أكد رئيس مؤسسة ألموكار، السيد محمد فاضل بنيعيش، مساء أمس السبت بطانطان أن موسم طانطان الذي ما فتئ يحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، “أضحى محفلا ثقافيا وتراثيا فريدا على المستوى الإقليمي والإفريقي العالمي”.
وأضاف السيد بنيعيش، خلال حفل بساحة (السلم والتسامح) في إطار الدورة ال14 للموسم ، حضره على الخصوص السادة وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والإقتصاد الاجتماعي محمد ساجد وكاتبة الدولة المكلفة بالسياحة لمياء بوطالب ووالي جهة كلميم واد نون عامل إقليم كلميم محمد الناجم أبهاي وعامل إقليم طانطان الحسن عبد الخالقي ورئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبو ظبي فارس خلف المزروعي، إن هذا الموسم أصبح أيضا “محطة للقاء الإنساني بين مختلف الجنسيات والثقافات المتنوعة”.
وفي ذات السياق أبرز أن مؤسسة ألموكار “تواكب كل مبادرة من شأنها الحفاظ والتعريف بالتراث الحساني وتنمية المدينة” مؤكدا حضورها، منذ إحداثها، ك”شريك مع قطاعات وزارية أو كمساهم مع المجتمع المدني في أكثر من 40 نشاطا ذي طابع اقتصادي أو ثقافي او اجتماعي عرفه إقليم طانطان”.
وبعد أن ذكر بمضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 42 للمسيرة الخضراء الذي ركز فيه جلالته على ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي الحساني كأحد روافد الهوية الثقافية المغربية ، أشار السيد بنيعيش الى أن المؤسسة منفتحة على مبادرات شباب المنطقة والمجتمع المدني الذي ينشط في الثقافة أو الرياضة أو الأنشطة السوسيو – اقتصادية، كما تحرص على تشجيع المبادرات والتظاهرات الفنية وتكريم أهل الفن والثقافة والابداع.
واكد أن المؤسسة تحرص على يكون برنامج كل دورات الموسم، الذي ينظم هذه السنة تحت شعار “موسم طانطان: عامل إشعاع الثقافة الحسانية”، غنيا ومتنوعا وشاملا لكل مكونات الثقافة الحسانية من فنون فرجوية وتربية وسباق الإبل وفروسية وخيام موضوعاتية تبرز التراث المحلي .
وفي سياق دورة 2018 للموسم، أكد السيد بنيعيش أن اختيار الصين ضيف شرفها يتزامن مع الاحتفال بالذكرى ال 60 لإقامة العلاقات المغربية الصينية التي توطدت خلال الزيارة الملكية لهذا البلد وإعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وكذا لدور الصين كفاعل اقتصادي محوري في المنتظم الدولي.
ونوه السيد بنيعيش بدولة الإمارات لاعتبارها فاعلا أساسيا في الاحتفاء بالموسم ولما تبديه من عناية واهتمام بترسيخ هذا اللقاء وربط جسور التواصل بين الشعبين المغربي والإماراتي.
من جهته قال وزير السياحة إن شهرة موسم طانطان تعدت المغرب، مضيفا أنه ساهم بشكل كبير في تزايد اهتمام المستثمرين بالمؤهلات الكبيرة التي تزخر بها المنطقة وكذا في إشعاع الثقافة الحسانية.
وشدد على بذل كل الجهود لإنعاش قطاع السياحة والصناعة التقليدية بهذه المنطقة، المعروفة بمهاراتها في هذا المجال.
وبعد أن أبرز عمق العلاقات بين المغرب والصين، ضيف شرف الدورة ال 14 لموسم طانطان، عبر السيد ساجد عن أمله في أن يرتفع عدد السياح الصينيين الذين يزورون المغرب لاكتشاف المؤهلات التي تزخر بها جميع جهات المغرب .
من جانبه أكد السيد المزروعي أن مشاركة الإمارات في موسم طانطان منذ سنة 2014 هي مناسبة سنوية متجددة للتأكيد على العلاقات التاريخية المميزة بين المغرب والإمارات ، مضيفا أن هذه المشاركة ، المتنوعة والشاملة، تساهم في تعزيز مشاعر الفخر بالتراث المحلي وترويجه .
وتميز هذا الحفل بعروض للفروسية التقليدية (التبوريدة) وعروض فرجوية تحيل على تراث المنطقة .
ويعد موسم طانطان الذي تم إدراجه من طرف منظمة اليونسكو ضمن التراث الشفهي غير المادي والإنساني عام 2005، والمسجل ضمن القائمة الممثلة للتراث الثقافي غير المادي والإنساني عام 2008 ويختزن جميع مكونات الثقافة الحسانية، لحظة مهمة لقبائل الأقاليم الجنوبية المغربية للاعتزاز بتاريخهم، ومرآة حقيقية تعكس قوة وجمالية الثقافة الصحراوية كموروث حضاري مغربي عريق وحقيقي