الصحراء المغربية: أربعة أسئلة لرئيس مجموعة تفكير مغربية

0

على إثر اعتماد مجلس الأمن للقرار 2548 بشأن الصحراء المغربية ، أفرد مدير مجموعة التفكير المغربية NejMaroc الأستاذ الباحث محمد بادين اليعطيوي، حديثا لوكالة المغرب العربي للأنباء، سلط فيه الضوء على مضامين هذا القرار الجديد. كما تطرق الباحث اليعطيوي في هذا الحديث لآخر التطورات والإنجازات التي حققتها الدبلوماسية المغربية، لاسيما على صعيد القارة الإفريقية ، عشية الاحتفال بالذكرة ال 45 للمسيرة الخضراء.

– اعتمد مجلس الأمن مؤخرا القرار 2458 الذي جاء ليعزز موقف المغرب ويضع بالمقابل الجزائر إزاء مسؤولياتها. ما هي قراءتكم لمضامين هذا القرار؟

— هذا القرار هو بمثابة معركة جديدة حقق فيها المغرب فوزا مهما، فهو يكرس مرة أخرى أولوية المبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها مبادرة جادة وذات مصداقية وواقعية. كما أن الولايات المتحدة الأمريكية أعادت التأكيد مجددا على جدية ومصداقية هذه المبادرة، لكونها تضمن لسكان هذه الأقاليم العيش بأمن وسلام وكرامة. وفضلا عن ذلك فإن هذه الرسالة الأمريكية تنطوي على تحذير جاد للبوليساريو كونها تضمنت أملا لا يخلو من تحذير في أن تحترم باقي الأطراف التزاماتها بموجب اتفاق إطلاق النار وأن تتعاون بشكل وثيق مع بعثة المينورسو وتمتنع عن القيام بأي عمل من شأنه أن يعرض الأمن والاستقرار في المنطقة للتهديد أو يعرض المسار الأممي للتعطيل.

– تواصل الجزائر المطالبة بتنظيم الاستفتاء. ألا ترون أن هذه الدعوة تتناقض تماما مع القرار الأممي الجديد الذي حدد المعايير الأساسية لتسوية هذا النزاع الإقليمي؟

— تماما، فالقرار 2548، يشير بوضوح إلى الجزائر باعتبارها طرفا أساسيا في النزاع، من خلال ذكر إسمها في خمس مناسبات. والواقع أن تمسك الجزائر بخيار الاستفتاء ينطوي على تناقض صارخ، لكون مجموعة من القرارات الأممية أكدت استحالة تطبيق هذا الخيار. ولكن النظام الجزائري اختار التقوقع في موقف إيديولوجي واستراتيجي في الآن نفسه. فجارتنا الجزائر تعتبر أن “توسع” المملكة سيخل بالتوازن الاقليمي. وأخيرا فهي تدرك تماما أن تنظيم الاستفتاء هو من الناحية التقنية غير ممكن لأنه من المستحيل تحديد هيئة ناخبة، وهذا إن دل على شيىء فإنما يدل على نيتها العمل على إطالة أمد هذا النزاع المصطنع وعدم استعدادها بالتالي، لا الاعتراف بتورطها فيه ولا السماح بالوصول إلى تسوية نهائية.

– ما هو تعليقكم على وضعية الجمود التي تسببت فيها البوليساريو والميليشيا التابعة لها في المنطقة العازلة الكركارات؟

— إن “البوليساريو” تتعمد على الدوام التصعيد والاستفزاز كلما تعلق الأمر بالوحدة الترابية للمملكة. وثمة العديد من العناصر المحلية والدولية تفسر هذا الطرح. فعلى الصعيد المحلي، تسعى البوليساريو من خلال هذه الاستفزازات لصرف النظر عن الإحباط واليأس الذي يسود وسط ساكنة مخيمات تندوف ضد قياديي هذا التنظيم الانفصالي. وحاليا هناك ثورة ضد الفساد والتنظيم المافيوزي للبوليساريو.

وعلى الصعيد الدولي، وصفت الجريدة العريقة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تنظيم البوليساريو سنة 2019 ب “المجموعة الماركسية المرتبطة بالإرهاب الإقليمي” وأنه بمثابة تهديد حقيقي للأمن والاستقرار في المنطقة. وسنة قبل ذلك مكن اعتقال ثلاثة عناصر موالية لتنظيم “داعش” الإرهابي” من تسليط الضوء على نطاق واسع على العلاقات المتشعبة والمعقدة للبوليساريو مع التنظيمات الإرهابية التي تنشط بالمنطقة. وسبق للمغرب في أكثر من مناسبة أن حذر من هذه العلاقة في أكثر من محفل دولي. فمخيمات تندوف التي قدمت منها تلك العناصر تربتط بشكل وثيق مع شبكات ارهابية وإجرامية تنشط بالمنطقة.

وفي سنة 2018 أكد تقرير ممول من قبل الاتحاد الاوربي وجود مثل هذه العلاقات. والحقيقة أن البوليساريو تدرك تماما أن خطابها لم يعد يقنع أحدا وتسعى لضمان الاستمرار من خلال العمل الإرهابي والإجرامي . ومع مرور الوقت باتت هذه العصابة “مجموعة هجينة” وهو أكبر دليل على فشل مشروعها وعدم قدرته على إنتاج خطاب معقول وذي مصداقية.

وبالفعل فقد عبر مجلس الأمن الدولي عن قلقه وانشغاله البالغ على إثر الاستفزازات التي تقوم بها البوليساريو بمعبر الكركارات وطالبها باحترام التزاماتها إزاء بعثة المينورسو.

— يتواصل افتتاح قنصليات وتمثيليات دبلوماسية بالصحراء المغربية. ما تقييمك لهذا التطور الهام؟

يتعين القول أنه في ظل كون إطار الأمم المتحدة هو السائاد، يبقى الإعتراف الثنائي يكتسي أهمية بالغة. كما أن مباردة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب منذ سنة 2007 تبقى هي الطرح الوحيد الذي يحظى بالمصداقية والمطروح حتى الآن على طاولة النقاش، وفوق كل هذا فهو خيار كفيل بضمان الأمن والاستقرار واحترام القانون الدولي. وهناك العديد من الدول التي تساند هذا الطرح وتجسده من خلال افتتاح تمثيليات دبلوماسية لها في الاقاليم الجنوبية وهو ما يعتبر أكبر اعتراف بمغربية الصحراء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.