حسن العمري: الصويرة – تواصل سلطات إقليم الصويرة والمصالح الأمنية والصحية العمل من دون توقف لمكافحة كوفيد-19، مع التعبئة المتواصلة والمراقبة اليومية لاحترام التدابير الوقائية المعمول بها وتحسيس مواطني وزوار هذه الوجهة السياحية إزاء ضرورة التقيد بالسلوكات الحاجزية للحد من انتشار الجائحة.
فمنذ ظهور فيروس كورونا المستجد، لم تدخر السلطات المحلية والمصالح الأمنية بكل فئاتها، إلى جانب المصالح الصحية، جهدا في السهر على السلامة الصحية للساكنة، وتواصل مهمتها النبيلة بنفس العزم والحس بالواجب، من أجل تمكين ساكنة وزوار المدينة من استعادة حياتهم بشكل طبيعي، لاسيما خلال هذه الفترة الصيفية، التي أثلجت صدر مهنيي عدد من قطاعات الأنشطة من ضمنها السياحة والمطاعم التي تضررت بشكل كبير من الآثار الاقتصادية والاجتماعية لكوفيد-19.
وفي هذا الصدد، نظمت حملات كبيرة للتحسيس والتوعية من قبل السلطات المحلية للصويرة بمشاركة فاعلين من المجتمع المدني، بهدف إطلاق نداء التقيد الصارم بتدابير السلامة الصحية.
كما تم إحداث لجنة مراقبة إقليمية تضم مختلف المتدخلين، من أجل السهر على احترام المؤسسات السياحية للتدابير المعمول بها، لاسيما توفير مواد التعقيم وأجهزة قياس الحرارة للزبناء، وإشهار ملصقات مخصصة للتوعية بالسلوكات الحاجزية ووضع ترسيم خاص لضمان التباعد الجسدي.
وينضاف إلى هذه التدابير عمليات الكشف التي خضع لها مجموع المستخدمين، باعتبارها إجراء ضروريا قبل استئناف أنشطتهم، حيث أنجزت إلى حدود اليوم أكثر من 1455 عملية كشف لفائدة مستخدمي مؤسسات الإيواء السياحي.
من جهة أخرى، تقوم المصالح الأمنية بدوريات أمنية بشكل يومي، قصد التثبت من مطابقة من امتثال الساكنة للتدابير الوقائية المعمول بها، لاسيما على مستوى شاطئ المدينة والمسالك السياحية للمدينة القديمة.
وإلى جانب هذه المبادرات، تقوم السلطات المحلية أيضا، بمواكبة ومراقبة السائقين ووسائل النقل السياحي، مع السهر على احترام عدد الزبناء على متن هذه المركبات والدعوة إلى إجراء الفحوصات المخبرية اللازمة لضمان شروط السلامة الصحية للزبناء.
من جانبها، تعبأت المندوبية الإقليمية للصحة بالصويرة بشكل مكثف، منذ استئناف أنشطة المؤسسات السياحية، قصد السهر على تنزيل واحترام توجيهات السلامة الصحية، وذلك من خلال إصدار مجموعة من التوصيات الموجهة للفاعلين السياحيين المغاربة على مستوى بنيات الإيواء والمطاعم المفتوحة للعموم، بهدف ضمان خدمات ذات جودة وبيئة سليمة وآمنة.
وتتناول هذه التوصيات مختلف التدابير الصحية التي يتعين اتخاذها من قبل الفاعلين السياحيين من أجل استئناف تدريجي وناجح للأنشطة، حيث وضعت سلامة وصحة الزبون في قلب هذه الانشغالات، وجمعت بين المتطلبات الصحية وتسهيل انتشار المستخدمين والنجاعة الاقتصادية والبعد الاجتماعي.
وعلى امتداد عملية المراقبة من طرف اللجنة المذكورة، خضعت حوالي 50 مؤسسة للإيواء السياحي والمطاعم لزيارات رقابية وتحسيسية.
وعلى الرغم من تفضيل عملية توعية ومواكبة المؤسسات السياحية للامتثال للمعايير الصحية، إلا أن عمليات المراقبة تتم حتى النهاية وتؤدي في حالة المخالفات الجسيمة إلى فرض عقوبات طبقا للأنظمة القانونية المعمول بها.
ونتجت عن هذه الزيارات إغلاق مؤقت لمؤسستين للإيواء السياحي لعدم امتثالهما لتوجيهات السلامة الصحية المعمول بها، فيما تم إنذار 11 مؤسسة حسب لجنة المراقبة الإقليمية.
ومن منطلق الحرص على ضمان استئناف جيد للأنشطة الاقتصادية بالصويرة، لاسيما بالمقاهي والمطاعم، سهرت لجنة المراقبة الإقليمية على احترام المقتضيات الصحية المفروضة لضمان السلامة الصحية للزبناء والمستخدمين (تعقيم منتظم للمؤسسة وقياس الحرارة والترسيم وتحديد الطاقة الاستيعابية وإلزامية ارتداء الكمامات).
ومكنت عمليات المراقبة من زيارة 152 وحدة في المدينة (مقاهي ومطاعم ومطاعم صغيرة والمحلات التجارية الكبرى).
وإثر هذه الزيارات، تم إغلاق 33 وحدة لعدم احترامها للبروتوكول الصحي المفروض من قبل السلطات، ثم فتحها بعد امتثالها لملاحظات ومتطلبات لجنة المراقبة.
وإذا كانت المصالح الصحية بإقليم الصويرة لا تدخر جهدا في السيطرة على الوضعية الوبائية على المستوى المحلي، من خلال إنجاز الكشوفات المخبرية المكثفة ودعوة المواطنين إلى التقيد بالتدابير، فإن المجتمع المدني منخرط بدوره، في هذه المعركة المستميتة ضد الجائحة.
ولهذا الغرض، نظمت عدد من الحملات التحسيسية والتوعوية وتوزيع الكمامات من مختلف فاعلي المجتمع المدني، كجمعية “سند” لدعم القطاع الصحي بإقليم الصويرة، التي تقود منذ يوليوز الماضي بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحملة واسعة بشاطئ الصويرة للتحسيس بمخاطر كوفيد-19 وأهمية التقيد بالتدابير الوقائية.
وأمام التراخي المسجل في الآونة الأخيرة عند بعض المواطنين، يقوم أعضاء جمعية “سند” بتوعية المصطافين بأهمية الوقاية من الجائحة من أجل ضمان سلامتهم وسلامة عائلاتهم وأقاربهم، وذلك من خلال توزيع ملصقات تحسيسية وبث رسائل صوتية بلغات متعددة حول سبل الاحتماء من العدوى أو الإصابة.
من جهتها، عملت سلطات الصويرة على تشديد المراقبة على مستوى مداخل المدينة إثر التدابير الأخيرة الخاصة بالتنقل، مع العمل على توعية ساكنة وزوار الصويرة بضرورة الانخراط بوطنية صادقة، في المبادرات والجهود المبذولة لاحتواء الوباء.
وتظل هذه المبادرات في مجملها رهينة بالتزام الجميع وبشكل يومي، في احترام السلوكات الحاجزية من أجل ضمان سلامة النفس وسلامة الأقرباء.