استياء أوروبي ودولي على قرار البرلمان الأوروبي

0

الحدث- الرباط

خلف قرار البرلمان الأوروبي القاضي برفض “استخدام المغرب ملف الهجرة في سبتة” انتقادات واسعة من داخل البرلمان الأوروبي الذي قاطع العديد من أعضائه التصويت على ذات القرار. كما أحدث استياء كبيرا في الوسط السياسي الأوروبي، وإجماعا كبيرا وقويا للبرلمان العربي، والبرلمان الإفريقي، والجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجي، والعديد من المنظمات العربية والإسلامية والدولية التي استنكرت إقدام البرلمان الأوروبي على هكذا خطوة غير محسوبة سياسا ضد المملكة المغربية، بالنظر إلى دورها كحليف استراتيجي في محاربة الهجرة والتطرف والإرهاب تعززها الأرقام والأحداث ، وكذا المستوى  المتميز للتنسيق الأمني الجاري بين المغرب والاتحاد الأوروبي.

وهكذا، عبر العديد من ممثلي شعوب القارة العجوز عن رفضهم مبادرة بعض زملائهم إلى تمرير قرار معاد للمغرب وإقحام مؤسستهم النيابية في الأزمة الثنائية الإسبانية – المغربية. فقاطع هذا القرار المثير للجدل، أزيد من نصف أعضاء البرلمان الذين وصفوه “بالمتهور” في استعداء المغرب، الشريك الأساس والمهم للاتحاد الأوروبي.

توماش و ريس..”صوتنا ضد القرار”

وفي السياق ذاته، قال النائب التشيكي “توماش زديتشوفسكي”، “وجدت صعوبة في دعم هذا القرار وصوتت ضده. لست متأكدا من أنه يجب أن يؤخذ على محمل الجد، لأنه يستند إلى مزيج من الأخبار المزيفة”، مردفا أن “هذا القرار له نتائج عكسية بالنسبة للعلاقة بين المغرب وإسبانيا”. مشيرا إلى أن “المغرب لطالما كان شريكنا الجاد والموثوق به بالنسبة للاتحاد الأوروبي، كان من أفضل الشركاء في إفريقيا، ولهذا السبب لم أرغب في دعم هذا القرار”.

ورفضت النائبة الأوروبية البلجيكية “فريديريك ريس” قرارالبرلمان الأوروبي الذي لا يخدم مصالح أوروبا، وقالت، “صوتت ضد هذا القرار، الذي يفعل كل شيء، باستثناء الدعوة إلى وقف التصعيد”. وأضافت أن “الحكمة تقتضي أن يدعو البرلمان إسبانيا والمغرب إلى تعزيز تعاونهما..وبدلا من ذلك فإن القرار يدين شريكنا الإستراتيجي المغربي، ويلتزم الصمت بشأن مسؤوليات قوات النظام الإسباني في أعمال العنف التي أبلغت عنها المنظمات غير الحكومية، والتي فتح القضاء الإسباني تحقيقا بشأنها”. مشيرة إلى أن “الدبلوماسية الفعالة والبراغماتية تعتمد كافة الأساليب إلا التصعيد؛ وهذا النص على العكس من ذلك، هو خطأ من عنوانه”.

كيوشيوك وجادي.. سياسة الهجرة في الاتحاد غير مجدية

وأكدعضو البرلمان الأوروبي “إلهان كيوشيوك” منتقدا سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي، التي “لا ترقى إلى مستوى التحديات الحالية”، مشيرا إلى أنه “بدلا من البحث عن المواجهة يتعين البحث عن سبل لتعزيز التعاون”. مشددا على “ضرورة تسوية الخلافات الثنائية بين الشركاء المقربين من خلال الحوار الدبلوماسي”؛ مبرزا جهود المغرب في ما يتصل بالتعاون في مجال الهجرة، ومثمنا قرار المملكة بشأن عودة القاصرين غير المرفوقين في أوروبا.

وعبر النائب الدنماركي “سورين جادي”، عن رفض القرار قائلا، “لا يعكس درجة الثقة والقوة التي تميز العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي”، ولذلك يضيف: “قررت عدم التصويت لصالح القرار. أعتقد أنه من المهم أن تكون هناك علاقات موثوقة ووثيقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي”.

وفي نفس السياق، اعتبر النائب الفرنسي”دومينيك ريكي” “أنه ليس من شأن هذا القرار، الذي يأتي في وقت يستعيد الوضع طبيعته، تهدئة الأمور”، مؤكدا، “ليس هناك ما يبرر توتر العلاقات مع المغرب الذي يظل شريكا رئيسيا لأوروبا في إفريقيا على جميع المستويات: الهجرة والأمن والاقتصاد..”، مبرزا على أن العلاقة المتميزة  بين المغرب والبرلمان الأوروبي”ينبغي على العكس تعميقها وتقويتها”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.