتدعيم مثله من أجل مستقبل مشترك أكثر ازدهارا.

ومن خلال الموضوع المختار لهذا العام “العمل من أجل السلام: طموحنا لتحقيق الأهداف_العالمية”، يسعى هذا اليوم أيضا ليشكل دعوة للعمل من أجل إعادة إطلاق أهداف التنمية المستدامة، والتي بدونها لا يمكننا بناء عالم أفضل.

ويتزامن الاحتفال باليوم الدولي للسلام لعام 2023 مع قمة أهداف التنمية المستدامة، مما يمثل نقطة منتصف الطريق في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة المبرمجة ضمن جدول أعمال الأمم المتحدة على مدى 15 سنة، والذي سجل تعثرا على أرض الواقع.

ويتم التركيز في هذه المحطة العالمية على أهمية تعبئة الجميع، خاصة الشباب، لإعطاء الأولوية لأهداف التنمية المستدامة والعمل لصالح السلام، سيما من خلال مكافحة عدم المساواة والاحتباس الحراري، وتعزيز حقوق الإنسان.

كما يشكل هذا اليوم مناسبة لتشجيع الشباب كافة على المشاركة بوصفهم فئة اجتماعية إيجابية وبناءة، وعلى الانضمام إلى الحراك الساعي إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإلى المساهمة في بناء سلام مستدام.

وفي رسالة بهذه المناسبة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على أن “العالم يحتاج إلى السلام الآن أكثر من أي وقت مضى”، محذرا من أن “الحروب والصراعات تسبب الدمار والفقر والجوع وتدفع بعشرات الملايين من البشر إلى النزوح من منازلهم” ، ومشيرا إلى أن “الفوضى المناخية منتشرة في كل مكان، وحتى الدول المسالمة تعاني من عدم المساواة الصارخة والاستقطاب السياسي”.

لهذا اجتمع القادة من جميع أنحاء العالم، يومي 18 و19 شتنبر في نيويورك، بمناسبة قمة أهداف التنمية المستدامة، المنعقدة في إطار الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، لتقييم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة لعام 2030.

ويهدف هذا الاجتماع رفيع المستوى والحاسم لهذا الأسبوع إلى “إعادة العالم إلى الطريق نحو مستقبل أكثر اخضرار ا ونظافة وأمانا وإنصافا للجميع”.

إن أهداف التنمية المستدامة، التي اعتمدتها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عام 2015، والتي تتعلق، من بين أمور أخرى، بالفقر والتعليم والمناخ والرخاء الاقتصادي والسلام، أصبحت الآن في خطر، وفقا لأحدث تقرير للسيد غوتيريس.

وبحسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة فإنه “لأول مرة منذ عقود، يتراجع التقدم في مجال التنمية جراء الكوارث المناخية والصراعات والتباطؤ الاقتصادي والتداعيات المتبقية لكوفيد-19″ ، موضحا أن ” المراجعة الموضوعية للتقدم المحرز بشأن تحقيق أهداف التنمية المستدامة في منتصف الطريق إلى غاية الموعد النهائي عام 2030 تكشف عن وجود تحديات كبيرة”.

وذكر السيد غوتيريس بأن “أحدث البيانات والتقييمات العالمية الصادرة عن المنظمات المسؤولة ترسم صورة مثيرة للقلق”، و أن “من بين ما يقرب من 140 هدفا يمكن تقييمها، يشوب نصفها اختلالات متوسطة أو كبيرة تحيد بها عن المسار المنشود”.

ويضيف التقرير، بأن أكثر من 30 في المائة منها لم تسجل أي تقدم، أو الأسوأ من ذلك، أنها تراجعت مقارنة عن الخط المرجعي لعام 2015، ومن ثم تبرز “الحاجة الملحة لتكثيف الجهود من أجل بقاء أهداف التنمية المستدامة على المسار الصحيح وتوفير مستقبل مستدام للجميع”.

ويحذ ر الأمين العام للأمم المتحدة من أنه “إذا استمر اتجاه الوضع على هذا النحو، سيظل 575 مليون شخص يعيشون في فقر مدقع في عام 2030، وسيحتاج الأمر إلى 286 عاما لسد هذه الفوارق”.

يشار إلى أن إعلان اليوم الدولي للسلام تم في عام 1981 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعد عقدين من الزمن، صوتت الجمعية العامة بالإجماع على تحديد هذا اليوم باعتباره فترة اللاعنف ووقف إطلاق النار.

وم ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.