عازف البيانو المغربي مروان بن عبد الله يتحف الجمهور الكولومبي خلال أمسية فنية ببوغوتا

0

أتحف عازف البيانو المغربي مروان بن عبد الله، خلال أمسية نظمت بالمسرح الكبير خوليو ماريو سانتو دومينغو ببوغوتا، الجمهور الكولومبي بروائع من الموسيقى العربية الكلاسيكية.

فأمام جمهور متحمس من متذوقي العزف على آلة البيانو، نجح الفنان المغربي الشاب، تحت تصفيقات الحاضرين، في عزف عدد من المعزوفات لمؤلفين عرب تركوا بصماتهم في الموسيقى العربية الكلاسيكية وساهموا في إشعاعها في جميع بقاع العالم.

و خلال هذه الأمسية، التي نظمت أول أمس الخميس، بمبادرة من سفارة المملكة ببوغوتا، قدم بن عبد الله عرضا رائعا حول مشروعه “أرابيسك”، وهي مبادرة موسيقية غير مسبوقة في العالم العربي تهدف إلى السفر بالجمهور لاكتشاف ريبرتوار موسيقي عربي كلاسيكي لا يعرفه الكثيرون.

و برع الفنان المغربي، خريج معهد “بيلا بارتوك” و أكاديمية “فرانز ليست” في بودابيست، في أخذ الجمهور إلى رحلة موسيقية على أنغام شرقية من خلال رقة و فرادة في الأداء و تقنيات عزف سلسة.

و أدى بن عبد الله، خلال هذه الأمسية الموسيقية، التي تميزت بحضور الأمين العام لبرلمان مجموعة الأنديز، إدواردو تشيليكينغا ماسون، و عدد من المسؤولين الكولومبيين والنواب فضلا عن شخصيات من عالم الفن و الإعلام و أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمدين ببوغوتا، معزوفة “ليلة القدر” للمؤلف السوري ضياء سكري، و أيضا مقاطع للجزائري سليم دادا و اللبناني بوجوس جيليان.

و قام بعد ذلك بأداء أعمال موسيقية لكل من الاماراتي محمد فيروز و اللبناني زاد ملتقى و الفلسطيني سلفادور أرنيتا، قبل أن يختتم الأمسية بمعزوفات للمؤلف المغربي نبيل بن عبد الجليل.

و شنف الفنان المغربي أسماع الحاضرين أيضا بمقاطع من معزوفة الفرنسي كامي سان صانز “أفريكا”، التي أعاد ترتيبها على مقاسه، مما أثار إعجاب محبي هذا النوع من الموسيقى.

و في كلمة مقتضبة بهذه المناسبة، أكدت سفيرة المغرب ببوغوتا، السيدة فريدة لوداية، على أهمية هذا اللقاء الثقافي لتعريف الجمهور الكولومبي بألحان الموسيقى العربية الكلاسيكية، مبرزة الدور الذي تضطلع به الفنون، خاصة الموسيقى في إثراء التنوع والتقارب بين مختلف الثقافات والحضارات.

و أضافت الدبلوماسية المغربية أن الموسيقى تعتبر وسيلة مثالية لنشر رسائل الحرية و الحب والسلام بين الشعوب، مضيفة أنه في خضم سياق عالمي صعب ومليء بالتحديات “يأخذنا عازف البيانو مروان بن عبدالله من خلال أمسية موسيقية إلى آفاق أخرى بفضل مشروعه الموسيقي أرابيسك”.

و في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبر عازف البيانو المغربي عن سعادته بإحياء هذه الأمسية لأول مرة في كولومبيا، مبرزا أهمية الفرصة التي أتيحت له لتقديم ريبرتوار فريد يمكن الجمهور من اكتشاف جمال الموسيقى العربية الكلاسيكية.

وأضاف أن الموسيقى وسيلة ممتازة للتواصل و التعارف بين الشعوب والحضارات، مسجلا أن هدف مشروع “أرابيسك” هو تعريف محبي الموسيقى في مختلف الدول بالقيم النبيلة التي ينشرها المؤلفون الكلاسيكيون، و كذا مساهماتهم في إثراء الموسيقى والفنون بشكل عام. و أشار إلى أن هذه الأمسية تندرج في إطار جولة دولية تروم تقديم ريبرتوار لمؤلفين عرب ساهموا في إثراء الموسيقى العربية الكلاسيكية بأعمالهم، واصفا “أرابيسك” بأنه “مشروع مهم و مليء بالشغف”.

وقال بن عبد الله إن مشروع “أرابيسك”، الذي سمح بالعثور على أعمال 80 مؤلفا في مجال الموسيقى الكلاسيكية لا يعرفها الجمهور في العديد من الدول العربية، يهدف إلى الحفاظ على تراث هؤلاء الموسيقيين، مضيفا أن الأمر يتعلق بعمل يتطلب نفسا طويلا و قد يستغرق عدة سنوات لاكتشاف موسيقيين شرقيين آخرين غير عرب خاصة من تركيا وإيران، بالإضافة إلى مؤلفين غربيين آخرين تأثروا بالموسيقى العربية الكلاسيكية.

و تلقى عازف البيانو المغربي مروان بن عبد الله، المزداد بمدينة الرباط عام 1982 ، أولى دروسه في مجال الموسيقى و تقنيات العزف على البيانو في سن الرابعة على يد والدته الهنغارية التي تعمل مدرسة لتلك الآلة الموسيقية، وبدأ مشواره الفني الدولي خلال سنة 2003، بعد نجاحه في مسابقة للعزف على آلة البيانو نظمتها الإذاعة الهنغارية، ثم حصوله في سنة 2008 على جائزة من البرلمان الهنغاري .

و عند بلوغه سن الثالثة عشر، توجه الموسيقي المغربي إلى هنغاريا موطن والدته من أجل مواصلة دراسته الموسيقية وتطوير مهاراته على البيانو، حيث انتسب إلى معهد “بيلا بارتوك” للموسيقى بالعاصمة بودابيست، ثم واصل دراسته خلال خمس سنوات بأكاديمية “فرانتز ليست” الشهيرة وحاز على شهادتها سنة 2007. و بتشجيع ودعم مستمر من والديه، حصل بن عبد الله على تكوين موسيقي أكاديمي قبل أن يتخصص في العزف على البيانو، إذ حرص على اكتساب الجوانب النظرية ووسائل التحليل والتقييم الفني والموسيقي قبل أن يلج بالموازاة مع ذلك قسم آلة البيانو مع العازف الهنغاري الشهير غابور إيكاردت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.