منظمة الصحة العالمية: توجيه الجهود نحو “كوفيد 19” لا ينبغي أن يتسبب في خسارة المكاسب التي تحققت في مجال الصحة

0

قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، لإقليم شرق المتوسط، أحمد المنظري، إن توجيه الجهود نحو “كوفيد 19” لا ينبغي أن يتسبب في خسارة المكاسب الأخرى التي تحققت في مجال الصحة وترك من هم في أمس الحاجة إلى الخدمات الصحية الأساسية ومن يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل ضعف إمكانية حصولهم على العلاج أو الرعاية الطبية، يواجهون مصيرهم بمفردهم. وكشف المنظري، اليوم الثلاثاء بالقاهرة، خلال مؤتمر صحفي عبر تقنية التصوير المرئي، تطرق فيه لآخر مستجدات فيروس كورونا المستجد إقليميا، والخدمات الصحية الأساسية في سياق جائحة “كوفيد- 19″، أن مسحا أجرته المنظمة مؤخرا، بين أن الخدمات الصحية الأساسية توقفت جزئيا أو كليا في ما يقرب من نصف بلدان الإقليم، (22 دولة) ، تشمل بالخصوص علاج ارتفاع ضغط الدم، والعناية العاجلة بالأسنان، وخدمات الرعاية الم لط فة، وخدمات الربو، وخدمات إعادة التأهيل، والتدبير العلاجي للسكري والسرطان، وخدمات الطوارئ الخاصة بالقلب والأوعية الدموية.

وأضاف أن الأمر ازداد سوءا بسبب حظر الخروج الذي فرضته بلدان كثيرة في بداية الجائحة، مما أدى إلى فرض قيود كبيرة على التنقل، والخوف من التعرض للعدوى بكوفيد-19 في المرافق الصحية، وانتشار الوصم الاجتماعي، وكثرة الشائعات، كما أن كثيرا من العاملين في مجال الرعاية الصحية كانوا يخشون من عدم توفير الحماية الكافية لهم من كوفيد-19 بسبب عدم وجود ما يكفي من معدات الوقاية الشخصية، بالإضافة إلى محدودية التدابير الأخرى، مما أدى إلى نقص عدد العاملين في مرافق الرعاية الصحية.

وكنتيجة لذلك، يوضح المنظري، تعذر توصيل الأدوية والمعدات واللقاحات الأساسية بسبب إغلاق كثير من الموانئ، مما تسبب في نقصها بشكل كبير في بعض البلدان، مناشدا دول الإقليم أن تبذل جهودا حثيثة لضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية الأساسية، مع الاستجابة في الوقت نفسه لجائحة كوفيد-19.

وأبرز من جهة أخرى أن الحالة الوبائية في الإقليم، الناتجة عن تفشي فيروس كورونا “مقلقة للغاية”، بسبب الزيادة الكبيرة في عدد حالات الإصابة والوفاة، موضحا أن عددا من بلدان المنطقة تشهد زيادة كبيرة في عدد حالات الإصابة بالفيروس بشكل مثير للقلق ويكشف الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.

وعن الانتقادات الموجهة للمنظمة بسبب بياناتها التشاؤمية وكثرة التحذيرات المتكررة قال المنظري ” ليست لدينا نظرة تشاؤمية، نحن منظمة أممية مهنية تحمل على عاتقها توجيه دفة الأمور وبالتالي كل البيانات تعكس الواقع الحالي وما هو متوقع في المستقبل”.

وتابع أن الارتفاع المفاجئ في أعداد الحالات أمر متوقع بسبب قيام البلدان بتخفيف القيود بعد أشهر من فرض الحظر الشامل، وما صاحب ذلك التخفيف من زيادة تنقل السكان، إلا أن الحكومات لا يسعها أن تواصل الاستجابة على النحو الذي تقوم به منذ بداية الجائحة. وقال في هذا الصدد “لم يعد يكفي أن تقتصر الاختبارات على الأشخاص الذين يتوجهون إلى المستشفيات والعيادات وتظهر عليهم بالفعل أعراض الإصابة …فكلما ارتفع عدد الأشخاص الذين يخضعون للاختبار، ارتفع عدد الحالات التي تكتشف وتعزل بشكل ملائم، وكلما ارتفع عدد المخالطين الذين يجري تتب عهم، زادت فعالية جهود احتواء العدوى”.

وشدد على ضرورة الالتزام الصارم بالتدابير الاجتماعية، مثل ارتداء الكمامات، والحفاظ على التباعد البدني، واتباع تدابير النظافة الشخصية الصحيحة، مبرزا أن الملايين من البشر ما زالوا في خطر بسبب الفيروس.

ويضم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط 22 دولة هي المغرب والاردن وأفغانستان والإمارات وباكستان والبحرين وتونس وإيران وسوريا واليمن وجيبوتي والسودان والصومال وعمان والعراق وفلسطين وقطر والكويت ولبنان وليبيا ومصر والسعودية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.