تم تسليط الضوء على التراث الثقافي اليهودي المغربي وقيم السلام والتسامح والتعايش التي تدعو إليها المملكة، خلال سلسلة من الفعاليات بلوس أنجليس، نظمتها هذا الأسبوع الجالية اليهودية المغربية المقيمة بهذه المدينة الأمريكية.
فعلى غرار العامين الماضيين، احتفل أعضاء الطائفة السفاردية “أم حبانيم” في لوس أنجليس بأسبوع المغرب، الذي يصادف 19 نونبر، التاريخ الذي أعلنه مجلس مدينة لوس أنجليس “يوما للتراث المغربي”.
واغتنم أفراد الجالية المغربية، يهودا ومسلمين، البرنامج الثقافي الثري لهذا الحدث، المنظم بشراكة مع سفارة المملكة في الولايات المتحدة والخطوط الملكية المغربية، لتسليط الضوء على ارتباط مغاربة العالم الراسخ بوطنهم الأم.
وتميز هذا الأسبوع بإطلاق جامعة كاليفورنيا المرموقة، في لوس أنجليس (UCLA) لمبادرة الدراسات اليهودية المغربية. ويهدف هذا البرنامج الفريد من نوعه، الذي أطلق بفضل جهود عالم الأنثروبولوجيا المغربي أومار بوم، المتخصص في الثقافة اليهودية، إلى تسليط الضوء على الثقافة اليهودية المغربية، كما حافظ عليها 100 ألف يهودي من أصل مغربي يعيشون في الولايات المتحدة.
وترافق الحدث بحفل مؤثر قدمته أوركسترا جمعت وجهين بارزين للأغنية المغربية واليهودية، وهما المغربي عبد الرحيم الصويري والإسرائيلي موشيه لوك. وقد أدى هذا الثنائي في تناغم تام، مجموعة متنوعة من الأغاني باللغتين العربية والعبرية.
وعلى إثر هذا الحفل الذي تفاعل معه الحضور بقوة تم منح الفنانين “شهادة تقدير” سلمها عضو الجمعية التشريعية في كاليفورنيا أدرين نازاريان.
وقال الحاخام جوشوا بيتام، من الطائفة السفاردية “أم حبانيم” في لوس أنجليس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “يوم الثلاثاء شهد حدثا هاما في كنيسنا، تمثل في حفل موسيقي انسجم فيه المغاربة، مسلمون ويهودا، للاحتفال بثقافتنا وتراثنا المشترك الذي نفخر به”.
وحضر العديد من المصلين، يوم الأربعاء، أمسية “بقاشوت”، لأداء أناشيد دينية عبرية مصحوبة بألحان أندلسية.
وفي مداخلة بهذه المناسبة، تضرع الحاخام جوشوا بيتان إلى الله العلي القدير بأن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وينعم على جلالته وكافة أفراد الأسرة الملكية بموفور الصحة والسعادة والعمر المديد. كما تم الترحم على روحي جلالة المغفور لهما محمد الخامس و الحسن الثاني.
وأبرز الحاخام في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء دور جلالة الملك كمدافع عن قيم التسامح والوئام، مشيدا بالعناية التي يحيط بها جلالته أفراد الطائفة اليهودية المغربية وجهوده من أجل المحافظة على التراث اليهودي المغربي.
وأضاف الحاخام أن “المغرب بطبيعته بلد الوئام والتسامح والود”، مشيرا إلى أن “المملكة اليوم على وجه الخصوص، يمكن أن تشكل نموذجا لما يعنيه التعايش بين السكان من أديان مختلفة في وئام واحترام وتقدير متبادل”.
وقال رجل الأعمال ريتشارد الغريشي، عضو مجلس إدارة “أم حبانيم”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء: “لقد سعدنا باستعادة الألحان والإيقاعات التي عشناها في طفولتنا، والموسيقى التي كان يستمع إليها آباؤنا وأجدادنا خلال تجمعات الأسرة والاحتفالات في المغرب”.
وأضاف الغريشي “على الرغم من المسافة التي تفصلنا عن بلدنا الأصلي، فإن مستقبل المغاربة في كاليفورنيا واعد بفضل حبهم وتعلقهم ببلدهم”.
و م ع/هـ