الولايات المتحدة: مناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس على خلفية جائحة كورونا

0

عمر عاشي: في ظل تصدر إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كوفيد-19 للمشهدين السياسي والإعلامي داخل الولايات المتحدة وخارجها، ستكون الجائحة حاضرة بقوة أيضا خلال المناظرة التي ستقام مساء غد الأربعاء بين نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

وستتجلى بوضوح أولى انعكاسات هذا الضيف الثقيل على مستوى الشكل؛ حيث سيقف المرشحان على مسافة أربعة أمتار عن بعضهما البعض وفصلهما بحاجز. ويعد قرار اللجنة المستقلة المشرفة على المناظرات تدبيرا احترازيا عقب حالات الإصابة بفيروس كورونا المعلن عنها مؤخرا في البيت الأبيض، والتي همت، علاوة على الرئيس ترامب، العديد من معاونيه المقربين.

صحيح أن نتيجة اختبار نائب الرئيس بنس جاءت سلبية، لكن قربه من أعضاء آخرين في إدارة ترامب، خاصة خلال حفل أقيم مؤخرا بالبيت الأبيض لتعيين القاضي الجديد للمحكمة العليا، وغاب عنه وضع الكمامات واحترام التباعد الاجتماعي، أثار موجة من القلق. وخلال الأيام القليلة الماضية، اضطر مايك بنس، البالغ من العمر 61 سنة، للعمل من المنزل.

وبحسب صحيفة “بوليتيكو”، فإن المطالبة بوضع الحاجز الزجاجي خلال مناظرة المرشحين لمنصب نائب الرئيس جاءت من لدن حملة هاريس والمرشح الديمقراطي للرئاسة، جو بايدن. وقد أثار هذا الإجراء الاحترازي انتقادات من طرف متحدثة باسم المرشح الجمهوري وصفته بـ”الحصن”.

وتأتي المناظرة الأولى والوحيدة بين بنس وهاريس بعد أسبوع من المناظرة الرئاسية المثيرة للجدل بين ترامب وبايدن والتي اتسمت بتبادل الاتهامات، خاصة بشأن تدبير الجائحة. ومن أجل “الحفاظ على النظام”، وعدت اللجنة المشرفة على المناظرات، بالمناسبة، بإعادة النظر في قواعدها.

وعلى مستوى الشكل دائما، شدد منظمو مناظرة ليلة الأربعاء بسولت ليك سيتي، في ولاية يوتا، على ضرورة وضع جميع المدعوين للكمامات. ولم يكن هذا هو الحال قبل أسبوع عندما اختار العديد من أعضاء الوفد المرافق للمرشح الجمهوري مخالفة تعليمات وضع الكمامة، وهو قرار انتقد بشدة بعد إصابة الرئيس بفيروس كورونا.

أما على مستوى المضمون، فإن إصابة الرئيس ترامب، وخروجه المبكر من المستشفى، وإصراره على التقليل من خطورة فيروس كورونا، وكذا مستقبل حملته الانتخابية، لن تحول دون أن تفرض هذه الأزمة الصحية وتدبيرها من قبل الإدارة الحالية نفسها كأحد المواضيع الرئيسية في المناظرة المتلفزة.

صحيح أن مناظرات نائب الرئيس عموما ما يكون لها تأثير أقل على مسار الانتخابات الرئاسية، لكن بما أن الفيروس أبعد ترامب (74 سنة) عن الحملة الانتخابية، ونظرا لأن السيناتور هاريس هي أول امرأة سوداء قد تتقلد هذا المنصب الهام، فإن هذه المواجهة الوحيدة قد تثير اهتماما أكبر لدى الناخبين.

وفي هذا الصدد، قالت كارين فيني، المستشارة الرئيسة السابقة في حملة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون لسنة 2016، في تصريح لصحيفة (وول ستريت جورنال)، “ستكون مناظرة غير مسبوقة في عام غير مسبوق”.

واعتبرت أن المناظرة ستكون “تاريخية” على اعتبار أن السيدة هاريس (55 سنة)، هي “أول امرأة سوداء وأول شخص من أصل هندي يتم ترشيحه لمنصب نائب الرئيس من قبل حزب كبير، وكذلك اعتبارا للظروف التي تواجهها البلاد”.

ويتساءل العديد من المحللين، عن كيف يمكن الحديث عن موضوع انتخابي آخر، طالما أن الرئيس، الذي فعل كل شيء على مدار الأشهر الماضية للتقليل من خطورة الجائحة، يخضع حاليا للحجر الصحي بسبب فيروس كورونا؟

ويبدو أن ترامب المصمم على الحفاظ على صورته كزعيم لا يشق له غبار، لا ينوي التراجع، بقوله قبل دقائق قليلة على خروجه من المستشفى “سنستأنف الحملة قريبا!!!”.

ولكي يتمكن من المشاركة في المناظرة الرئاسية المقبلة، في 15 أكتوبر الجاري بفلوريدا، يتعين عليه عزل نفسه لمدة 10 أيام على الأقل اعتبارا من فاتح أكتوبر، تاريخ استلام نتيجة اختباره لكوفيد-19.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.