في متحف جبل القلعة: آثار تحكي تاريخ الأردن عبر العصور

0

الحسين لعوان: في قلب عمان، وعلى قمة جبل القلعة، أحد الجبال السبعة بالمدينة، يتربع متحف الآثار الأردني، ليروي مع الجبل، حكايات تاريخ الأردن، ويشهدا معا على حضارات قديمة تعاقبت عليه عبر العصور.

بني المتحف عام 1951 ليعرض ما تزخر به عدد من المواقع الأثرية والتاريخية المنتشرة في مختلف أرجاء البلاد من قطع فنية متنوعة اكتشفت خلال أعمال التنقيب في هذه المناطق.

ويضم المتحف مجموعة آثار عريقة يعود تاريخ بعضها إلى العصر الحجري القديم، وبعضها الآخر إلى عهد الرومان مرورا بالعصر الأموي، الذي يعتبر جزءا أصيلا من التاريخ الإسلامي، إلى العصر المملوكي.

والزائر وهو يتجول في المكان يكتشف أنواعا مختلفة وأشكالا متنوعة من الآثار وكذا أهم المقتنيات التاريخية التي هي عبارة عن مجموعة تماثيل حجرية تصور أجسادا بشرية تعود إلى ثمانية آلاف سنة قبل الميلاد، وتعد أقدم تماثيل لأشكال آدمية في تاريخ الحضارة الإنسانية.

ويحوي الموقع أيضا موجودات أثرية أخرى، حيث نجد بعض مخطوطات البحر الميت تتضمن أقدم نصوص للتوراة، تم اكتشافها في أحد الكهوف شمال غرب المنطقة، بالإضافة إلى أدوات وأواني فخارية وتماثيل وصور وكتابات تتحدث عن حكايات تعود إلى عصور قديمة.

ومن خلال طريقة عرض منتظمة لهذه المحتويات والقطع الأثرية، وتبعا للتسلسل التاريخي والزمني، بإمكان الزائر أن يسافر عبر الزمن للتعرف على النتاج الحضاري للإنسان الذي عاش على أرض الأردن عبر حقب زمنية مختلفة.

وتنضاف محتويات المتحف إلى بقايا الآثار الرومانية والإسلامية التي يحتضنها جبل القلعة، لتشكلا معا متحفا كبيرا ومفتوحا، وكذا شاهدا على إحدى حكايات التاريخ الأردني الموغل في القدم، لتطلع الزائر خلال جولته في المكان على مراحل التطور الحضاري التي مر بها الأردن.

وبالحديث عن جبل القلعة، أقدم مواقع عمان الأثرية، يستشعر الزائر وقوفه أمام إرث حضاري وتاريخي يحتضن في قلبه حضارات متنوعة بتراثها وتاريخها العبق.

وتكشف المناقب الأثرية أن قمة جبل القلعة، الذي ظل معلما ورمزا لعمان، كانت قد استعملت كمكان للاستقرار البشري وكحصن قبل عدة آلاف من السنين، أي منذ سبعة آلاف سنة حسب بعض التقديرات.

وجمع جبل القلعة على قمته بقايا آثار لأربع حضارات عريقة، وأولها العمونيون الذين اتخذوه منذ القدم مقرا لحكمهم في المدينة، ومن بعدهم كل من اليونان والرومان والبيزنطيين الذين احتلوا المدينة على التوالي، إلى أن هل عليها الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي.

فجبل القلعة، الذي يرتفع حوالي 135 مترا فوق مستوى سطح البحر، ما تزال بقايا قصور العمونيين ماثلة فيه، حيث يشاهد الزائر أيضا بقايا كنيسة بيزنطية ترجع إلى القرن السادس، وآثار وأعمدة رومانية كورنثية ومعبد لهرقل الذي بناه الامبراطور الروماني أوريليوس، إضافة إلى بعض الآثار الإسلامية التي تعود إلى العصر الأموي (القصر الأموي والمقبرة الإسلامية على سبيل المثال).

ويعد جبل القلعة من أكثر المناطق جذبا للسياح، حيث تقام به حفلات موسيقية، بالنظر لموقعه كفضاء مفتوح وارتفاعه البارز المطل على معظم معالم ومناطق العاصمة عمان وخاصة وسط البلد (عمان القديمة).

وإلى جانب المتحف وآثار جبل القلعة، تحتضن عمان معالم أخرى أثرية وحضارية أبرزها متمركزة في منطقة وسط البلد، ولاسيما منها المدرج الروماني الأثري الذي بني على سفح جبل الجوفة، أحد تلال عمان السبعة، وكأشهر المعالم التاريخية والسياحية التي تعج بها المملكة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.