الصويرة تؤكد مجددا مكانتها كفضاء للتبادل والمعرفة

0

حسن العمري:  أطلقت مدينة الصويرة، مرة أخرى، “إشارة قوية” تظهر وتؤكد قدرتها على أن تكون فضاء حقيقيا لا محيد عنه للتبادل والمعرفة، يبرز الوجاهة والغنى العلمي والأكاديمي.

وقال الرئيس المؤسس لمركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري بالمغرب، السيد عبد الله أوزيتان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن حاضرة الرياح ساهمت، بشكل ناجع وناجح، خلال السنوات الأخيرة، في تثمين عدد من المشاريع الأكاديمية سواء على صعيد البحث أو التكوين حول الديناميات الثقافية.

وأضاف السيد أوزيتان، الذي يعد أيضا، أستاذا بجامعة بوردو الفرنسية، أن “المكانة التي تخص بها الصويرة التعليم والثقافة والهوية المغربية في مختلف جوانبها وتعدديتها، تعزز الأولويات الوطنية، مع الانخراط بشكل كامل في الدينامية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والعناية التي ما فتئ يوليها جلالته للحوار بين الثقافات والأديان”.

وتابع أن مدينة الصويرة تموقعت كفضاء رفيع لنشر ونقل القيم العالمية النبيلة والإنسانية، التي تخلد لمركزية الإنسان، بشكل متفرد، في ظل صيرورة مسؤولة وملتزمة.

وبعد أن أبرز الرمزية القوية للزيارة الملكية التاريخية إلى الصويرة في يناير الماضي، ولاسيما إلى بيت الذاكرة، أوضح السيد أوزيتان أن زيارة جلالة الملك جاءت لتعطي دفعة قوية لصون وتنوير التاريخ الثقافي المتعدد والممتد لقرون لحاضرة الرياح.

وذكر بأنه في أقل من سنة بعد زيارة جلالة الملك إلى بيت الذاكرة، نظمت بهذا الفضاء الرمزي ثلاث تظاهرات كبرى، من ضمنها لقاءان علميان جمعا في فبراير الماضي، عددا من الباحثين والخبراء الوطنيين والدوليين بمبادرة من مركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري بالمغرب.

وتوقف عند حدث آخر بارز يتمثل في التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون من أجل النهوض بقيم التسامح والتنوع والتعايش في المؤسسات التعليمية والجامعية.

ووقع هذه الاتفاقية بالأحرف الأولى، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد سعيد أمزازي، والرئيس المؤسس لمركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري بالمغرب، السيد عبد الله أوزيتان، ورئيس المكتب التنفيذي لجمعية الصويرة موكادور، السيد طارق عثماني.

وجرى التوقيع على هذه الاتفاقية خلال حفل تميز، على الخصوص، بحضور مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، السيد أندري أزولاي، الذي أبان عن التزام راسخ ومثالي، لم يعد خافيا على أحد، من أجل النهوض بغنى وعمق التنوع الثقافي والروحي للمغرب، وكذا قيم السلم والعيش المشترك والحوار بين الثقافات والحضارات.

وأوضح السيد أوزيتان أن هذه الاتفاقية تروم تشجيع بروز نوادي للتسامح والتعايش، وكذا توسيع حقول الاستقصاء الأكاديمي بالمدارس والجامعات، مسجلا أن هذه الاتفاقية تشكل أيضا، “فرصة استراتيجية لتنمية والنهوض بالقيم حول الديناميات الثقافية.

وأشار إلى أن هذه الاتفاقية تمكن المؤسسات التعليمية والجامعات وبيت الذاكرة من التنظيم المشترك، وفق إطار من الابتكار والإبداع، لأعمال خاصة من تأطير جمع من الخبراء من آفاق جغرافية وتخصصات متعددة.

وتابع أن بيت الذاكرة يشكل بدوره فضاء رفيعا ومتميزا للأبحاث من شأنه المساهمة في استقطاب مجموعة من الباحثين من جهات مختلفة من المملكة والعالم، وفتح الإرث الثقافي والعلمي المغربي أمام تساؤلات واتصالات جديدة.

وحسب السيد أوزيتان، فإن “هذه الشراكة تطمح إلى حمل رسالة المسؤولية والتبصر المغربي على الصعيد الدولي وتوسيع المحور الأورو – مغربي بالمتوسط وإفريقيا”، معتبرا أن الأمر يتعلق بمنظور إعادة للتوازن سيتم تعزيزه.

وأكد أنه “بنقل مركز التفكير نحو الصويرة، بجذورها المتوسطية والأطلسية والإفريقية والأندلسية والعربية والأمازيغية والإسلامية واليهودية والرومانية، يطمح بيت الذاكرة إلى تغيير رؤية دراسة الاختلافات الثقافية ككيانات حضارية مستقطبة، بل كعالم واحد في تفاعل وتحول مستمرين”.

وذكر، في هذا الإطار، بأن بيت الذاكرة، منذ افتتاحه، استطاع أن يضع، بعناية ومسؤولية، ثقافة السلم ضمن أولوياته، من خلال إمكانية تعميق مبدأ الحرية الإنسانية عبر نشر العلم والثقافة.

وخلص السيد أوزيتان إلى القول “مقاربتنا ستتواصل وفق روح من التوافق والتطابق مع الواقع، مع وضع مركزية الإنسان في صلب انشغالاتنا”.

الحدث. و م ع

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.