أكاديمية المملكة المغربية تصدر كتاب “سكان وأقاليم المغرب الكبير من القرن السابع إلى القرن الحادي عشر” لمؤلفه غريغوري لازاريف

0

أصدرت أكاديمية المملكة المغربية، حديثا كتاب “سكان وأقاليم المغرب الكبير من القرن السابع إلى القرن الحادي عشر (650-1050): أربعة قرون من التاريخ الجغرافي بالمغرب الكبير” لمؤلفه غريغوري لازاريف.

ويقترح هذا العمل معالجة تيمتين من تيمات التاريخ الجغرافي، هما الأقاليم السياسية وتاريخ التجمعات البشرية، من خلال محاولة إعطاء صورة لمناطق وسكان المغرب الكبير خلال أربعة قرون بدءا من منتصف القرن السابع حتى منتصف القرن الحادي عشر.

وقال المؤرخ برنارد روزنبرغر في تقديم هذا الإصدار إن هذا العمل المهم للغاية لا يحتوي فقط على عدد كبير من المعلومات، وإنما أيضا على رؤية جديدة تستند إلى علاقة وثيقة بين الجغرافيا والتاريخ.

وأضاف أن هذا العمل يتألف من ثلاثة أجزاء يتناول أولها جزءا من التاريخ الجغرافي يتعلق بالأقاليم السياسية، موضحا أن هناك ثلاث فترات أو أزمنة شهدت إعادة تشكل لهذه الأقاليم.

وأشار إلى أن الجزء الثاني يعرض لمناطق المغرب الكبير والصحراء في محاولة لفهم التسلسلات التي يمكن أن تفسر التجمعات البشرية التي قدم البكري وآخرون عنها صورة في القرن الحادي عشر، مضيفا أن الجزء الثالث يتناول تفكيرا في الدروس التي استخلصها من أبحاثه.

وفي مقدمة هذا المؤلف، أكد محمد الناصري، رئيس الجمعية الدولية للبحث الإدريسي، والذي ساهم في دعم هذا الإصدار، أن هذا العمل الذي كان ثمرة عمل بحثي طويل الأمد، يعالج موضوع السكان والأقاليم بالمغرب الكبير من خلال تاريخهما الجغرافي خلال فترة القرون الوسطى.

وأضاف أن البعد الأول لهذا المؤلف هو المساهمة في الذاكرة التاريخية للمغرب الكبير خلال الفترة الممتدة من نهاية الفترة البيزنطية من القرن السابع إلى منتصف القرن الحادي عشر، مشيرا إلى أن البعد الثاني يحيل على المقاربة المنهجية، والمتعلقة بالتاريخ الجغرافي.

وأبرز الناصري أن البعد الآخر هو خصوصية الجغرافيا السياسية المغاربية التي تنبثق بشكل جيد من دراسات الحركات القبلية، مشيرا إلى أن هذا المؤلف هو عمل كثيف ومضن.

وينقسم المؤلف الذي يقع في 483 صفحة إلى ثلاثة أجزاء، يتناول أولها الأقاليم السياسية من خلال أربعة فصول: “نظرات حول المغرب الكبير السياسي قبل وصول الإسلام” ، و”الفترة الأولى للعصر الوسيط للمغرب الكبير 650-760 / 790″ ، و”الفترة الثانية للعصر الوسيط للمغرب الكبير، 770-900 “و”الفترة الثالثة للعصر الوسيط للمغرب الكبير 900-1050”.

ويركز الجزء الثاني على “الجغرافيا الإقليمية للتجمعات البشرية” من خلال فصول عن “سكان مغرب الأقصى” ، و”سكان المغرب العربي الأوسط” ، و”سكان إفريقية وليبيا” ، و”الصحراء الوسطى والشرقية” ، و”المدن والساحل” و”البربر في الأندلس وصقلية”.

أما الجزء الثالث، فخصص للموضوعات والتساؤلات. وهو مقسم إلى فصول تتناول “وصف القرون الوسطى للتاريخ الجغرافي للمغرب الكبير” ، و “الاوساط والنشاط الرعوي”، و”المجتمعات الرعوية والجيوسياسية” ، و “الأعراق والأنساب” ، و “القبائل ، الأيديولوجيات والأديان” ، و “جغرافية اللغات” و”الهجرات والتهجير”.

يذكر أن هذا المؤلف مرفوق بجدول خرائط أقاليم المغرب الكبير خلال الفترة المدروسة.

وحصل غريغوري لازاريف على تعليم جامعي متعدد يشمل علم الأنساب والجغرافيا وعلم الاجتماع والاقتصاد. وكان موظفا سابقا بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، وينسق مع البنك الدولي ومؤسسات تمويل أخرى (أمريكا اللاتينية ، غرب أفريقيا ، المغرب العربي ، جنوب شرق آسيا).

ويعمل منذ سنة 1994، مستشارا مستقلا، ولا سيما في المغرب لفائدة وزارة الفلاحة والمندوبية السامية للتخطيط. ويشارك بطريقة متقطعة ولكن ثابتة في الدورات والندوات الجامعية، ويقود العديد من الأعمال البحثية حول المغرب الكبير، والتي يمكن الرجوع إليها عبر شبكة الإنترنت (Academia.edu).

و.مع/ح.ما

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.