أي موقف جيو-سياسي إقليمي يتعين أن يأخذ بعين الاعتبار الموقع الجيو-استراتيجي للمغرب

0

تحت عنوان “حقيقة المغرب”، جاء في افتتاحية النسخة العربية لمجلة “باب” الشهرية في عددها الحادي عشر، أن الموقع الجيو-استراتيجي للمغرب يجعل منه بلدا محوريا. ويتعين على أي موقف جيو-سياسي إقليمي أن يأخذ هذا الواقع الجغرافي بعين الاعتبار.

وأبرزت الافتتاحية، التي كتبها السيد خليل الهاشمي الادريسي المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن المغرب “بلد بواجهتين بحريتين، أطلسية ومتوسطية، وهو أيضا بوابة نحو أوروبا وممر إجباري للوصول إلى غرب إفريقيا. إنها الحقائق العنيدة التي تفسر الجزء الأكبر من العداء الذي يكنه له جيرانه”.

وتابع السيد الهاشمي الادريسي أنه ” توجد بالمغرب سلسلة جبلية أطلسية تضفي الاعتدال على مناخه، بفصول متباينة، تنطلق منها شبكة أنهار متميزة. كما يتوفر على سهول خصبة، أغلبها محاذ للسواحل، يشتغل عليها فلاحون يقظون وشغوفون أصلا بزراعة الأرض، تحفزهم سياسة وطنية طموحة لتحقيق محصول غذائي لا مثيل له في المنطقة “.

وسجل أن المنظومة العمرانية نفسها تتمحور حول تكتلات عريقة تضفي مسحة حضرية تاريخية على بنية التعمير بأكملها، بينما يأتي عدد مهم من المدن الجديدة ليخفف بذكاء الضغط على هذه المنظومة، مع عرض من الخدمات يتحسن يوما بعد الآخر.

وتابع كاتب الافتتاحية أن هذه البنية العمرانية تدبرها “شبكة من المجالس المنتخبة تبعث الحيوية في ديمقراطية محلية مهمة وقابلة للتطور، وجيل من رجال السلطة، تزداد نسبة الشباب فيه باستمرار، مما يجعله أكثر وعيا بالرهانات الاجتماعية وأكثر تمثلا لمفهوم الخدمة العمومية، وبخبرة أكبر في مجال التنمية المستدامة”.

وأشار إلى أن هذه البنية الوطنية، المتميزة بحيويتها، تدعمها تجهيزات كبرى مهيكلة تعطي دفعة كبيرة لوتيرة نمو كل المكونات. شبكة مطارات مثيرة للإعجاب، ومجمعات بحرية استثنائية حول موانئ رائدة في إفريقيا والمنطقة المتوسطية، وشبكة طرق سيارة تعزز جميع البنى التحتية الرئيسية للبلاد، وتؤمن ولوجا ميسرا إليها.

وأكد السيد الهاشمي الادريسي أن تموقع المغرب في ما يتعلق بمهن المستقبل؛ كصناعة السيارات والطيران، وترحيل الخدمات، والإلكترونيك، والصناعة الدوائية وغيرها، مكن من توسيع نطاق أنشطة البلاد الصناعية المولدة لمناصب الشغل، ودعم أنشطة تقليدية ما تزال مصدرا للعملة الصعبة، كالسياحة والفوسفاط وتحويلات المغاربة المقيمين بالخارج.

واعتبر أنه بفضل قرار ملكي جد قوي، يجري العمل حاليا على تعميم نظام الحماية الاجتماعية، وإرساء نظام يضمن دخلا يحفظ كرامة كل مواطن، ونظام تكفل علاجي لفائدة كل الفئات، نشيطة كانت أم لا.

وأشار السيد الهاشمي الادريسي إلى أن الثقافة السائدة في البلاد هي ثقافة سلام وتسامح، تحترم الاختلافات. ثقافة تتميز بتعدد روافدها، كيفما كانت أمازيغية عربية إفريقية حسانية أو يهودية، وتتعزز وحدتها باستمرار عبر النهل من كل هذه الروافد وبدون استثناء. وهو الواقع الذي أثمر روحا ثقافية اجتماعية حية ومبدعة تضرب جذورها عميقا في أرض إسلام سني وسطي على مذهب الإمام مالك.

وتابع أن ما هو مؤكد ، أن الملكية المغربية هي حجر الزاوية في هذه المنظومة، إذ يمنحها الدستور دور التحكيم وضمان التوازن مع وضع أسس فصل واضح بين السلط. ويحظى التعبير السياسي لهذه الملكية بمشروعية تاريخية راسخة ومتفردة، تجعل الشعب يتماهى ويتفاعل معها دونما الحاجة بالضرورة إلى أي وساطة.

إنه الأفق الوحيد، يوضح كاتب الافتتاحية، الذي يمكن من خلاله تقدير الاستقرار الذي ينعم به النظام المغربي. وكل من لم يفهم ذلك، كما هو الشأن، على الخصوص، بالنسبة للرئيس الجزائري ع. تبون، فإنه لن يكون بمقدوره فهم واستيعاب أي شيء من حياته.

و.مع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.