أكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمغرب المهدي قطبي، أمس الجمعة بمراكش، أن الثقافة تعتبر الحل المستدام الكفيل بالتصدي لظلامية ضمائر الأفراد، وأ نها حرب للأنوار ضد الظلمات، والمعرفة ضد الجهل، والسلم ضد العنف.
وأضاف قطبي، في محاضرة حول موضوع ” أية مكانة للرغبة في بناء الريادة، في ظل الرهانات الجديدة لمجتمعنا؟”، أن الفنون والثقافة لديهما هذه القدرة على التنوير، وجلب المعرفة المتعددة حول الذات وحول الآخر، وعلى فتح أعين كل واحد على التنوع والغنى الذي يعرفه العالم.
واعتبر رئيس المؤسسة، وهو أيضا أحد رموز المشهد الفني والثقافي على المستوى الوطني والدولي، أن “دمقرطة المعارف بجميع أنواعها والتحسيس بالفنون أصبحا من الأولويات. ومن الأساسي أن يولي مجتمعنا أهمية كبيرا جدا للفن والثقافة”، مشيرا إلى أن كل شخص لديه “رغبة” وقوة بالفطرة يتعين تنميتها، لأن الرغبة “تثير فضولنا، وتزيد قدراتنا الفكرية، وتعزز قتاليتنا وتنمي قدرتنا على التحمل”.
وقال في هذا الصدد “لا أعتبر وظيفتي كمهنة بل بالأحرى تعبيرا عن رغبتي من خلال المهام النبيلة التي كلفني بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وأضاف أن حب المهنة والاستمتاع بها يجب أن يكون عنصرا هاما في أي مشروع في الحياة، معتبرا أن جعل المهنة مجرد مورد للدخل معناه أن يحكم الفرد على نفسه بالعيش باستمرار دون مستوى مؤهلاته الذاتية.
وتوجه الى الحضور المتكون في غالبيته من الطلبة بالقول “لا تحرموا أنفسكم من هذه الميزة (الرغبة) التي ستمنحكم الاحساس الجميل بالوجود في مكانكم المناسب وستفتح جميع الأبواب الموصدة أمامكم”، مؤكدا أن “ربط الرغبة بالمثابرة هو أرقى سبيل نحو الامتياز”.
وتم تنظيم هذه المحاضرة في إطار الدورة الرابعة لمحاضرات “منابر مراكش” لجامعة القاضي عياض، التي تسعى إلى تعزيز الإشعاع الثقافي والفكري لمدينة مراكش والمغرب، وإعادة تأهيل جامعة القاضي عياض في دورها الاجتماعي والمجتمعي تماشيا مع استراتيجيتها 2017 -2019 .
