مهرجان الطريقة العيساوية بالدار البيضاء : عرض سمفونية روحانية مغربية جزائرية حملت توقيع رواد وشب

0

استمتع جمهور العاصمة الاقتصادية، مساء اليوم الجمعة، بسمفونية موسيقية روحانية مغربية جزائرية حملت توقيع رواد وشباب، وذلك في إطار فعاليات المهرجان الأول للطريقة العيساوية ( 19/21أبريل الجاري ).

فعلى مسافة زمنية مهمة، سافر الحاج عبد الهادي الكوهن شيخ الطريقة والثقافة العيساوية بالدار البيضاء، والمقدم زين الدين بوشعالة من قسنطينة ( الجزائر)، بعشاق الفن الأصيل ، إلى عوالم تنضح بالروحانيات والتصوف ، التي تطبع الطريقة العيساوية بالمغرب والجزائر.

وإذا كانت السمفونية العيساوية التي أنتجتها رابطة مقدمين الطريقة العيساوية بالدار البيضاء، قد تفاعل معها الحضور بشكل كبير، فلأنها جمعت بين الإيقاعات المتموجة والكلمة الهادفة، بمشاركة نخبة من المقدمين، يديرهم عبد الهادي الكوهن .

أما العرض الإنشادي المدحي، الذي قدمه زين الدين بوشعالة بمعية فرقة الطائفة العيساوية لمدينة قسنطينة ، فقد كشف عن لون موسيقي متميز يبرز جانبا من التراث القسنطيني العيساوي بالجزائر.

فسواء تعلق الأمر برواد الطريقة العيساوية بالمنطقة المغاربية، الذين يعد الحاج عبد الهادي الكوهن أحد أعلامهم، أو الشباب الحاملين لمشعل هذه الطريقة ، الذين يعد زين الدين بوشعالة أحد رموزهم ، فإن الطبق الفني الغني والمتنوع الذي جرى تقديمه خلال اليوم الثاني للمهرجان ، يساهم في نشر هذا التراث المشترك الأصيل العابر للحدود ، الذي يتجدد من خلال الحفاظ عليه وجعل الشباب يتشبعون به .

وتجدر الإشارة إلى أن الحاج عبد الهادي الكون، هو أيضا أستاذ باحث في علم الروحانيات والتصوف، ومحاضر بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ، ورئيس الزوايا العيساوية بالمدينة .

أما زين الدين بوشعالة ، المزداد سنة 1964 بقسنطينة ، فهو شاب عمل على المحافظة على هذا الفن الأصيل بمدينته ، كما حافظ على التراث العيساوي ( المديح والسماع الصوفي في حق النبي صلى الله عليه وسلم ).

وتتلمذ بوشعالة على يد شيخ الطريقة العيساوية بقسنطينة الشيخ بلقسام في سنة 1978 ، وأسس بعد ذلك فرقة الطريقة العيساوية سنة 1985 .

وينظم هذا المهرجان ، الذي تعد وكالة المغرب العربي للأنباء أحد شركائه الإعلاميين ، من قبل جمعية فاس سايس ( فرع الدار البيضاء) تحت شعار” فكر وثقافة وممارسة “.

ويتضمن برنامج المهرجان عقد ملتقى خاص بالطريقة العيساوية ومساهمتها في التربية ونشر قيم الحب والأخوة، بمشاركة مجموعة من الخبراء والباحثين من المغرب العربي .

كما يشمل تنظيم سهرات صوفية تنشطها مجموعة من فرق عيساوة من مختلف جهات المغرب والمغرب العربي، إلى جانب مشاركة فنانين عالميين مشهود لهم بالبعد الروحي في علاقتهم بقيم الطريقة.

وفي سياق تحديث وانفتاح الطريقة العيساوية على العالم، يشهد المهرجان، أيضا، إدماج تقنيات جديدة، والقيام بمزج فني بين أنماط موسيقية أخرى ذات طابع صوفي (الآلة الأندلسية، المألوف ).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.