مدير المهرجان: الدورة الـ49 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش حقق نجاحا كبيرا على جميع المستويات
أكد مدير المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش، السيد محمد الكنديري، أن الدورة ال49 من هذا المهرجان، التي اختتمت فعاليتها مساء أمس السبت، حققت نجاحا كبيرا على جميع المستويات.
وأضاف السيد الكنديري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا النجاح مرده إلى الجماهير الغفيرة من الساكنة المحلية وزوار المدينة الحمراء من المغاربة والأجانب، التي كانت تحج بكثافة كل مساء لمشاهدة فقرات هذه الفنون الشعبية بمختلف الفضاءات التي خصصت لتقديم هذه العروض سواء بقصر البديع أو ساحة جامع الفنا، التي كان يحج إليها ما يقارب 15 ألف متفرج كل مساء، أو ساحة الحارثي التي كانت تستقطب أزيد من 5000 متتبع كل مساء.
كما يستشف هذا النجاح، يضيف السيد الكنديري، من خلال عدد الفرق الفولكلورية المشاركة في المهرجان والتي ناهزت 40 فرقة، مثلت مختلف جهات المملكة، ومن حيث عدد الفنانين (600 فنان)، وهو ما شكل سابقة في تاريخ المهرجان من حيث عدد الفنانين المشاركين.
وأبرز أن هذا النجاح من شأنه تشجيع الجهات المنظمة على الاستعاد بكيفية أكثر مهنية واحترافية للدورة المقبلة، التي تعد بالعديد من المفاجآت، وذلك بغرض تثمين هذا التراث وإعطائه المكانة التي يستحقها على الساحة الثقافية المحلية والوطنية والدولية.
وأشار إلى أن هذه الدورة ستكون محفزة وبداية لإرساء مشروع طموح يقضي بإدراج هذا المهرجان ضمن التراث العالمي للإنسانية من طرف اليونيسكو، بهدف الحفاظ على التراث اللامادي الوطني وضمان استمرارية الفنون الشعبية الوطنية.
وتمير حفل اختتام هذه التظاهرة الفنية بتنظيم أمسية فنية فولكلورية جسدت من خلالها الفرق المشاركة غنى وتنوع الموروث الثقافي المغربي، حيث كان مسرح قصر البديع الذي غص بالمتفرجين، على موعد مع فرق فولكلورية تمثل عدة جهات من المملكة.
كما تميزت هذه الأمسية بتكريم “روايس” بعض الفرق الفولكلورية الوطنية الذين ساهموا في الحفاظ على هذا الموروث اللامادي.
ويعد هذا المهرجان، المنظم من قبل وزارة الثقافة والإتصال وجمعية الأطلس الكبير بمراكش، حدثا ثقافيا مهما في التاريخ المغربي المعاصر، وسبق له أن أعلن أحد روائع التراث الشفهي اللامادي الإنساني من طرف اليونيسكو سنة 2005، لكونه يعبر عن مبادئ الإخاء والسلم والأصالة الثقافية.
وعرفت هذه التظاهرة الثقافية والفنية، التي احتضن معظم فقراتها قصر البديع بمراكش، مشاركة فرق فولكلورية تمثل عددا من المدن، كالدقة المراكشية، عبيدات الرما، والعيطة، ورقصة الركبة من زاكورة، وفرقة أحواش من ورزازات، وفرقة قلعة مكونة، وروايس سوس، وألحان الحساني، ورقصة الكدرة، فضلا عن مشاركة مجموعات موسيقية يمثلون مناطق وسط المغرب والشرق والشمال.
كما عرفت هذه الدورة، التي استقبلت بعض فقراتها فضاءات معروفة بالمدينة كساحة جامع الفنا والحارثي وساحة باب دكالة، لتمكين جميع زوار المدينة مغاربة وأجانب من الإطلاع على غنى وتنوع الفولكلور المغربي، مشاركة فرق أجنبية من الكوت ديفوار ومالي والصين.
وموازاة مع هذه التظاهرة الثقافية والفنية، نظمت ندوة دولية تحت موضوع ” الأغاني والموسيقى الإفريقية، المتوسطية، التأثيرات والمؤثرات”، وعرفت مشاركة جامعيين وباحثين في التراث والموسيقى الشعبية.