سوق الملابس المستعملة 2.0: عندما تكون الملابس الفاخرة على بعد نقرة واحدة

0

كوثر تجاري : إذا كانت الملابس الفاخرة محصورة في السابق في متاجر النخبة، فإنها اليوم مع سوق الملابس المستعملة على الإنترنت، أصبحت أكثر “ديمقراطية”.

لاشك أن الفخامة مغرية وجذابة، لكنها مكلفة للغاية. وبالرغم من ذلك، مع سوق السلع المستعملة عبر الإنترنت، يمكننا اليوم العثور على قطع جميلة أو الحصول على إطلالات جذابة دون دفع ثمن باهض.

وسواء على صفحات “إنستغرام” أو على مواقع الإنترنت، فإن هذا النمط الجديد من التسوق الذكي على الويب يثير شهية الزبناء في البحث عن صفقات جيدة في مجال الموضة بالنسبة للذين لا يتوفرون على إمكانية اقتناء سلع جديدة.

بالنسبة لسلمى سعد، مالكة صفحة في إنستغرام تهتم بالملابس المستعملة الفاخرة، فقد بدأت فكرة اقتحام هذا السوق تختمر لديها عندما وجدت نفسها أمام عدد كبير من الملابس الكمالية التي لم تعد ترتديها ولا تعرف ماذا تفعل بها.

تقول سلمى، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، “منذ سن مبكرة، كنت شغوفة بالعلامات التجارية الكبرى للملابس الفاخرة . وعلى مر السنين وجدت نفسي أمام العديد من القطع التي لم أعد أرتديها. لذلك قررت إنشاء حساب على “إنستغرام” لبيعها. ومنذ ذلك الحين صار هذا مجال اشتغالي طيلة 7 سنوات”.

وتابعت أنه “حاليا، بالإضافة إلى صفحة إنستغرام التي تقدم خدماتها في جميع أنحاء البلاد، أتوفر على قاعة عرض في مراكش للزبناء المحليين وأقوم بتنظيم مبيعات خاصة في العديد من المدن”.

ومع أكثر من 150 ألف مشترك، تضم صفحة سلمى على الإنستغرام مجموعة متنوعة جدا من العملاء، وتكشف في هذا الصدد أن لديها “زبناء أوفياء من جميع الأعمار والطبقات الاجتماعية”.

تقول سلمى “إن هذا يعود جزئيا إلى الأسعار التنافسية للغاية للمنتجات التي نقدمها، وكذلك إلى تسهيلات الدفع التي نوفرها لزبنائنا ، مما يتيح لهم اقتناص الملابس الفاخرة بسعر زهيد”.

وبالنسبة إلى سكينة، وهي من عشاق الموضة، فإن شراء الأغراض المستعملة عبر هذا النمط من التسوق 2.0 يسمح لها بتغيير خزانة ملابسها بانتظام دون تفريغ محفظتها.

وتقول، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “أختار الملابس المستعملة الفاخرة لأنها لا تقدم فقط العلامات التجارية الكبرى بأسعار مغرية للغاية، ولكن أيضا لأن قطعة فاخرة مستعملة تم شراؤها بسعر منخفض يمكن إعادة بيعها دون خسارة كبيرة”.

وبالنسبة إلى وتيرة الشراء، فهي تعتمد كليا على القطع المتاحة. “يمكنني شراء الكثير في غضون أسبوع لأنني صادفت بعض العروض الجيدة، بعدها قد لا أشتري لعدة أشهر لأن المقتنيات المعروضة لا تثير اهتمامي”.

وبالإضافة إلى ذلك، شددت سكينة على أهمية الانتباه إلى مصداقية الصفحات والبائعين عبر الإنترنت، لأنه في الوقت الذي تتوفر فيه بعض البائعات على شركات يمكن متابعتها في حالة وقوع مشكلة، فإن البعض الآخر لا يفصح عن هويته الحقيقية.

وفي الواقع، عندما يتعلق الأمر بالملابس المستعملة عبر الإنترنت، يجب على البائع نشر صورة المنتوج ووصفه والسعر المطلوب. ويتم نشر كل ذلك على صفحة انستغرام أو الموقع مع إضافة نسبة عمولته للمبلغ المطلوب.

بالنسبة لبعض الصفحات، إذا كانت البائعة حريصة على المهنية، فسوف تضمن حالة المنتج وتحرص على تأكيد مطابقته لمعايير المنتجات الفاخرة. وبالنسبة للصفحات الأخرى التي لا تهتم بالجودة، فقد يشعر الزبون بخيبة أمل في نهاية المطاف.

ووفق سلمى سعد، فإنه “فيما يتعلق بالمصادقة على معايير المنتجات، فأنا من يحرص بشكل شخصي على ذلك معظم الأوقات، ولكن بالنسبة إلى بعض العلامات التجارية الخاصة أو بالنسبة للساعات والمجوهرات، فإنني ألتجئ إلى بائعين ومهنيين متخصصين في هذا المجال”.

وإذا كان سوق السلع الفاخرة المستعملة في المغرب واعدا جدا ويتطور بشكل جيد للغاية، فإن مستقبله، حسب سلمى، يعتمد على التزام ومهنية وجدية وأمانة أصحاب مستودعات البيع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.