جرى، اليوم الجمعة بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، تقديم ببليوغرافيا مختارة حول الصحراء المغربية، وذلك بمناسبة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة.
وتشمل هذه الببليوغرافيا الخاصة بالصحراء المغربية، التي عملت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية على إصدارها، مختلف الحوامل الورقية والرقمية، التي ألقت أضواءها الكاشفة على كل جوانب ومجالات تاريخ الصحراء المغربية وحاضرها الزاهر ومستقبلها المنشود، كما تضم معظم الإنتاج العالمي بهذا الخصوص بكل اللغات.
وتشمل هذه الببليوغرافيا التي تتألف من 5 أجزاء ،أيضا، كل الكتب التي عالجت جانبا من جوانب الصحراء المغربية سواء بعد استرجاعها سنة 1975 أو قبل ذلك من خلال رصد ما كتب في بدايات القرن الماضي من طرف شخصيات سياسية أو عسكرية أو من طرف علماء باحثين سواء في البيولوجيا والجيولوجيا والمناخ أو ما يتعلق بالعلوم الإنسانية كالتاريخ والجغرافيا والعلاقات الدولية وعلم الاجتماع والأنتروبولوجيا والأدب واللسانيات وما إلى ذلك من علوم ومعارف.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، السيد محمد المهدي بنسعيد، أن هذا الحدث الثقافي يندرج في إطار التظاهرات المخلدة لذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، مستحضرا “الخطاب التاريخي لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، مبدع المسيرة الخضراء ومحرر الأقاليم الجنوبية المغربية”.
وأضاف في تصريح للصحافة أن تقديم هذه الببليوغرافيا هو مناسبة لاستحضار نضالات وصنيع 350 ألف متطوع ومتطوعة من كل شرائح المجتمع المغربي سنة 1975، الذين توجهوا في مسيرة سلمية، صوب الأقاليم الجنوبية لتحريرها واستكمال الاستقلال الوطني والوحدة الترابية للمملكة.
من جهته، أكد مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، السيد محمد الفران، أن إصدار هذا العمل “جاء وعيا منا لما لهذه الببليوغرافيا من أهمية كبيرة في جمع ومعالجة وحفظ الرصيد الوثائقي الوطني والتعريف به، ووضعه رهن إشارة من يهمه الأمر في هذا المجال، ولما يقدمه أيضا هذا النوع من الببليوغرافيات للباحثين المغاربة والأجانب من مساعدة في الوقوف على البحوث والدراسات والمصادر في أقصر وقت وبأقل جهد ممكن”.
وأبرز السيد الفران، في كلمة بالمناسبة، أن الحدث التاريخي للمسيرة الخضراء ناهز نصف قرن من الزمن عرفت خلاله البحوث والدراسات إنتاجا غزيرا وتراكما كبيرا أخذ أحجاما متفاوتة، وحوامل متعددة ومتنوعة، وانصبت عنايته بالقضية الوطنية على جميع المستويات بما فيها التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأدبية وما إلى ذلك من المجالات.
وقال السيد الفران “لقد وقفنا على منتوج تتزايد وتيرته باطراد وتتسع مجالات اهتمامه وزوايا نظره في تواز وتقاطع في كثير من الأحيان سواء على المستوى الوطني أو على مستوى الإنتاج الأجنبي باللغات العربية والفرنسية والإسبانية والانجليزية وغيرها”.
وأضاف أن هذا العمل جاء ثمرة تضافر مجهودات العاملين في المكتبة الوطنية لما يناهز سنتين من الزمن، “استطعنا من خلالها أن نجمع رصيدا هائلا من الكتب والوثائق الورقية والرقمية سنسعى، في المستقبل القريب، أن يضمها مركز سيخصص للرصيد الوثائقي حول الصحراء المغربية، ويسهل من جهة أخرى على الباحثين والدارسين وغيرهم الاطلاع عليه في عين المكان، ورقيا ورقميا، والاستفادة مما يضمه من نوادر وذخائر”.
وأفاد السيد الفران بأن المكتبة الوطنية ستنجز مجموعة من المشاريع الخاصة ببليوغرافيات وطنية مختارة كببليوغرافيا المخطوطات الأمازيغية في خزائن المكتبات المغربية، وأيضا في المكتبات العالمية الأخرى، وببليوغرافيا المدينة المغربية وببليوغرافيا مغربية حول إفريقيا تضم المخطوطات والمطبوعات وغيرها من المشاريع الرامية إلى خدمة الباحثين والمختصين والمهتمين.
الحدث/ماب