وزير الثقافة والاتصال: المغرب منخرط في الحفاظ على التراث الثقافي والإنساني العالمي

0

أكد وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، اليوم الأربعاء بالرباط، أن المغرب منخرط في الحفاظ على التراث الثقافي والإنساني العالمي، وهو ما يبرز من خلال المكتسبات التي تم تحقيقها في مجال تثمين وحماية الموروث المادي واللامادي.

وأوضح الأعرج، خلال يوم دراسي تنظمه مديرية الوثائق الملكية بتعاون مع المعهد الفرنسي بالمغرب حول موضوع “التراث المغربي في سياق رهانات المحافظة على التراث العالمي”، منظم على هامش معرض “مواقع خالدة من باميان إلى تدمر”، أن المملكة تنهج مقاربات جديدة بهدف إعطاء المزيد من الدينامية لمسألة الحفاظ على التراث الإنساني العالمي وتثمينه.

من جهته، أكد مؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم القصر الملكي، عبد الحق لمريني، أن تنظيم معرض “مواقع خالدة من باميان إلى تدمر”، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ورئيس الجمهورية الفرنسية إمانويل ماكرون ، يعكس تشبث قائدي البلدين بنفس القيم والمثل الرامية لخلق مجالات للحوار يسود فيها الإخاء والتسامح والتساكن، وتقصى فيها جميع أوجه التطرف، وما قد يترتب عنها من تدمير وتخريب وهلاك.

ونوه لمريني باختيار موضوع هذا اللقاء لكونه يستجيب لمتطلبات راهنة، ويتناسق مع السياسة الملكية الرامية إلى حفظ التراث الوطني وصونه باعتباره جزءا لا يتجزأ من التراث العالمي الإنساني.

وذكر مؤرخ المملكة في هذا السياق، بالرسالة الملكية السامية الموجهة للمشاركين في الدورة ال23 للجنة التراث العالمي في 29 نونبر 1999 بمراكش، والتي أكد فيها جلالته أن “المحافظة على التراث المحلي والوطني وصيانته إنما هما محافظة على إرث إنساني يلتقي عنده باعتراف متبادل جميع أبناء البشرية (…) ذلك أننا اليوم مسؤولون جميعا عن حماية هذا التراث بكل أشكاله والحفاظ عليه للأجيال المقبلة”.

وأضاف لمريني أن هذه الرسالة الملكية تبرز أهمية التراث سواء كان محليا أو دوليا باعتباره وعاء لحفظ الذاكرة الجماعية للأمم مع احترام أوجه الاختلاف والإيمان بحوار الحضارات وتفاعلها، مشيرا إلى أن جلالة الملك وضع التراث المحلي والدولي في صلب تفكيره، وجعله إرثا مقتسما بين أبناء البشرية، وذلك وعيا من جلالته بضرورة تنسيق الجهود على المستوى الدولي لإنقاذ التراث الحضاري حيثما كان “ذلك أن فقدان تراث محلي لشعب من الشعوب إنما تفقده الإنسانية جمعاء”.

وبدورها، أكدت مديرة الوثائق الملكية بهيجة سيمو، أن هذا اليوم الدراسي الذي يبرز الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك بالتراث المحلي باعتباره جزءا لا يتجزأ من التراث العالمي، يوجه الدعوة للمهتمين بالتراث للعناية بالمواقع الأثرية وصيانتها وتثمينها.

وأشارت سيمو إلى أن هذا اللقاء يشكل أيضا مناسبة لإبراز العلاقة القائمة بين قطاعي الثقافة والاقتصاد، على اعتبار أن الثقافة تعتبر محركا أساسيا للاقتصاد المغربي، وكذا لإبراز أهمية التراث في الذاكرة وتسليط الضوء على التقنيات الحديثة المستخدمة في الحفاظ على التراث.

كما شددت على مساهمة الوثائق في الحفاظ على التراث، من خلال إبراز دور وثائق الأرشيف، باعتبارها موروثا مكتوبا وأحد مكونات التراث الوطني، في المحافظة على التراث المحلي.

وأبرزت مديرة الوثائق الملكية أن التراث العالمي المعرض لخطر التدمير، والمتواجد بمختلف مناطق النزاع، سيكون أيضا في صلب اهتمامات هذا اللقاء، حيث سيتم التطرق إلى رهانات الاستراتيجية الدولية للحفاظ على هذا الموروث.

أما مديرة المعهد الفرنسي بالرباط، السيدة كليليا شوفريي كولاتشكو، فاعتبرت اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على التراث المغربي وسبل صونه والمحافظة عليه وإدراجه في التراث العالمي، لافتة إلى أن الشراكة المغربية الفرنسية في المجال الأركيولوجي تكتسي أهمية بالغة، حيث تمول فرنسا حاليا مهمات أركيولوجية بأربعة مواقع أثرية بالمملكة، والتي من المرتقب أن تثمر نتائج علمية هامة وواعدة.

وأضافت أن تراث بلد ما يشكل هوية مجتمعه، وأن تدمير هذا التراث المحلي يمس بكرامة وقيم هذا المجتمع، وهو ما من شأنه أن يصعب عملية التصالح بين الشعوب، وحفظ التراث للأجيال المقبلة.

وأشارت كولاتشكو إلى أن المغرب يزخر بموروث مادي وغير مادي استثنائي، يشهد على تعاقب عدة حضارات، مبرزة أن فرنسا ستواصل دعم المملكة في صون تراثها المحلي واستغلاله فيما يعود بالنفع على السياحة بالمغرب والاقتصاد المغربي بشكل عام.

وأكد مدير وكالة تهيئة ضفتي أبو رقراق، سعيد زرو، من جهته، أن المحافظة على التراث الوطني والعالمي هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، مشيرا إلى أن تنظيم معرض “مواقع خالدة من باميان إلى تدمر” يعكس الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك للتراث المحلي ولحماية الموروث الثقافي والتراث المادي واللامادي وتعزيز حوار الثقافات.

وسجل زرو أن حماية التراث تشكل الاهتمامات الرئيسية لوكالة تهيئة ضفتي أبو رقراق، فهذا الفضاء شكل، ومنذ قرون، ملتقى ثقافيا زاخرا بموروث لا يقدر بثمن، وهو ما جعل حماية التراث من أولى أولويات تهيئة هذا الفضاء، حيث أعطيت الأولوية في هذا الموقع الذي يعبق بالتاريخ، لحماية وتثمين المعالم الأثرية التي يزخر بها ك”قصبة الأوداية” “والأبواب التاريخية لمدينة سلا” والموقع الأثري “شالة” وغيرها.

وينكب أساتذة جامعيون ومهتمون بالتراث خلال هذا اليوم الدراسي على مواضيع “المواقع الأثرية بالمغرب”، و”التراث المعرض للخطر في مناطق النزاع: أية استراتيجية لصون التراث”، و”الرهانات الاقتصادية والتكنولوجية للمحافظة على التراث”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.