انطلاق أشغال القمة الثامنة للأمريكتين بليما

0

انطلقت، مساء أمس الجمعة بالعاصمة البيروفية ليما، أشغال القمة الثامنة للأمريكتين بمشاركة العديد من قادة دول المنطقة.

و تهدف هذه القمة، التي تنظم حول موضوع الحكامة الديمقراطية و مكافحة الفساد، إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات والتدابير لمواجهة هذه الآفة، في أعقاب التحقيقات المفتوحة في العديد من دول المنطقة حول فضائح الفساد.

و في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، اقترح الرئيس البيروفي، مارتين فيزكارا، تشكيل تحالف إقليمي ضد الفساد واتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة هذه المشكلة التي تؤثر على المنطقة، و تعزيز سياسة عدم التسامح مع الضالعين في قضايا فساد. و أضاف أن رؤساء الدول و الحكومات، الذين يشاركون في هذه القمة، تحدوهم رغبة أكيدة في اتخاذ القرارات التي تمنع وتواجه بفعالية هذا التهديد، الذي يعيق التقدم في المنطقة من أجل الحد من الفقر و تحقيق النمو و التكامل الاقتصادي.

و أشار فيزكارا إلى أن قادة المنطقة يجمعهم تحدي مشترك يتمثل في التصدي للفساد ومكافحته واستعادة ثقة المواطنين في المؤسسات، مبرزا أن “الفساد تترتب عنه خسائر كبيرة ويمنعنا من معالجة مشاكل المجتمع بنجاعة”.

و في هذا الصدد، قال الرئيس إن “التزام ليما”، الذي سيتم التوقيع عليه من قبل القادة المشاركين في القمة، يتضمن مجموعة من الإجراءات ضد هذه الآفة مثل الولوج إلى المعلومة، وتعزيز مشاركة المجتمع المدني، و النهوض باحترام حرية التعبير.

و أضاف أن من بين التدابير الأخرى هناك تعزيز التربية على القيم الديمقراطية وتمكين المرأة و اتخاذ خطوات ملموسة لتوطيد الشفافية في الصفقات العمومية، و تمويل الأحزاب السياسية و دعوة القطاع الخاص إلى التزام أكبر في هذه المعركة.

و من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية، لويس ألماغرو، إن الفساد مرض “وراثي لا يعترف بالحدود”، مشددا على ضرورة تركيز جهود الدول على الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان للقضاء على هذه الآفة.

و أضاف أنه لمكافحة الفساد يتعين “فهم الأسباب والعبارات الجديدة للفساد في الديمقراطية، خاصة في الديمقراطيات الناشئة مثل دول أمريكا اللاتينية (…) و أن السياسة ليست طريقا لكسب المال”.

و في هذا السياق، دعا ألماغرو الدول الأمريكية إلى بذل كل الجهود من أجل “عدم التسامح” مع هذه الآفة لأن “الفساد يولد الفساد”، مشيرا إلى أن القضاء يجب أن يواجه الإفلات من العقاب.

و خلص الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية أنه ليست هناك وصفة سحرية للقضاء على مشكلة الفساد، و أن الدفاع عن حقوق المواطنين انطلاقا من السياسة أنجع طريقة لمكافحتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.