تنظيم سلسلة من الأنشطة الثقافية بستراسبورغ تكريما لقدامى المحاربين المغاربة

0

تم الاحتفاء بقدماء المحاربين المغاربة الأشاوس، الذين انخرطوا في القتال إلى جانب الجيش الفرنسي خلال الحربين العالميتين، وذلك عبر سلسلة من الأنشطة الثقافية المنظمة بمبادرة من القنصلية العامة للمغرب بستراسبورغ.

فمن خلال ندوة، وعرض شريط وثائقي، وتنظيم معرض للصور الفوتغرافية والمنحوتات، كرمت التمثيلية الدبلوماسية بالمدينة الألزاسية هؤلاء المقاتلين البواسل الذين ساهموا من خلال شجاعتهم وتضحياتهم في جعل فرنسا تتغلب على النازية وتحرير أوروبا من قبضتها.

واستهل هذا اليوم التكريمي ذي الحمولة التاريخية القوية، من خلال عرض شريط وثائقي بعنوان “المحاربون المغاربة 1908-1956: تاريخنا المشترك”، الذي تم إخراجه من طرف جمال سعيد وجولي تايي.

وسلط الشريط الوثائقي، الذي تبلغ مدته 26 دقيقة، الضوء على الجنود المغاربة الذين حاربوا في كل من فوغ والألزاس وإيطاليا، وذلك بناء على شهادات مؤثرة ومثيرة للمحاربين الفرنسيين الذين عاشوا وقاتلوا إلى جانب “رفاق السلاح” المغاربة خلال الحرب العالمية الثانية.

وأكد القنصل العام للمملكة المغربية بستراسبورغ، السيد إدريس القيسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أمس الجمعة، على أهمية هذا الحدث انطلاقا من كونه يسلط الضوء على مرحلة مهمة من التاريخ المشترك بين المغرب وفرنسا.

وقال الدبلوماسي المغربي إن هذا التاريخ المشترك تحمله حاليا الأجيال الجديدة للفرنسيين من أصل مغربي، لاسيما في مجال مكافحة آفة الإرهاب.

وتواصلت الأنشطة من خلال ندوة نشطها هوبيرت ماسيي دو بييست، ابن شقيق الجنرال دو ديفيزيون جاك ماسيي دو بيست، الضابط الكبير بفيلق الشرف، الحامل للوسام العلوي، وقائد المجموعة الثالثة للمحاربين المغاربة خلال 30 عاما في المغرب.

وذكر المحاضر وفق منهجية بيداغوجية، بما كان عليه المحاربون المغاربة، الذين صنعوا فخر واعتزاز الأجيال الجديدة من الفرنسيين والمغاربة، والذين جاءت نجاحاتهم العديدة بفضل التكامل الحقيقي والثقة والاحترام المتبادل، إن على المستوى الإنساني والعسكري والديني أو التقليدي.

وتطرق بهذه المناسبة، للتاريخ والملحمة الرائعة التي عاشها هؤلاء المغاربة والفرنسيون منذ العام 1908 حتى 1956، لكنها لا تزال غير معروفة بالقدر الكافي من طرف الأجيال الحالية.

وذكر بأن شجاعتهم وتفانيهم تم تخليدهما عبر الكثير من المعالم التي تحتفي بذكرى إنجازاتهم في كل من المغرب، إيطاليا وفرنسا (بروفونس، فوغ، الألزاس، باريس).

وتخلل الندوة نقاش ثري ومهم للغاية، مع حضور يتألف خصوصا من أبناء المحاربين المغاربة القدامى.

إثر ذلك، تم افتتاح معرض للصور الفوتغرافية (بورتريهات محاربي فال داجول) لهوبيرت ماسيي بييست، و”منحوتات للمحاربين” من إنجاز فانتز، وهو نحات ينحدر من عائلة فنية بلونيفيل.

ومن خلال منحوتاته، يكرم فانتز بطريقته هؤلاء المقاتلين الشجعان. فقد قام بلحم وتشكيل منحوتات معدنية، مستلهما من صور محاربين جرى التقاطها خلال مختلف المعارك التي شاركوا فيها.

ويضم المعرض الذي سيستمر إلى غاية 10 شتنبر بمقر القنصلية العامة للمملكة المغربية بستراسبورغ، أيضا، صورا حصرية لمحاربين مغاربة تم التقاطها في فال داجول من طرف المصور الفوتوغرافي والمقاوم ليو دوروبت، حيث كانت تشكل قاعدة استراحة لهؤلاء الجنود المميزين. فقد خلد المصور ذكرى هؤلاء المقاتلين من خلال آلاف الصور.

الحدث. و م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.