مدينة إشبيلية تحتفي بالأنماط الموسيقية المغربية وبتنوع وغنى اتجاهاتها وألوانها الفنية

0

احتفت مدينة إشبيلية عاصمة جهة الأندلس على مدى ثلاثة أيام بمختلف الأنماط الموسيقية المغربية وبتنوع وغنى اتجاهاتها وألوانها الفنية وذلك في إطار البرنامج الذي أعدته ” مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط ” للمشاركين في الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي للدراسات حول منطقة الشرق الأوسط ( ووكميس ) الذي اختتم جلساته أمس الأحد .

وقدمت مجموعة من الفرق الموسيقية وبعض الأسماء الفنية المغربية خلال السهرات التي انتظمت في إطار هذا الحدث الثقافي والفني الدولي لوحات إبداعية تحتفي بالأنماط الموسيقية التقليدية والعصرية التي تشكل روافد أساسية ضمن الموروث الثقافي والفني المغربي لقيت استحسانا كبيرا من طرف الجمهور الذي تتبع فقراتها والذي ضم على الخصوص العديد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بجهة الأندلس إلى جانب مجموعة من رجال الفكر والثقافة والإيداع .

وسمحت هذه السهرات الفنية المجانية التي تم تنظيمها بتعاون وتنسيق مع وزارة الثقافة والاتصال للجمهور الذي تتبع فقراتها من استكشاف مختلف التعبيرات الموسيقية التراثية والعصرية التي تميز المشهد الفني المغربي والاستمتاع بوصلات غنائية من فن كناوة والملحون ومختلف مكونات الموروث التقليدي للأغنية المغربية إضافة إلى لوحات فنية من الموسيقى العصرية التي أبدعت بعض الأسماء في تقديمها بأداء وأسلوب أسر عشاق هذه الألوان الموسيقية .

وافتتح الفنان المهدي الناصولي الذي يبدع رفقة مجموعته الغنائية في فن كناوة هذه السهرات التي احتضنتها الحدائق الأندلسية بمقر ” مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط ” بتقديم حفل فني مزج فيه بين أداء وصلات من التراث الكناوي الذي يحيل على الألم والمعاناة وعلى الشكوى والأنين كما كرسه ( المعلمين ) الكبار لهذا اللون الفني وبين فقرات من فن الملحون وغيره من الأنماط الموسيقية التي تحتفي بالمقدس والمشترك بين الثقافات والشعوب .

وقال الفنان المهدي الناصولي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إنها المرة الأولى ” التي نقدم فيها أمام جمهور منطقة الأندلس وصلات فنية من التراث الكناوي ” مشيرا إلى أن هذا الحفل ” كان له طعم خاص رغم أنه سبق لنا إحياء حفلات أمام الجمهور الإسباني في مدن أخرى ” .

وعبر عن اعتزاز مجموعته ” بتقديم الأنماط الموسيقية التراثية المغربية التي تشكل جزء من هويتنا أما جمهور متعطش لاستكشاف مختلف التعبيرات الفنية المغربية ” مشيرا إلى أن مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط صاحبة هذه المبادرة ” تشكل حلقة وصل بين الثقافات بالمنطقة المتوسطية وبين القيم التي تحتفي بها الموسيقى والثقافة المغربية ” .

كما قدمت المجموعة الفنية ( روك بوت ) التي قدمت من الدار البيضاء لوحات موسيقية زاوجت فيها بين أنماط من موسيقى الروك والإيقاعات الغربية العصرية وبين الوصلات الشعبية المغربية التي لقيت استحسان المتتبعين .

وتمزج هذه الفرقة الموسيقية التي تأسست عام 2013 في إبداعاتها الفنية بين العديد من الأنماط والتيارات الموسيقية العصرية كموسيقى ( الريغي والفونك أو الروك ) وبين الإيقاعات الشعبية لتضفي أسلوبا فريدا يبرز هوية هذه الفرقة الموسيقية ويطبعها بطابع التفرد والخصوصية .

واختتمت هذه السهرات الموسيقية الفنانة الخنساء باطما التي قدمت وصلات موسيقية غربية بالإضافة إلى لوحات طربية من الموسيقى الشرقية .

وحسب خوسي مانويل سيرفيرا مدير ” مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط ” فقد وقع اختيار المنظمين على فنانين مغاربة يمثلون تيارات واتجاهات موسيقية متنوعة من أجل إحياء الحفلات الثلاث وذلك لإبراز تنوع وغنى التراث الموسيقي والفني المغربي والتعريف به أمام جمهور متعطش لاستكشاف التعبيرات الفنية المغربية الناقلة لقيم التسامح والتعايش واحترام الآخر ” .

وأضاف مانويل سيفيرا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن ” الهدف من هذه الاختيارات كان هو رغبتنا في إيصال رسالة من داخل إسبانيا حول حقيقة المغرب الجديد التي تعكسها إبداعات والأعمال الفنية لشبابه ” مؤكدا على أن ” طبيعة المؤسسة التي نشتغل في إطارها والتي هي مؤسسة إسبانية مغربية ساعدتنا على الاستعانة بالفنانين المغاربة واستقدامهم للاحتفاء بالأنماط الموسيقية المغربية بمدينة إشبيلية عاصمة جهة الأندلس ” .

وأكد أن المؤسسة استهدف من خلال هذه المبادرة تسليط الضوء على هذا الوجه الجديد للمملكة المغربية الغني بشبابه وبإبداعاتهم الفنية وأعمالهم التي تعكس قيم وموروث الحضارة المغربية العريقة مضيفا أن الوقت قد حان بالنسبة لسكان جهة الأندلس وللإسبان بصفة عامة من أجل استكشاف والتعرف على الدينامية التي تميز المغرب الجديد في مختلف القطاعات ومن بينها الساحة الفنية والموسيقية .

وقال إن هذا الهدف ما كان له أن يتحقق لولا الدعم الذي قدمته وزارة الثقافة والاتصال التي التزمت حتى النهاية من أجل إنجاح هذه المبادرة وضمان تألقها وإشعاعها .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.