منظمة الأمم المتحدة: احتفال بالذكرى الـ75 على وقع جائحة كورونا وعلى خلفية تراجع تعددية الأطراف

0

نوفل النهاري: الأمم المتحدة “نيويورك” – تحتفل الأمم المتحدة يوم السبت المقبل بالذكرى الخامسة والسبعين لإحداثها ، على وقع كوفيد -19 الذي أدخل العالم في أتون أزمة مزدوجة صحية وسوسيو اقتصادية غير مسبوقة، انكشفت معها الحاجة الملحة لمعالجة اختلالات طالت النظام متعدد الأطراف.

لقد أدى الوباء وتداعياته، التي لم يسلم منها أي بلد منذ بداية العام ، إلى إدخال العالم في أزمة غير مسبوقة منذ إحداث الأمم المتحدة في عام 1945، تحيل إلى مخلفات سنوات الدمار غداة الحرب العالمية الثانية.

وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام لهذه المنظمة الدولية التي استضافت في شتنبر الماضي اجتماعا افتراضيا رفيع المستوى للجمعية العامة ، لأول مرة في تاريخها، “في هذه الذكرى السنوية الخامسة والسبعين ، نحن أمام لحظة تعود بنا إلى عام 1945، علينا أن نكون في مستوى هذه اللحظة ، يجب أن نظهر التضامن والوحدة أكثر من اي وقت مضى من أجل تجاوز هذا الوضع الطارئ ، يجب دفع العالم للنهوض والعمل والازدهار من جديد ، والدفاع عن رؤية ميثاق الأمم المتحدة”.

واعتبرت دعوة الأمين العام الأممي نداء عاجلا للدول الأعضاء، لا سيما القوى العظمى، للتشبث بالتعددية والتعاون الدولي في التعاطي مع الوباء والأزمة السوسيو – اقتصادية العالمية الناجمة عنه .

يبدو أن الرسالة بلغت مرماها، حيث أكد معظم رؤساء الدول والحكومات الذين شاركوا في هذا الاجتماع العالمي الافتراضي المغلق ، لا سيما قادة القوى العظمى، في خطاباتهم على التعاون والتضامن بين الدول لإنهاء أزمة كوفيد -19، والمثابرة من أجل انجاز خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

كما دعا أنطونيو غوتيريش إلى تعددية أقوى وأكثر فعالية ، و “تعددية شبكية” تشمل منظومة الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية والمنظمات الإقليمية، مؤكدا أيضا على ضرورة “التعددية الشاملة” مع انخراط فعال للمجتمع المدني والمدن والشركات والشباب.

واحتفاء بمرور ثلاثة أرباع القرن على إحداث المنظمة، أطلقت الأمم المتحدة في بداية العام “محادثة عالمية”، عبارة عن مسح ، شمل أكثر من مليون شخص حول العالم، مع اهتمام خاص بآراء الشباب.

وأظهر نتائج هذا المسح أن سكان العالم ، يعتبرون التعاون الدولي أساسياً لمواجهة التحديات الراهنة، حيث إن آلاف الأشخاص من الذين شملهم الاستطلاع رأوا بأن الجائحة أثبتت أن التضامن العالمي ضرورة ملحة، وأن العالم بحاجة إلى تغطية صحية شاملة وتعميم للخدمات الأساسية.

كما كشف المسح درجة القلق لدى الناس في العالم إزاء أزمة المناخ والفقر وعدم المساواة والفساد والعنصرية الممنهجة والتمييز على أساس الجنس .

وبمناسبة الاحتفال بهذه الذكرى، اعتمدت الجمعية العامة إعلانًا يعبر عن التزام الدول الأعضاء بتنشيط التعددية والاعتراف بـ “الشرعية، والقوة الجامعة والمعيارية” الفريدة لهذه المنظمة العالمية.

والدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، تدرك اليوم أن التحديات التي تواجه العالم “مترابطة، بعضها ببعض، ولا يمكن التغلب عليها إلا من خلال تنشيط التعددية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.