بريطانيا في 2017 : سنة البريكزيت والهجمات الارهابية ومأساة غرينفيل

0

عاش البريطانيون سنة 2017 على وقع أحداث سياسية واقتصادية كبرى وأيضا مآسي وأحزان على إثر سلسلة من الهجمات الإرهابية.
فبعد ثمانية أشهر من بدء عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، توصلت لندن وبروكسل في النهاية الى اتفاق مبدئى حول الملفات الثلاثة ذات الاولوية : فاتورة الانفصال ، ومستقبل الحدود بين إيرلندا و إيرلندا الشمالية، وحقوق المغتربين بعد البريكزيت.
وتوصلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورئيس المفوضية الاوربية جان كلود يونكر الى اتفاق مبدئي نهاية الاسبوع الماضي لانهاء المرحلة الاولى من المفاوضات التى بدأت فى يونيو الماضي بعد عام واحد من الاستفتاء التاريخي الذي قرر البريطانيون فيه مغادرة الاتحاد الأوروبي ووضع حد لأكثر من 40 عاما من العلاقات المضطربة.
وأفادت المفوضية الأوروبية التي تجري مفاوضات بشأن بريكزيت باسم الدول ال27 في الاتحاد، أن “تقدما كافيا” تحقق حول شروط انسحاب المملكة المتحدة، ما يفتح الباب لبدء المرحلة الثانية من المفاوضات المتعلقة بالعلاقات المستقبلية.
وأكدت المفوضية أن “مواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين في بريطانيا والمواطنين البريطانيين المقيمين في الدول ال27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي سيتمتعون بالحقوق نفسها عندما تغادر المملكة المتحدة الاتحاد”.
وبالنسبة لفاتورة خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، فانها ستتراوح ما بين 40 و 45 مليار يورو، وفقا لما ذكره متحدث باسم داونينغ ستريت.
ويقضي اتفاق المرحلة الأولى من المحادثات أن تواصل المملكة المتحدة المساهمة في الميزانية السنوية للاتحاد الأوروبي في عامي 2019 و 2020 “وكأنها لا تزال في الاتحاد”.
وحثت أوساط الأعمال حكومة تيريزا ماي على تسريع انهاء هذه المرحلة الأولى من المفاوضات من أجل الدخول في موضوع التجارة وفترة الانتقال المتوقعة بعد بريكزت المقرر في مارس 2019.
ووفقا للمحللين، فإن عدم اليقين المرتبط بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يؤثر بشدة على الاقتصاد البريطاني، الذي يعاني حاليا من انخفاض القوة الشرائية للمستهلك بسبب تسارع التضخم جراء انخفاض قيمة الجنيه.
ودفع هذا الوضع الحكومة البريطانية إلى خفض توقعاتها للنمو إلى 1.5 في المائة عام 2017 (مقابل 2 في المائة) و 1.4 في المائة عام 2018 (مقابل 1.6 في المائة). ومن المتوقع أن يتباطأ النمو إلى 1.3 في المائة في 2019 و 2020 قبل أن يتعافى إلى 1.5 في المائة في عام 2021.
وعلى الصعيد السياسي، لا يزال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يقسم أعضاء الحكومة المحافظة بين مؤيدي بريكزت ، والذين يدعون إلى خروج سلس، في الوقت الذي توجد فيه رئيسة الوزراء البريطانية التي أضعفها فشلها في انتخابات 8 يونيو ، في موفق أكثر ضعفا جراء مأزق المفاوضات مع الاتحاد الاوربي والاستقالات فى حكومتها على خلفية فضائح.
وعلى المستوى الامني، تعرضت بريطانيا هذا العام لعدة هجمات مميتة دفعت الملكة اليزابيث الثانية الى دعوة رعاياها في رسالة الى الامة الى الصمود في مواجهة “تعاقب مآسي فظيعة “.
وبدأت سلسلة الهجمات فى 22 مارس عندما قام رجل بدهس حشد من الاشخاص بسيارته على جسر ويستمينستر قبل توجيه طعنة قاتلة لرجل امن أمام البرلمان البريطاني. وأسفر الهجوم عن مقتل خمسة أشخاص.
وقد قتلت الشرطة منفذ الهجوم خالد مسعود، وهو بريطاني اعتنق الاسلام. وهو الهجوم الأول من بين ثلاث هجمات التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
وفي 18 أبريل، ارتأت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أن الوقت قد حان لإجراء انتخابات مبكرة لتوسيع أغلبيتها المطلقة في أفق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن حملتها سوف تتخذ منعطفا مختلفا، سيطبعها هجومين إرهابين.
ففي 22 ماي، نفذت شاب بريطاني من أصل ليبي في ختام حفل للمغنية الأمريكية أريانا غراندي في مانشستر (شمال غرب)، عملية انتحارية خلفت مقتل 22 شخصا وإصابة حوالي مئة آخرين.
وفي 3 يونيو، قبل خمسة أيام من الانتخابات التشريعية، قامت شاحنة بدهس حشد من الناس على جسر لندن، ثم نزل ثلاثة من ركابها مسلحين بالسكاكين وقاموا بطعن مارة ، قبل أن يتم قتلهم على ايدي الشرطة. وأدى هذا الهجوم إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة خمسين آخرين.
وفقد المحافظون أغلبية مطلقة في هذه الانتخابات، التي شكلت نكسة لرئيسة الوزراء التي كانت ترغب في التحكم في التفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإسكات صوت منتقديه بمن فيهم في معسكرها.
بعد أيام قليلة من هذه السلسلة السوداء من الهجمات، اندلعت النيران في برج برج غرينفيل، في حي لندن الراقي في كنسينغتون. وقد أسفرت هذه المأساة عن مصرع 71 شخصا.
واتهمت الأسر الغاضبة السلطات المحلية بإهمال تحذيراتها من سلامة المباني لأنها كانت من وسط اجتماعي متواضع.
وكما لو أن الماسي ليست لها نهاية، ففي 19 يونيو، وعلى شاكلة الهجومين السابقين في لندن، قام رجل يبلغ من العمر 47 عاما على متن شاحنة بدهس حشد من الاشخاص بعد أدائهم للصلاة في أحد ليالي رمضان ، بالقرب من مسجد فينسبري بارك، مما أدى إلى إصابة 11 شخصا.
وفي 15 شتنبر، وقع انفجار في محطة مترو أنفاق بلندن، والذي تبناه تنظيم داعش ، مخلفا 30 جريحا. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.