ريادة المغرب في مجال الطاقات المتجددة محور لقاء بروما

0

أبرز مسؤولون وخبراء ومستثمرون مغاربة وإيطاليون، مساء الأربعاء بروما، ريادة المملكة في مجال الطاقات المتجددة، وذلك خلال فعالية أقيمت على هامش النسخة الثالثة عشرة من مهرجان الدبلوماسية.

وسلط المشاركون، خلال هذا اللقاء المنظم تحت شعار “بزنس فوكس المغرب”، الضوء على الفرص التي يتيحها المغرب للاستثمار في قطاعات معينة، من ضمنها قطاع الطاقة، الذي أضحى سوق ا داعما مكن البلاد من فتح الطريق أمام الطاقة الكهروضوئية وإنشاء سوق واعدة وتنافسية.

وبهذه المناسبة، أبرز المستثمرون الإيطاليون العلاقات المتينة التي تربط البلدين في إطار تعاون استراتيجي ومثمر، داعين إلى تعزيز هذا التعاون والاستفادة من موقع المغرب الاستراتيجي، باعتباره حلقة وصل بين القارتين الأوروبية والأفريقية.

وفي هذا الصدد، أكد المدير العام للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، سعيد ملين، أن “المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، التزم منذ عدة سنوات بورش الاستدامة، مع إعطاء الأولوية للطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية “.

وذكر المسؤول المغربي أن المملكة بدأت بتعليمات ملكية السامية، تحولها الطاقي سنة 2009، من خلال تحديد أهداف تشمل أساسا زيادة حصة الطاقات المتجددة في مزيجها الطاقي بحلول سنة 2030، لبلوغ 52 بالمائة، مشيرا إلى أن البلاد لديها رؤية واضحة وسياسة استباقية لتحقيق أهدافها في هذا القطاع الحيوي.

وقال السيد مولين إن المغرب اتخذ، في هذا الإطار، جميع الإجراءات اللازمة، على المستويين التنظيمي والمؤسساتي، مضيفا أنه تم اعتماد عدد من الأدوات والآليات لتعزيز الاستثمارات في الاقتصاد الأخضر.

كما استعرض المسؤول البرامج والاستراتيجيات المختلفة التي تم وضعها لتعزيز هذا القطاع ، مشيرا إلى أن المنظمات والمؤسسات الوطنية المتخصصة في مجال الطاقة، بما في ذلك الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية ، تسهر على “مواكبة وثيقة لهذا القطاع الواعد الذي يعتمد على إنتاج طاقة نظيفة وخلق فرص عمل “.

وحسب السيد مولين، فإن المملكة تزخر بمؤهلات كبيرة لتحقيق التحول الطاقي وخاصة الطاقات المتجددة والهيدروجين، حيث يمكنها التموقع كرائدة ومنصة إقليمية حقيقية للإنتاج والتصدير من الدرجة الأولى، على مفترق طرق أوروبا وإفريقيا.

من جهته، أشار مدير قطب العمليات بالوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، رشيد بياض، إلى أن “المغرب أصبح من الدول الرائدة في مجال الطاقات المتجددة، بما أن أكثر من 4000 ميغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية يتم إنتاجها في المملكة”.

وقال بياض إن المغرب ينخرط في سياسة إرادية لتطوير الطاقات المتجددة بشكل كبير، سواء من خلال المشاريع الكبرى أو النجاعة الطاقية، مسجلا أن الأمر يتعلق اليوم ب “طموح يرتقي إلى أعلى مستوى تم تأكيده من خلال مسار مهم على مدى العقد الماضي مع إطلاق العديد من المشاريع “.

وأشار إلى أن “قطاع الطاقة يمر بتحول على جميع المستويات”، مبرزا أن “المغرب يتوفر على مؤهلات كبيرة ليصبح منصة للطاقات المتجددة، كما يتمتع برصيد تقني مهم للغاية في هذا المجال”.

وأوضح المسؤول أن مجموعة (مازن) تضع تثمين الموارد المتجددة في صلب استراتيجيتها، لخلق قوة لا تنضب للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمغرب ودول أخرى.

وتابع بالقول إنه بالإضافة إلى إنتاج الكهرباء، من خلال مشاريع كبيرة وتعبئة التمويلات الضرورية، تسعى (مازن) إلى تحفيز تطوير نسيج اقتصادي تنافسي يجمع المهارات الموجودة ويسهم في خلق مهارات جديدة، مستشهدا بالمشاريع المختلفة التي نفذها هذا الفاعل الوطني المركزي في مجال تثمين الموارد المتجددة.

من جانبه، قال نائب رئيس البعثة في سفارة المغرب في إيطاليا، حسن بن علال، إن المملكة أطلقت إصلاحات كبيرة في إطار سياسة “استباقية وشاملة” تهدف إلى تحسين مناخ الأعمال، ودعم المقاولات، وتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات، ولاسيما في الطاقة.

وشدد الدبلوماسي المغربي على أن الطاقات المتجددة توفر ميزة تنافسية تجذب المستثمرين، مشيرا إلى أنه بفضل ديناميكية التنمية المستدامة وقربها من الأسواق الأوروبية وديناميات الابتكار وسياسة المناخ الطموحة التي يقودها جلالة الملك، يواصل المغرب، الذي كان دائما في الطليعة، تنويع شركائه على المستوى الدولي، ولا سيما في إفريقيا التي تتمتع بمؤهلات كبيرة من حيث الطاقات المتجددة.

في هذا الصدد، أشار السيد بن علال إلى أن المغرب والاتحاد الأوروبي أبرما مؤخرا مذكرة تفاهم بشأن إقامة شراكة خضراء، مما يجعل المملكة أول دولة تعقد مثل هذه الشراكة مع بروكسيل.

وأوضح أن هذه الاتفاقية تهدف إلى إقامة شراكة خضراء بين الشركاء في مجالات مكافحة تغير المناخ وانتقال الطاقة وحماية البيئة وتعزيز الاقتصاد الأخضر والأزرق.

يذكر أن هذا اللقاء شكل مناسبة لتسليط الضوء على إمكانات الأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي ستضطلع بدور مهم في التحول الطاقي للبلاد، نظرا لكون هذه الأقاليم تحتضن جزءا من إنتاج الكهرباء الوارد من الطاقات المتجددة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.