سياسة الهجرة: تسليط الضوء على ريادة المغرب في إفريقيا خلال ندوة بالشيلي

0

أكدت سفيرة المملكة بالشيلي، السيدة كنزة الغالي، أن المغرب اعتمد سياسة للهجرة متعددة الأبعاد مكنته من الاضطلاع بدور ريادي في هذا المجال على مستوى القارة الإفريقية.

واستعرضت الدبلوماسية المغربية، التي عقدت ندوة بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والشيلي، الإجراءات العديدة التي نفذها المغرب من أجل هجرة نظامية ومنظمة وآمنة.

وأشارت السيدة الغالي إلى أن هذه السياسة متعددة الأبعاد تستهدف كلا من المغاربة الذين هاجروا إلى الخارج، بمن فيهم الأطفال غير المصحوبين بذويهم، وكذلك الأجانب، ومعظمهم من مواطني جنوب الصحراء، الذين يأتون للاستقرار في المغرب أو الذين يجعلون من المملكة منطقة عبور إلى دول أجنبية.

وذكرت السيدة الغالي، خلال هذه الندوة التي نظمها، مؤخرا، عن بعد المركز الثقافي محمد السادس لحوار الحضارات بالشيلي وجامعة فرونتيرا الشيلية، بأن المغرب من بلد منشأ للهجرة، أصبح على مر السنين بلدا لاستقبال وعبور للهجرة من إفريقيا جنوب الصحراء، بسبب موقعه الجغرافي المتميز على بعد بضع كيلومترات من أوروبا.

وأشارت إلى أن هذا الواقع الجديد دفع السلطات المغربية إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات حتى تتم هذه الهجرة، التي هي حق غير قابل للتصرف، بطريقة قانونية ونظامية ومنظمة وآمنة.

واعتمد البرلمان المغربي إطارا تنظيميا جديدا، ليحل محل تشريع قديم يعود تاريخه إلى زمن الحماية والذي لم يعد يلبي المتطلبات الجديدة لواقع الهجرة.

وبحسب السيدة الغالي، فإن التشريع الجديد مكن المغرب من تنظيم وتوجيه تدفقات الهجرة، مما أدى حتى الآن إلى تسوية أوضاع حوالي 150 ألف مهاجر، غالبيتهم العظمى من إفريقيا جنوب الصحراء.

وفي معظم الحالات، تم دفع هؤلاء الأشخاص إلى مغامرة الهجرة بسبب المجاعة أو الحروب أو الاضطهاد أو المشاكل الناجمة عن تغير المناخ.

وقالت السفيرة المغربية إنه في ظل هذه القيود، فإن سياسة الهجرة التي وضعها المغرب توفر نظام حماية صحية للمهاجرين النظاميين وأسرهم وتكييف نظام التعليم المغربي مع احتياجات أطفالهم.

وكانت هذه السياسة الاستباقية والإنسانية التي اعتمدها المغرب حاسمة لكي ي نظر إليه على أنه رائد في هذا المجال من قبل نظرائد الأفارقة.

وذكرت السيدة الغالي أنه تقديرا لمقاربة المغرب الطلائعية في هذا المجال، عين الاتحاد الإفريقي صاحب الجلالة الملك محمد السادس قائدا إفريقيا في قضية الهجرة.

كما أشارت إلى اختيار المغرب لاستضافة المرصد الإفريقي اللهجرة، ومقره بالرباط، هذه الهيئة، التي تمكن، من بين أمور أخرى، من توفير قاعدة بيانات حول قضايا الهجرة، تروم تزويد القارة الإفريقية بأداة فعالة تتيح معرفة أفضل لظاهرة الهجرة وأدوات فعالة لجمع وتحليل وتبادل البيانات بين الدول الإفريقية.

وتطرقت السيدة الغالي أيضا إلى انعقاد المؤتمر الحكومي الدولي في المغرب لاعتماد الميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية (دجنبر 2018)، والذي توج بإصدار “ميثاق مراكش”، الذي أصبح وثيقة مرجعية في مجال الهجرة للمجتمع الدولي بأسره. وأبرزت الدبلوماسية المغربية، في الأخير، التعليمات الأخيرة التي أصدرها جلالة الملك بشأن تسوية نهائية لقضية القاصرين المغاربة غير المصحوبين بذويهم، والذين هم في وضع غير قانوني في بعض الدول الأوروبية.

و.مع/ح.ك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.